الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قناة السويس من "السخرة" إلى "شهادات الاستثمار".. و" مصر بتفرح ".. الخديوي حفرها في 10 أعوام و"السيسي" نفذها في عام واحد.. وأستاذ تاريخ: افتتاح المشروع الجديد سوف يشهد حضورًا دوليًا كبيرًا

9

قناة السويس الجديدة
قناة السويس الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قناة السويس، طولها 165 كم وعرضها 190م وعمقها 58 قدمًا، فكرة فرنسية تعد مصدر دخل أساسي للاقتصاد المصري وعلى الرغم من عظمتها لكنها تفوح منها رائحة دماء 120 ألفًا من الفلاحين المصريين الذين توفوا منذ أكثر من 150 عامًا نتيجة لنظام "السخرة" الذي استخدمته الحكومة وقتها وربط العمال بحبال كالعبيد والضرب بالكرباج والسجن والجوع والعطش والمعاملة السيئة والأوبئة، ولكن دماء وجهد المصريين لم يذهب هباءً وأصبح المصريون يملكون أحد أهم المجاري البحرية في العالم، حيث بلغت إيرادات القناة في العام المالي 2014 - 2015 نحو 39 مليار جنيه مصري. 
ويمر عبر القناة ما بين‏ 8%‏ إلى‏ 12% من حجم التجارة العالمية وقد تم منع العمال الأجانب من العمل في حفر القناة لينعم المصريون بقناة السويس التي ضحى من أجلها أجدادهم، ليقدم اليوم الأحفاد تضحيات من نوع آخر لحفر قناة جديدة لينعم بها أبناؤهم في المستقبل.
بعد أكثر من 150 عامًا مرَّت على حفر القناة القديمة، ظهرت فكرة شهادات الاستثمار من أجل حفر قناة السويس الجديدة، وذلك من خلال التوجه إلى أقرب فرع من البنوك التي تسمح بشراء شهادات الاستثمار، فئات الشهادات 10 و100 و1000 جنيه تصرف عائدها بعد 5 سنوات، ومنذ اللحظات الأولى استجاب المصريون لنداء الرئيس عبدالفتاح السيسي لشراء شهادات الاستثمار، وبلغ حجم الشراء نحو 61 مليار جنيه بما يتجاوز المبلغ المستهدف الذي يبلغ 60 مليار جنيه.
ساهم في عملية حفر القناة القديمة آلاف المصريين والتي استمرت على مدى 10 أعوام، وبسبب كثرة العمال وعدم وجود رعاية صحية كافية لهم انتشرت أكثر من وباء بينهم قضى على كثير منهم، ومن أشهر هذه الأوبئة وباء الكوليرا وظهر في 16 يونيو 1865 ووباء الجدري في أواخر عام 1866، وفي 18 مارس 1869 وصلت مياه البحر المتوسط إلى البحيرات المرة، وفي 15 أغسطس ضربت الفأس الأخيرة في حفر القناة وتم اتصال مياه البحرين في منطقة الشلوفة، وعليه فقد تم استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال والتكاليف 369 مليون فرنك فرنسي.
وساهم في حفر القناة الجديدة 41 ألف عامل مصري قضوا عامًا من التعب والجهد وبذلوا أقصى ما يمكنهم، حيث كانوا يعملون ليلاً ونهارًا دون أن يخشوا من تقلبات الجو من برودته ولهيب شمسه الحارق، وتقبلوا تقليص أيام الأجازة وساعات الراحة بصدر رحب، وذلك لتحقيق حلمهم في الانتهاء من حفر القناة خلال هذا العام.
وكان الفضل لفرق التأمين الطبي التي تم تكليفها بتوفير الخدمات والاحتياجات الطبية للعاملين بموقع حفر قناة السويس الجديدة على مدى العام، وكانت وزارة الصحة من أولى هيئات الدولة التي عملت على المشاركة وتوفير الدعم الطبي اللازم لإنجاح هذا المشروع القومي، حيث دفعت بأول مستشفى ميداني لتوفير الخدمات الطبية للعاملين بالموقع يوم 10 أغسطس 2014، ثم دفعت بتشكيل ميداني من المستشفيات المتخصصة يضم 9 مستشفيات انتشرت بطول القناة الجديدة في تسعة مواقع، وتضم هذه المستشفيات 9 عيادات طبية متنقلة للكشف على المرضى، إضافة إلى عيادة متنقلة خاصة بالأغراض الصيدلانية والدوائية، كذلك عيادة متنقلة عبارة عن غرفة عمليات مجهزة، وسيارات الإسعاف وأطقم طبية على أعلى مستوى.
وبلغ عدد الذين تعرضوا لضربة شمس خلال حفر القناة الجديدة 103 حالات، إضافة إلى 6 حالات لدغ عقرب وبلغ عدد الضحايا الذين سقطوا أثناء الحفر 8 من العاملين والسائقين بالمشروع الذين تعرضوا في حوادث متفرقة للوفاة نتيجة لسقوط من أعلى دنابر أو حوادث دهس بالشاحنات أثناء العمل.
وقال عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن الخديوي إسماعيل قام بافتتاح قناة السويس القديمة عام 1869 وجاء إلى هذا الاحتفال عدد كبير من الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال الأدب والعلوم والفن، موضحًا أن الخديوي رفض أن يدعو السلطان العثماني عبدالعزيز لأنه اعتقد أن مجيء السلطان قد يحوله إلى صف ثانٍ ويجعل اﻵخرين ينظرون له على أنه مجرد والي للسلطان العثماني.
وأشار الدسوقي إلى أن الخديوي كان ينوى إعلان استقلال مصر عن الدولة العثمانية في هذا الاحتفال ولكنه تراجع عن هذا القرار بعد نصيحة المقربين للخديوي بخطورة هذا القرار عليه في هذا الوقت، وأضاف الدسوقي أنه يتوقع أن يكون الاحتفال بالقناة الجديدة يجمع كبار رؤساء الدول الأوروبية والعربية وكبار الفنانين والأدباء والعلماء والساسة وينتهي بحفل موسيقي يليق بفرحة مصر بالقناة الجديدة.