السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

مفاجأة.. محمد بن سلمان يلتقي رئيس المخابرات السورية في الرياض

صحف عربية وغربية تصفه بـ"اللقاء المعجزة" بعد "سنوات الحرب"

الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولى ولى العهد للسوريين: مشكلتنا معكم في التحالف مع إيران ومستعدون لـ«فتح صفحة جديدة»
المقابلة جرت بوساطة من «بوتين».. و«داعش» سر تحول موقف المملكة
رئيس مكتب الأمن القومي السوري: قطر كان دورها تخريبيًا من تونس إلى ليبيا ومصر

كشفت صحف عربية وغربية عن لقاء جمع ولى ولى العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس مكتب الأمن القومى السورى (المخابرات)، اللواء على مملوك، فى الرياض، بوساطة روسية، فيما وصف بـ«اللقاء المعجزة»، نظرًا لموقف السعودية الداعم بشدة للمجموعات المعارضة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتأكيدها أنه لا حل للأزمة المشتعلة فى دمشق منذ ما يزيد على ٤ سنوات إلا برحيل رأس النظام.
فى التفاصيل، تقول صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المقربة من سوريا وحزب الله، إن اللقاء الذى جمع الرئيس الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مع وليّ ولى العهد السعودي، ١٩ يونيو الماضي، تناول ملفات عدة على رأسها الوضع فى اليمن، وسوريا، والمواجهة مع الإرهاب، وجرى قبل توقيع الاتفاق النووى بين الدول الست الكبرى وإيران.
وفق ما تقوله الصحيفة، فإن «بوتين» أعد للقاء جيدًا، إذ كان التقدير الروسى أن الاتفاق النووى بين طهران والدول الغربية بات ناجزاً، وهو الخبر «غير الجيد» للرياض.
جمع الموقف من الإرهاب بين البلدين، فـ«داعش» تحوّل إلى خطر عالمى، وخصوصاً على السعودية لرمزيتها الدينية، وعلى روسيا لوجود أعداد كبيرة من مقاتلى التنظيم الإرهابى من دول آسيا الوسطى.
تقول «الأخبار»: «طرح بوتين على محمد بن سلمان رؤيته للوضع السوري: بعد أربع سنوات من الصراع أصبح التغيير فى المزاج الدولى ملموساً، «جنيف ٣» لم يعد مطروحاً، ولا «موسكو ٣» أو «موسكو ٤»، فيما الإرهاب يقترب من أراضيكم، وضع الجيش السورى ميدانياً يتحسّن، ولم يعد أحد فى العالم مقتنعاً بإمكانية إسقاط النظام باستثناء السعودية وتركيا، ولا مناص من التعاون معه فى مكافحة الإرهاب الذى يهدّد الجميع».
بدا ولى ولى العهد السعودى مقتنعاً، ولو على مضض، بـ«جوهر الطرح»، وهو أن النظام باق، ما شجّع مضيفه على أن يطرح عليه فكرة لقاء مسئول أمنى سورى كبير، فوافق من دون أى التزامات. بعد عشرة أيام، فى ٢٩ يونيو الماضى، وصل وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، ومستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، إلى موسكو للقاء «بوتين».
أكد الرئيس الروسى التزامه نحو سوريا «شعباً وقيادة»، وطرح فكرة إقامة تحالف رباعى ضد الإرهاب يضم سوريا والسعودية وتركيا والأردن، واستثنيت إيران لحرص الروس على عدم استثارة السعوديين.
بحسب مصادر «الأخبار»، فإن «بوتين» طلب حمل العرض إلى «الأسد»، فوافق، وبقى الأمر سراً بين ثلاثة: الأسد والمعلم ورئيس مكتب الأمن القومى اللواء على مملوك.
كُلّفت الاستخبارات الروسية بالتواصل مع «مملوك» لإنضاج الفكرة، وجرى اتصال ثان نقل فيه الروس شرط السعوديين بأن يكون اللقاء فى الرياض، فلم تبد دمشق أى ممانعة.
فى غضون أسابيع قليلة، حطّت طائرة روسية خاصة، على متنها نائب رئيس الاستخبارات الروسية، فى مطار دمشق الدولي، وأقلّت مملوك إلى مكتب محمد بن سلمان، فى العاصمة السعودية، حيث عقد اللقاء فى حضور رئيس الاستخبارات السعودية صالح الحميدان.
تقول الصحيفة: «افتتح المسئول الروسى اللقاء بمطالعة حول وضع المنطقة والخطر الذى بات يشكّله الإرهاب على دولها، وضرورة تعاون الجميع لمواجهته، بعدها تحدث مملوك فشكر الروس على مبادرتهم الكريمة، معرباً عن الأسف لأن التواصل بين بلدينا بات يحتاج إلى وساطة، لافتاً إلى أن سوريا والسعودية ومصر لطالما شكّلت ثقلاً فى النظام العربي، وكانت علاقاتنا طيبة على الدوام». حمّل المسئول السورى السعودية المسئولية عن ما جرى فى سوريا، وقال: «إن السياسة السعودية اتّصفت دائماً بالحكمة والعقلانية، فكيف تمشون وراء مشيخة قطر التى كان دورها تخريبياً من تونس إلى ليبيا ومصر وغيرها، ومن هى قطر لتدير السياسة السعودية والسياسة العربية؟».
ذكّر مملوك بـ«تعاوننا معكم فى كثير من الملفات، وخصوصاً فى الملف اللبنانى، واستمر هذا التعاون حتى بعد الخلاف بيننا إثر اغتيال رفيق الحريري، فزار الملك (الراحل) عبدالله دمشق واصطحب الرئيس الأسد إلى بيروت، وجاء سعد الحريرى إلى دمشق وبات فى قصر المهاجرين وقدمنا كل التسهيلات لتعيينه رئيساً للحكومة، كانت الأمور ماشية، كنتم تستثمرون فى سوريا، فجأة تغيّر كل ذلك، وغيّرتم سياستكم فى لبنان»، لافتاً إلى أنه «رغم مسئوليتكم عن كل ما حصل فى سوريا لم نتعرض للسعودية كدولة فى تعاطينا السياسى والإعلامي».
وختم «مملوك» بالتأكيد أن «وضعنا فى سوريا ميدانياً متين، ولا بد أن التقارير تصلكم عن تقدم الجيش السورى فى كثير من الأماكن»، متمنياً «أن تغيّروا وجهة نظركم وتعاطيكم مع ما يجري».
بعدها أخذ محمد بن سلمان الحديث، فقال: «فى كثير من الأوقات كانت لديكم فرصة لإصلاح الأمور لكنكم لم تستمعوا إلى صوت شعبكم»، مشيرًا إلى أن «مشكلتنا الأساسية معكم، منذ وقت طويل، أنكم مشيتم وراء إيران التى نخوض معها صراعاً كبيراً على مستوى المنطقة، ورضيتم أن تكونوا جزءاً من الحلف الإيرانى الذى نرى أن له أطماعاً فى المنطقة تهدّد كياناتنا، كما أنكم فى لبنان مشيتم وراء حزب الله الذى يسير فى ركاب إيران، والذى يريد السيطرة على لبنان وتحويله إلى محميّة إيرانية».
من جانبها، قالت صحيفة «السفير» اللبنانية، نقلا عن مصدر سورى مطلع إن حصيلة اللقاءات الأولى تدل على وجود استعداد سعودى لفتح صفحة جديدة مع سوريا واليمن عبر موسكو.
تأكيد حدوث اللقاء جاء أيضًا فى صحيفة «صانداى تايمز» البريطانية، حيث نقلت عن مسئول سورى بارز تأكيده زيارة مدير المخابرات السورية على مملوك، الشهر الماضى إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان. وقالت الصحيفة: إن روسيا تعتقد أن صعود تنظيم الدولة، الذى يهدد الدول جميعها فى المنطقة، يفتح فرصة للتحاور بين سوريا والدول الأخرى فى المنطقة.
من جانبها، نقلت صحيفة «جنوبية» اللبنانية عن مصادر قريبة من المسئولين فى المملكة السعودية، أنّ ما نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن لقاء بين اللواء على مملوك، وولى ولى العهد السعودى فى السعودية، ما هى إلا «من نسج خيال جريدة الأخبار»، وقالت المصادر إنّ «الخبر خياليّ ومثير للسخرية»، مستبعدا لقاء الأمير محمد بن سلمان بمملوك.