الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

القاهرة ترفض أجندة واشنطن السرية في الحوار

تضمنت الضغط على القاهرة لتوسيع نطاق الحرب على الإرهاب مقابل مساعدات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي و وزير الخارجية الأمريكي جون كيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية العديد من السجالات والنقاشات حول قضايا محورية ترسم ملامح العلاقة المستقبلية وشكل التعاون خلال الفترة المقبلة، ورغم المؤتمر الصحفى المطول الذى عقده وزير الخارجية سامح شكرى مع نظيره الأمريكى جون كيري، إلا أن هناك بنودًا وأطروحات وأفكارا ومطالب أمريكية جرى طرحها ومناقشتها لكن لم يتم الكشف عنها.
وحرص كيرى أثناء لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسى على التأكيد على حجم الخطأ الذى اقترفته الولايات المتحدة فى حق مصر، وأن هناك توجهًا جديدًا فى واشنطن لتعزيز التعاون مع القاهرة واستعادة كل أشكال التنسيق الأمنى والعسكرى مع القاهرة، واستئناف مناورات النجم الساطع التى علقتها واشنطن عقب ثورة ٣٠ يونيو.
ومن أبرز البنود السرية التى تحدث عنها كيرى محاولة إقناع السيسى بتوسيع نطاق المواجهة مع التنظيمات الإرهابية، سواء فى ليبيا أو فى مناطق أخرى بالمنطقة مثل سوريا، مع وعد بمساعدات أمريكية مفتوحة وغير محدودة للجيش المصرى.
وأكدت مصادر أن الولايات المتحدة أيقنت أنها لا يمكنها تحقيق نجاح فى الحرب على الإرهاب فى المنطقة وهزيمة تنظيم «داعش» بدون مساعدة مصرية، وحاولت إيجاد بدائل أخرى، وتعتمد على دول بالمنطقة مثل إيران وتركيا وكذلك الجيش العراقي، لكنها جميعها أثبتت فشلها واندحرت أمام التنظيم.
ومن هنا كانت قناعة الولايات المتحدة بأنه لا غنى عن مصر، ولن تشهد المنطقة أى استقرار بدون وجود مصر كعامل رئيسي، وطلب كيرى من القاهرة مساعدة واشنطن للخروج من المأزق الذى وقعت فيه، ومحاولة التحرك بفاعلية فى ملف محاربة الإرهاب خارج الحدود سواء فى ليبيا، التى تخشى واشنطن من سقوطها بالكامل فى يد الإرهابيين، أو مناطق أخرى.
وأبدت مصر رفضها الكامل التورط فى مثل هذه المغامرات، وأكدت المصادر أن رد المسئولين المصريين كان قاطعًا، وهو التحرك فقط انطلاقًا من المصالح المصرية وحفاظًا على الأمن القومى المصري، ولن تخوض مصر حروبًا بالوكالة عن أحد أو تحول الجيش إلى مرتزقة.
وأكد بعض المسئولين المصريين لكيرى أن مصر ستساعد أى دولة عربية تحتاج لمساعدة ولن تسمح بأى تهديد لأى من أشقائها العرب، وهى تدعم الجيش الليبى والحكومة الشرعية المنتخبة وشنت من قبل هجمات فى ليبيا حفاظًا على أمنها القومى وثأرًا لأبنائها الذين اغتالهم الإرهاب، كما أنها تدعم الحل السياسى فى سوريا.
وحاول كيرى الضغط على مصر والرئيس السيسى بملف حقوق الإنسان والحريات والأحزاب والنشطاء السياسيين، وهو الأمر الذى رفضته مصر تمامًا، وأكد الوزير سامح شكرى أن القانون المصرى ونظام العدالة فى مصر شيء مقدس ويحترم ولا تتدخل الحكومة فيه نهائيًا، وقال إن «مصر لا تقبل بمشروطات خارجية على قراراتها»، كما دافع عن النظام القضائى المصرى.
وحمل وزير الخارجية الأمريكى آمالًا عريضة أن ينجح فى إقناع السيسى بأن يحول مصر إلى شرطى أمريكا بالمنطقة، لكنه فوجئ بقرار مصرى صارم وقاطع بعدم التدخل فى أى دولة عربية أو التحرك عسكريًا إلا انطلاقًا من المصالح القومية المصرية.
وأكدت وكالة «بلومبرج» الأمريكية أن السيسى أثبت خلال لقائه بالوزير كيرى أنه شخص «صلب للغاية وليس رجلًا عاطفيًا كما كان يعتقد الأمريكان، ولا يميل إلى اقحام علاقات الصداقة والعاطفة فى عمله، فهو شخص قوى ويحترم الأقوياء ومن يعملون بجد وإخلاص ولا يفضل هؤلاء الذين يظهرون له الولاء أو يحاولون التقرب منه، لذلك فهو يفهم لغة العمل والمصالح المشتركة جيدًا، وهو ما لم يدركه الكثيرون حتى الآن».
وأكدت الوكالة أن الحل الوحيد أمام الولايات المتحدة أن تعمل بشكل أكبر على بناء علاقات قوية مع الرئيس السيسى والشعب المصري وتعزز علاقات الثقة المتبادلة بينها وبينهم بدلًا من محاولات الضغط عليه.