الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بما لا يُخالف شرع "الغرائز"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ دخول التجارة بالغرائز عالم «البيزنس» وهى تتصدر قائمة الإيرادات.. رغم أن الحرية هى النمط السائد فى العلاقات بين الرجل والمرأة وتشكل جزءا من ثقافة الغرب تبقى مخاطبة غريزة الجنس - وفق الإحصائيات - مصدرا مضمونا لتحقيق أعلى المكاسب بين دول العالم لعل أكثر النماذج انتشارا لهذه التجارة قنوات مشفرة تنتشر فى أغلب دول أوروبا تمنح المشاهد مقابل رسوم اشتراك خدمة عرض أعمال تنتج وتصور بأقل التكاليف معروفة باسم قنوات «البورنو».
ذات النهج تتبعه القنوات «الإخوانية» التى تبث من دول مختلفة بكل ما تمارسه من مناورات اللعب على كل الخيوط التى تمس الغرائز ورغم كل جهودهم فى إشعال الإثارة عند المشاهد تظل بضاعتهم بائرة.. لا تجد من يدعم تمويلها سوى التنظيم الدولى وأجهزة مخابرات تركيا وقطر التى فقدت صوابها نتيجة رفض مصر مشروع الظلام الإخوانى.
مخاطبة غريزة الفُحش والشتائم القذرة هى السمة المشتركة بين هذه القنوات إذ تشتعل كل ليلة المباراة بين مقدمى «التوك شو» الذين أصبحت السمعة السيئة تسبقهم فى التدنى إلى مستوى السباب بداية من التكفير وإهدار الدماء إلى قذف كل شىء بأقذر الألفاظ.. بداية من تراب مصر إلى السياسة والثقافة والقضاء والإعلام.. طبعا المباراة لا تكتمل دون إضافة «توابل» الخوض فى الأعراض بكل التفاصيل الدقيقة لما يزعمون أنه عمليات تحرش واغتصاب تتعرض له «حرائرهن» ثم ثبت كذبها وتلفيقها بالصوت والصور، بالإضافة إلى استخدام غريزة الجنس فى تلويث كل المشاركين فى العمل العام وبالتالى يتخذون موقفا معاديا لعصابتهم بل حتى الرموز الدينية التى تحظى بالتقدير لم تسلم من شهوة غرائزهم.
إثارة غريزة «الدس» لها نصيب كبير فى القنوات الإخوانية على الصعيد الداخلى يتفنن «غربان» الجماعة كل ليلة فى النعيق التحريضى عن معارك بين شيخ الأزهر أحمد الطيب ووزير الأوقاف مختار جمعة مع تأليف سيناريوهات خائبة تُقحِم اسم الرئيس السيسى فى هذا الصراع لصالح طرف! كما لا تخلو وليمة الدس المسمومة من تأليب مشايخ الأزهر ضد الشيخ الطيب والوزير جمعة.
شهوة الدس عند «الأراجوزات» الفضائية للجماعة أيضا تنفث سمومها بتلذذ فى إشعال نار الفتنة الطائفية دون خجل أو مواراة.. فالدولة -كما يرونها- أصبحت تُدار على هوى أقباط مصر!! والإسلام يترنح من الاضطهاد والقمع!! طبعا لا تعنيهم الديانة التى يعتنقها غالبية الـ ٩٠ مليون مصرى.. فالدين الوحيد عندهم هو تعاليم حسن البنا وعصابته.
يتجاوز الدس الطائفى والسياسى حدود مصر إلى اختراع صراع وهمى تخوضه مصر كل يوم مع دولة.. بينما لا تتوقف الإسطوانة الإخوانية عن تكرار نغمة الفتور فى العلاقات المصرية-السعودية تتلاعب فى الوقت ذاته على ورقة الطائفية بين الشيعة والسنة. بعدما منح عام الظلام الإخوانى الفرصة لرئيس إيران السابق أحمدى نجاد التلويح بعلامة النصر على أعتاب الأزهر الشريف.
استقطعت مؤخرا إحدى «دكاكين» الجماعة الفاشلة جزءا من لقاء مع المفكر الدينى والسياسى العراقى إياد جمال الدين والمعروف بشجاعة مواقفه فى التصدى والكشف عن التغلغل الإيرانى فى العراق ممتدحا شجاعة الشعب المصرى واستجابة الجيش المصرى بقيادة الرئيس السيسى للإرادة الشعبية فى إقصاء «عصابة البنا» عن الحكم فى سياق مقارنة منطقية بين تنظيم الجماعة والميليشيات الموالية لإيران فى العراق طبعا هذا الجزء الأخير من الحوار لم يعرض على قنواتهم التى اكتفت فقط بجزء يشبه فيه جمال الدين الرئيس السيسى بأنه «إمام».. انتفضت «الأراجوزات» الفضائية فى مشهد بلغ قمة التلاعب على غريزة جهل بسطاء المشاهدين – إذا كان هناك من يشاهد- بطبيعة مواقف رجال السياسة والدين فى العراق تجاه آفة الطائفية معتبرين أن التشبيه يمثل دلائل غزل إيراني-مصري! علما بأن جمال الدين يتصدر قائمة أعداء إيران نتيجة ولائه الوطنى ودفاعه عن سيادة العراق! وأن هذا الغزل يأتى على حساب العلاقات المصرية-السعودية.. طبعا وصلة الرقص على غريزة الجهل هذه المرة لا تنتهى بدون نبرة التشفى فى السعودية نتيجة مواقفها المشرفة مع مصر.
أخيرا.. مهما بلغ حجم النقد والرفض لقنوات «البورنو» التى تحقق مكاسبها الكبيرة عبر تقديم خدماتها الهابطة دون التوارى خلف شعارات القيم أو أن ما تقدمه يُصنف على أنه فن.. معلنة أنها فقط لخدمة إرضاء الغرائز.. بينما تفشل قنوات الإخوان حتى فى بلوغ هذا المستوى من التدنى وهى تعتمد على إشعال غرائز شيطانية تفوق خطورتها كثيرا غريزة الجنس.