الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

چاسمين.. شهيدة "الصهاينة الجدد"

چاسمين.. شهيدة «الصهاينة
چاسمين.. شهيدة «الصهاينة الجدد»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الحزن والغضب سادت محافظة الفيوم، بعد الإعلان عن استشهاد الطفلة «جاسمين»، ذات السنوات الأربع، في الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث كانت برفقة والدها الرائد شريف سامى النشار، الضابط بإدارة الترحيلات بمديرية أمن الفيوم، وصديقه المحامى رامى أحمد كامل (٣٥ سنة)، الذي لقي مصرعه هو وجاسمين، نتيجة الإصابة بعدة طلقات نارية في أماكن مختلفة من جسديهما، في حادثة تعيد إلى الأذهان جريمة اليهود بإحراق طفلة رضيعة منذ أيام قليلة.
كان اللواء ناصر العبد، مدير أمن الفيوم، تلقى إخطارًا من شرطة النجدة، في الساعات الأولى من صباح أمس، يفيد بتعرض سيارة الرائد النشار لإطلاق نار كثيف، في أثناء عودته بصحبة صديقه وابنته من حفل عقيقة، أقامه أحد أصدقائه بمركز سنورس، وأسفر الحادث عن استشهاد ابنة الضابط وصديقه، متأثرين بالإصابات التي لحقت بهما، بينما أجريت الإسعافات الأولية للضابط وخرج من المستشفى.
وتبين من التحريات التي أشرف عليها اللواء حسام عبد اللطيف أن ثلاثة ملثمين من عناصر الجماعة الإرهابية تربصوا بالضابط، أثناء عودته من سنورس، وعند مروره بسيارته من قرية طاحون فوجئ بإطلاق نار كثيف صوب السيارة، فحاول زيادة السرعة، إلا أن رصاصات الغدر كانت أسرع منه، فأُصيب في ذراعه، ولقي صديقُه وابنته مصرعهما، فتم التحفظ على سيارة الضابط وفوارغ الطلقات، وأُخطرت النيابة التي تولت التحقيق.
من جهتها، أعلنت حركة ثوار بنى سويف، التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، مسئوليتها عن الحادث، ونشرت في بيان لها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أنها انتقمت وقامت باغتيال صديق الضابط المحامى رامى كامل، وهددت الضابط بأنه سيتم اغتياله، وسيلقى نفس مصير صديقه، إضافة إلى تهديدها مديرى أمن بنى سويف والفيوم بالاغتيال.
«البوابة» حاولت التحدث مع الضابط والد الطفلة الضحية، إلا أن حالته النفسية كانت سيئة جدًا، وظل يصرخ وهو في حالة انهيار تام قائلًا: «يا ريتنى أنا اللى مت يا بنتى، وانت فضلتى، حسبى الله ونعم الوكيل». بينما كشف أحد الأصدقاء المقربين من أسرة الضابط أن «جاسمين» كانت قريبة جدًا إلى قلب والدها، وأنه كان ينتظر أي راحة أو إجازة ليصطحبها معه، وأنها كانت تتمتع بالذكاء وخفة الظل.
أما الرائد أحمد الصاوى، رئيس مباحث الترحيلات، فقال لـ«البوابة»: ما الفرق بين ما تفعله إسرائيل بأطفال فلسطين وما تفعله تلك الجماعة الدموية التي لا دين لها؟! مضيفًا أن الرائد شريف معروف بين الجميع بحسن الخلق، ومحبوب من جميع رؤسائه في العمل، وكان يستعد هذا العام للتقديم لابنته الشهيدة في رياض الأطفال (الحضانة الصغرى)، وكان يتمنى أن يراها طبيبة مشهورة، لكن يد الإرهاب الغاشم اغتالت براءتها بدمٍ بارد.
وتسابق وزارة الداخلية المصرية الزمن لتأمين قائمة من الضباط، المتوافر عنهم معلومات أمنية برصدهم أو محاولة استهدافهم، وذلك بتغيير أماكن تنقلاتهم ونشر أفراد الشرطة السرية بالقرب من أماكن تمركزهم وإقامتهم، كى لا تتكرر حوادث اغتيالهم على الطرق السريعة بالتزامن مع استعدادات الوزارة لتأمين البلاد واحتفالات المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة.
من جانبه، كشف مصدرٌ أمنى أنه يجرى حاليًا التنسيق بين جميع أجهزة وزارة الداخلية، وبالتعاون مع قطاع الأمن الوطنى، والإدارة العامة للأمن المركزى، لتنفيذ عمليات أمنية خاطفة، تستهدف أهم الكوادر الإخوانية المطلوبة على ذمة قضايا عنف، أو التي قامت بالتهديد باغتيال ضباط شرطة على مواقع التواصل الاجتماعى، ومنها المحافظات النشطة إرهابيًا، مثل الفيوم والبحيرة وغيرها.
وأضاف المصدر: نراجع خطط التأمين الخاصة بجميع ضباط الشرطة، والأفراد المستهدفين من قبل الجماعات الإرهابية، وعناصر الإخوان بشكل خاص، وذلك لعرقلة خطة الإخوان لاستهداف رجال الداخلية، وتنفيذًا لتعليمات وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، تستعد التشكيلات الأمنية، والقوات الخاصة، وعناصر الشرطة السرية، والدوريات الراكبة الثابتة والمتحركة، في الشروع لتنفيذ عمليات أمنية خاطفة، للقبض على المتورطين في حوادث اغتيال أفراد الشرطة، لحماية الضباط بكافة مديريات الأمن وأقسام الشرطة، والقضاء على مصادر التهديد، ومنع عمليات الاغتيال بتوجيه ضربات استباقية سريعة وخاطفة ومؤثرة ضد ميليشيات الجماعة الإرهابية.
وشددت التعليمات الأمنية على ضرورة الالتزام بالقواعد الأمنية المستحدثة، لعرقلة تتبع التليفونات المحمولة لضباط الشرطة والتشويش عليها، أو اختراق حساباتهم الإلكترونية، وشملت الخطة تعليمات مشددة للضباط بتوخى الحيطة والحذر، واستخدام حق الدفاع الشرعى عن النفس، والإبلاغ عن أي عناصر تقوم برصد أماكن وجود القيادات الشرطية، واستخدام مظاهر التمويه، وعدم كشف الشخصية إضافة إلى إجراءات أخرى، رفض الكشف عنها، مؤكدًا متابعة الوزير شخصيًا لسير التحقيقات في حادث استهداف الضابط شريف النشار.