الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"ضاحي": عبقرية قناة السويس الجديدة تظهر في توقيت القرار

 المهندس هاني ضاحي
المهندس هاني ضاحي وزير النقل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتبر المهندس هاني ضاحي وزير النقل والمواصلات أن العبقرية في مشروع قناة السويس الجديدة تكمن في توقيت اتخاذ القرار، مشيرا إلى أن أهمية القناة الجديدة ليس في مجرد حفرها وإنما في مشروع تنمية المنطقة المحيطة بها بالكامل.
وقال ضاحي في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط: إن المصريين التفوا حول مشروع قومي عدة مرات في تاريخهم الحديث، منها تأميم قناة السويس عام 1956 وبناء السد العالي عام 1960 وتحويل مجرى نهر النيل عام 1962 وحرب أكتوبر 1973 ومنذ ذلك التاريخ لم يجد المصريون مشروعا قوميا ليلتفوا حوله، حتى قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي حفر قناة السويس الجديدة.
وأضاف "لأول مرة يسجل التاريخ أن المصريين اصطفوا في طوابير ليدفعوا أموالهم عن طيب خاطر لتمويل هذا المشروع القومي التاريخي، واستطعنا جمع 62 مليار جنيه في أسبوع واحد وحصلوا على أرباح لاستثمارهم قبل أن يبدأ المشروع في العمل".
واعتبر أن هناك وجها آخر للإعجاز وهو أن المشروع تم تنفيذه بأيد مصرية بالكامل، وقال إن "مصر قادرة بشعبها على تخطي الصعاب وهذا هو مشروع القرن وأظهر التفاف الشعب حول نفسه وحول رئيسه".
وأشار ضاحي إلى أن وزارة النقل ستشارك المصريين في احتفالهم بالقناة عبر إتاحة مترو الأنفاق مجانا من الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء، إضافة إلى إتاحة القطارات العادية على كل الخطوط مجانا في اليوم ذاته، كما توجهت السفينة عايدة المملوكة للوزارة من الإسكندرية إلى المجرى الملاحي للقناة للمشاركة في فعاليات الافتتاح.
وأكد أن الرئيس السيسي يتابع معه منذ توليه منصبه أدق تفاصيل عمل الوزارة، وقال وزير النقل "في ثاني يوم حلف اليمين للوزارة الجديدة تلقيت اتصالا في المكتب من الرئيس عبد الفتاح السيسي في السابعة صباحا سألني فيه عن أحوال الوزارة وأدق تفاصيل مشاكلها حتى شعرت أنه يجلس معي في المكتب ووضع في هذا الاتصال تكليفات مثلت خطة عمل الوزارة شملت النهوض بالسكك الحديدية ومترو الأنفاق وشبكة الطرق والنهوض بكافة الخدمات التي نقدمها للمواطنين".
وقال إن "الرئيس السيسي أطلق في نفس توقيت مشروع قناة السويس الجديدة مشروع الشبكة القومية للطرق تضم 3400 كيلو متر جديد، وهي مشروع قومي عملاق آخر، وهو ليس رفاهية لأن من يراجع التاريخ سيجد أن بداية نهضة أي دولة بدأت بشبكة طرق قومية متطورة، تربط المحاور التنموية وتمثل شرايين حياة تربط محاور رأسية وأفقية، إذ تربط محافظات البحر الأحمر بموانئ البحر الأحمر، ومحافظات الصعيد بموانئ البحر الأحمر وجنوب البلاد بشمالها، وتنشئ حولها تنمية اقتصادية وزراعية واجتماعية". 
ورأى أن مشروع قناة السويس الجديدة أنقذ شركات المقاولات والحفر في مصر من أوضاع صعبة ونقل الروح المعنوية للمصريين من حالة سيئة إلى عنان السماء وخلف حراكا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وقال إن "العبقرية في هذا المشروع هو التوقيت وأنه سيعقبه تنمية المنطقة المحيطة بالقناة كلها".
وأوضح أنه بالتوازي مع حفر قناة السويس الجديدة، عرض على الرئيس السيسي خطة تطوير الموانئ المصرية الـ15 التجارية (9 على البحر الأحمر و6 على البحر المتوسط)، مشيرا إلى أن العمل بدأ بالفعل بميناء شرق بورسعيد.
وأشار المهندس ضاحي إلى أن الميناء يعتبر نقطة ارتكاز والقناة ممر ملاحي والربط بينهما ضرورة، وقال "لابد من إضافة بعد خلفي لكل ميناء يشمل التنمية الصناعية والزراعية، عبر مخطط كامل لهذه الموانئ، وقد صدر قانون الاستثمار بتعديلاته ليبدأ التطوير".
وأكد أن مشروع قناة السويس الجديدة وتطوير الموانئ لابد أن يتبعه الاهتمام بالأسطول البحري التجاري المصري الذي يعاني من تدهور إذ يبلغ عدد سفنه حاليا 7 أو 8 سفن فقط.
وقال إن "هناك شركات ملاحة مصرية تحدثنا معهم لإنشاء شركة جديدة تمثل شراكة بين الدولة والقطاع الخاص لعمل أسطول بحري تجاري مصري، ولكن العقبة أن هذه الشركة ستحتاج إلى تمويل عبارة عن حد أدنى من الاتفاقيات المسبقة لتشغيل هذه السفن مع الجهات الحكومية التي تعتمد في عملها على الاستيراد مثل هيئة السلع التموينية، وهذه العقود سيكون نتيجتها أن البنوك ستمول الشركة الجديدة وهي مطمئنة".
وأضاف وزير النقل "سنعقد اجتماعا بعد افتتاح القناة مع الشركات المالكة لما تبقى من الأسطول البحري التجاري المصري لبحث كيفية إعداد المنظومة الجديدة للنقل البحري".
وأشاد وزير النقل بتعاون القوات البحرية مع الوزارة، وقال إن "وجود القوات البحرية في الموانئ المصرية له بعدان، البعد أمني وحراسة السواحل، بالإضافة التواجد الاقتصادي، عبر أرصفتها في الموانئ".
وقال بدأنا تنمية موانئ البحر الأحمر، وانتهينا من تطوير ميناء نويبع قبل موسم الحج الماضي وأصبح ميناء عالميا للركاب، كما انتهينا من تطوير ميناء الغردقة وافتتحه الرئيس السيسي، وسننتهي من تطوير ميناء سفاجا بحلول نهاية شهر أغسطس الجاري، بالتوازي مع ميناء الأدبية وميناء الصب السائل به.
وأشار إلى أن ميناء الإسكندرية يحتاج أعمال بقيمة 20 مليار جنيه يتم تنفيذها على مدى 6 سنوات، وقال "عرضنا المخطط العام لتطوير الموانئ على المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء في شهر يونيو الماضي، وأقره وبدأنا تنفيذه، وهو المخطط الذي سيحتاج تمويلا سنحصل عليه إما ذاتيا عبر هيئات الموانئ أو الشراكة مع القطاع الخاص".
وكشف عن أن حجم صافي الأرباح من الموانئ كلها بلغ 1.2 مليار جنيه العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل هذا العام إلى 4.5 مليار جنيه وقال " نطمح في الوصول إلى 20 و30 مليار جنيه سنويا".
وأشار إلى أن محور القناة به 6 موانئ سيبدأ التطوير فيها بميناء شرق بورسعيد بالتعاون مع هيئة قناة السويس ويعقبه موانئ غرب بورسعيد والسخنة والطور والعريش، إضافة إلى ميناء الأدبية.
وأوضح الوزير أن المخطط العام لتنمية قناة السويس يشمل تطوير موانئ شرق بورسعيد والعين السخنة والأدبية والسويس، وإنشاء وتشغيل محطات حاويات جديدة، تعمل بجانب المحطات الموجودة فعليا، ومحطات بضائع عامة، ومحطات إصلاح وصيانة سفن، ومحطات لتخزين وتداول تموين السفن بالوقود، وإقامة أنشطة لوجيستية على طول قناة السويس، في بورسعيد والإسماعيلية والسويس.
وأشار إلى أن تنفيذ مخطط منطقة شرق بورسعيد سيبدأ بعد افتتاح قناة السويس الجديدة مباشرة، كما سيتم طرح تنفيذ محطة تداول حاويات بميناء شرق بورسعيد بطول 1200 متر على مساحة 540 ألف متر مربع وعمق 17 مترا وطاقة تداول تبلغ2.25 مليون حاوية سنويا.
وتطرق الوزير إلى أعمال تطوير مرفق السكك الحديدية قائلا "السكك الحديدية تنقل سنويا أكثر من 520 مليون مواطن أي 5 أضعاف تعداد سكان مصر" مشيرا إلى أن إجمالي أطوال السكك الحديدية يبلغ 5500 كم.
وأضاف "نعمل على تطوير البنية الأساسية من قضبان ومزلقانات ومحطات والإشارات والوحدات المتحركة (العربات)".
وأوضح أنه تم تطوير أكثر من 300 كم من القضبان إضافة إلى تطوير 279 مزلقانا وغلق 1447 معبرا غير قانوني على السكك الحديدية، مضيفا أن أكثر من ثلثي أطوال السكك الحديدية مازالت خطوطا مفردة جار العمل على ازدواجها.
وأشار إلى أنه بتمويل من البنك الدولي تم الانتهاء من كهربة إشارات السكك الحديدية الأمر الذي سيؤدي إلى تشغيل قطارات جديدة وزيادة الطاقة الاستيعابية وتقليل زمن التقاطر.
وأقر الوزير بوجود بعض المشاكل التي كانت تعوق تطوير الوحدات المتحركة، منها أن بعض القطارات دخلت الخدمة منذ 45 عاما وصارت متهالكة لم تدخل عربات جديدة للخدمة منذ 25 عاما، وفي 2005 دخلت الخدمة 80 جرارا جديدا حدث بها مشاكل فنية وتوقفت عن العمل واستطعنا صيانة 60 منها وإعادة تشغيلها".
وقال "في شهر يونيو 2014 عندما تسلمت منصبي كان لدينا عجز في جدول التشغيل يبلغ 137 قطارا وفي شهر نوفمبر 2014 وصلت نسبة التشغيل إلى 98.5% من جدول التشغيل عبر تطوير العربات في ورش أبو راضي ببني سويف التي كانت إنتاجها شهريا تطوير 74 عربة تضاعفت إلى 145 عربة شهريا وكذلك ورشة اير ماس لصيانة الجرارات التي كانت تقوم بعمرات شهرية لـ 3 قطارات وصلت الآن إلى 13 جرارا شهريا".
وأضاف "أنه تبقى مشاكل العشوائيات على حرم السكك الحديدية والباعة الجائلين والسوق السوداء وكلها مشاكل اقتحمناها وفي طريقها للحل".
وأشار إلى أنه بالتعاون مع مصنع قادر التابع للهيئة العربية للتصنيع تم الاتفاق على توريد 300 عربة قطار جديدة إضافة إلى تصنيع 1300 عربة أخرى بورش السكك الحديد مع مصنع سيماف التابع لذات الهيئة، وتزويد المحطات بالكاميرات وأجهزة الكشف عن المفرقعات من مصنع الالكترونيات بالهيئة أيضا.
ولفت إلى أنه تم توقيع اتفاقية بين السكك الحديدية والجانب الصيني لتصنيع عربات قطار يبلغ المكون المحلي فيها أكثر من 50% وتم توريد أكثر من 20 عربة قطار منها حتى الآن، وسيدخل أول قطار منها إلى الخدمة غدا مع افتتاح قناة السويس الجديدة.
وقال إنه "جار دراسة توريد 700 عربة قطار للدرجة العادية ونفاضل حاليا بين 3 دول لتمويل وتوريد هذه العربات وسنبدأ التفاوض فعليا مع هذه الدول الأسبوع المقبل".
وأشار إلى أن الاتفاق مع الحكومة الصينية خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبكين في شهر ديسمبر الماضي على تنفيذ مشروع القطار فائق السرعة من القاهرة للإسكندرية، بنظام #### BOT #### وبدأ الجانب الصيني بالفعل إجراء دراسة نقل ودراسة مسار ودراسة هندسية ودراسة جدوى اقتصادية ودراسة بيئية وسيعدون تقريرهم الثاني عن الأمر في شهر سبتمبر المقبل لبحث الإجراءات التنفيذية عقب ذلك.
وقال إنه "تم الاتفاق مع الحكومة الإسبانية على إسناد دراسات القطار فائق السرعة من القاهرة لأسوان على المكتب الاستشاري الحكومي الإسباني القيام بدراسات هذا الخط الذي سيتم تنفيذه على مسار موازي للسكك الحديدية الحالية".
وأشار إلى أن العجز في قطاع السكك الحديدية يبلغ 4 مليارات جنيه، وقال إن "الزيادة الأخيرة في أسعار تذاكر الدرجتين الأولى والثانية لن تؤدي إلى عائد يغطي العجز لكنها ستساعد في تكلفة التطوير"، مؤكدا أنه لا مساس باشتراكات بعض الفئات مثل الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال "عندما ينتهي التطوير قد نقدم خدمة مميزة في بعض القطارات مقابل سعر مختلف ولن تضر بأسعار القطارات العادية للمواطنين".
وأوضح أن الإيراد الرئيسي للسكك الحديدية في دول العالم يأتي من نقل البضائع، وقال "لكن في مصر نقل البضائع كان يعاني مشكلات ولكن بدأنا نسترد نقل البضائع، ونقلنا العام الماضي 4 آلاف حاوية ونعمل حاليا في نقل الغلال ونجدد أحواش التخزين ولكن المشكلة أن قطارات الركاب والبضائع تسير على نفس السكك الحديدية ونتيجة زيادة قطارات الركاب قلت الفراغات الزمنية التي تسمح بسير قطار البضائع البطيء".
وعن تطوير مرفق مترو الأنفاق، قال المهندس هاني ضاحي وزير النقل إن "مترو الأنفاق ينقل يوميا نحو 2.5 مليون مواطن على الخطوط الثلاثة لذلك نعمل على صيانته وتطويره".
وأضاف "بدأنا في الصيانة بالخط الأول الذي دخل الخدمة منذ 25 عاما، وتم تعيين عضو منتدب بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق للصيانة فقط، وحاليا نعمل على تحديث أسطول القطارات".
وتابع قائلا "اشترينا 20 قطارا مكيفا للخط الأول من كوريا الجنوبية منهم 11 يتم استيرادهم بالكامل و9 يتم إنتاجهم بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، ودخل منهم قطاران الخدمة في شهر رمضان الماضي، وستدخل بقية القطارات إلى الخدمة تباعا، كما نطور المحطات ويتم تركيب سلالم كهربائية بها".
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تنمية موارد شركة المترو، وقال "العام الماضي كان إيراد الإعلانات في مترو الأنفاق 300 ألف جنيه، وهذا العام بلغت 7.5 مليون جنيه".
وأوضح أن الدراسات الخاصة بزيادة سعر تذكرة المترو مازالت جارية، مشيرا إلى أن فكرة تقسيم المحطات حسب سعر التذكرة يعوقه أن أغلب ماكينات التذاكر تعطلت.
وقال "حاولنا إصلاحها بالهندسة العكسية عبر شركات محلية ولم ننجح لذلك نستورد حاليا 750 ماكينة وعند الانتهاء منها سنجرى دراسات جديدة لتغطي التذكرة سعر التشغيل فقط ولن تغطي الصيانة وقطع الغيار والتطوير والتحديث".
وعن الشبكة القومية للطرق، قال وزير النقل إن إجمالي تكلفة مشروعات الطرق والكباري عام 2014 – 2015 لأعمال الإنشاء والصيانة بلغت 3.2 مليار جنيه، شملت إنشاء طرق وكباري جديدة وصيانة الموجود منها.
وأوضح أن وزارة النقل تتولى تنفيذ 1250 كم من إجمالي الشبكة القومية للطرق بتكلفة إجمالية 17 مليار جنيه.
وقال "يحكمنا في عملية تجديد ورصف الطرق بالجودة لأن الطريق الذي يتم رصفه لا يجب أن يعاد رصفه أو العمل به بعد سنة مثلا نتيجة ظهور عيوب به المهم عندنا ضبط الجودة والأداء والسرعة، وهدفنا هو تقديم أفضل خدمة للمواطن المصري".
واختتم وزير النقل حواره لوكالة أنباء الشرق الأوسط بتوجيه رسالة لشباب مصر، قال فيها " إن تعداد الشعب المصري تجاوزت 90 مليون نسمة، يمثل الشباب نسبة من 40 – 50 % منهم أي أننا مجتمع شاب، وأقول للشباب أحبوا مصر وحافظوا عليها ما يحدث حاليا أنتم من ستجنون ثماره لأنكم المستقبل فأنتم بناة الحاضر وقادة المستقبل".