رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"المحروسة" الشاهد الوفي على أرقى العصور.. 150 عامًا في خدمة الأمراء والملوك.. رافق الخديوي في رحلة عزله عن مصر.. وعام 1952 نقل فاروق وأسرته لإيطاليا.. و6 أغسطس يقولها مجددًا: "تحيا مصر"

المحروسة الشاهد الوفي
"المحروسة" الشاهد الوفي على ارقي العصور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المحروسة " أو "الحرية" العجوز الوفي، صاحب الـ 150 عاما، الشاهد على أرقى العصور، وهو نفسه ذلك اليخت الملكي الأشهر الذي حمل على متنه الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان منطلقا به نحو سواحل ايطاليا - أوروبا بعد مغادرته مصر وتنازله عن العرش رضوخا لما جاءت به توصيات ثورة يوليو 1952، ويعد اليخت من أعظم القصور العائمة التي عرفها العالم لما تميز به من فخامة في الفرش إلى جانب المشغولات الذهبية والتحف النادرة التي يضمها بين جنباته، ظل شاهدا على الاحداث والحقب التي مرت بها مصر بدءا من الحكم الملكي وحتى الجمهوري، حمل على ظهره الكثير من الامراء والملوك إلى جانب رؤساء مصر الثلاثة (جمال عبد الناصر - أنور السادات - حسني مبارك)، ولأنه شريك وفي لم يكن ليتخلف عن ركب المصريين ومشاركتهم عرس افتتاح قناة السويس الجديدة لذا انطلق من رأس التبين الإسكندرية متجها لمياه الإسماعيلية ليحتفي مع العالم وتنطلق صافرته لتتزامن مع صافرات مواني الأبيض والمتوسط ليعلن ليقولها بصدق " هنا مصر يا سادة " هنا الإنجاز هنا التحدي هنا الارادة.. تحيا مصر.

تم تصنيع اليخت في لندن عام 1865 م، على أحدث طراز ملكي، وكان اليخت آنذاك معدا للاستخدام الشخصي للخديوي إسماعيل، وسماه الخديوي وقت ذاك "المحروسة " نسبة لمصر.
يبلغ طول اليخت411 مترا بينما عرضه 42 مترا، أما حمولته فتقدر بـ3417 طنا، كان اليخت قديما يسير بالبخار كما كان مزودا بـ8 مدافع لتوفير الأمان للملك. 
شارك اليخت في نقل أمراء وملوك أوروبا إلى مصر للمشاركة في احتفالية فتح قناة السويس الأم عام 1868، ونالت المحروسة شرف أول سفينة تدخل القناة.
في عام 1879 أمر الخديوي إسماعيل بنقل اليخت لإيطاليا ليرافقه في رحلة عزله عن مصر.
لم يتخلف اليخت يوما عن المصريين، أهم الأحداث التي سطرها التاريخ، حيث انطلق من الإسكندرية متجها لبورسعيد ليشارك في احتفالية إزاحة الستار الذي بني للمهندس "ديليسبس" قائد مشروع القناة وكان ذلك عام 1899.


حظي اليخت بتركيب أول لاسلكى في العالم عام 1912.
في عام 1913 تم استخدام المحروسة في نقل كبار مهاجرى الأتراك من تركيا إلى الإسكندرية احتفاء بوصولهم.
أما في عام 1914، فقد قام اليخت بالإبحار بالخديوي عباس الثاني للأستانة بعدما صدر قرار بمنعه من دخول مصر.
كما قام اليخت بنقل الملك فؤاد الأول إلى بور توفيق في عام 1930 لافتتاح ميناء البترول الجديد، وقد قام بقيادة الرحلة بناء على طلب رسمي من الملك " جلال علوبة" الذي اختاره فاروق خصيصا للإبحار.
في 26 يوليو 1952 أقل المحروسة، الملك فاروق وكامل أسرته بعد تنازله عن عرش مصر ليتجه إلى سواحل إيطاليا.
أدخلت عليه الكثير من التعديلات ليتواكب مع الثورة التكنولوجية البحرية، ورغم تغيير اسمه من "المحروسة" إلى "الحرية" إلا أن الاسم الأول مازال هو الأشهر والعالق في الأذهان حتى الآن لما يحمله من عبق الزمان والمكان.


وها هو الآن في 6 أغسطس 2015، يتزين من جديد بعد مرور 150 عاما من ميلاده ويبحر في مياه القناة الجديدة ويحتفي بما فعله المصريون مجددا من إعجاز هندسي وإنجاز علمي كان بمثابة الانتصار لإرادة المصريين، لتقام على متنه مراسم الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.