تسببت الزيارة التي بدأها جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، أمس الأحد، في فقد جماع الإخوان صوابهم. وجاءت ردود الفعل الإخوانية جميعها بالاستهجان لواشنطن، واتهامها بالازدواجية وعدم احترامها للديمقراطية. وجاء ذلك من خلال خطاب مفتوح وجهته الدكتورة مها عزام، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الثوري المصري"، وحملت فيه السياسية الأمريكية مسئولية السياسات التي تتعرض لها جماعة الإخوان في مصر.
ووصفت "عزام" أمريكا بالبرجماتية التي تستوحيها من سياسات وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كسنجر، مشيرة إلى أنها تسعى من خلال هذه السياسات لحماية مصالحها في مصر والشرق الأوسط.
وكانت جلسات الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا بدأت فعالياتها، أمس الأحد، بمقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأمريكي جون كيري. ويعد هذا هو أول حوار استراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2009، وفي ظل توتر العلاقات بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو 2013. وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري لمصر، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر أنصار بيت المقدس جماعة إرهابية مؤيدة لتنظيم "داعش".
وعلق ممدوح إسماعيل، المحامي السلفي الهارب في الخارج، على الزيارة، قائلًا إن أمريكا تؤكد برجماتيته، واصفًا "كيري" بالخائن لمبادئ حقوق الإنسان "التي تدعي دولته الإيمان بها".
وتابع في تصريحات صحفية، إن العيب هو التعويل على أمريكا في دعمها لما يسميه بـ" الثورة الإسلامية"، قائلًا إن أمريكا لا يهمها نجاح هذه الثورة ويفترض الاعتماد على الكيانات الإسلامية التي يتطلب منها الاهتمام بالصالح العام لا الخاص.
في نفس السياق قامت صفحات الإخوان بالتنديد بالزيارة، معلنة الحرب الإلكترونية على أمريكا واصفاها بالشيطان والساعية لتسكيت الشعوب وإهدار حقوقهم.
وحلل مصطفى زهران، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان ترى في الزيارة خسارة لأخر أوراقها، حيث إنها مؤشر على دعم أمريكي النظام الحالي في مصر، وأضاف إن أمريكا تسعى لمصالحها، حتى لو جاء على حساب جماعة الإخوان، مستبعدًا إن تقوم بقطع الصلات كلها مع الجماعة.
ولفت إلى أن أهمية الزيارة أنها تشهد حوار إستراتيجي منذ 2009، بما يشير لتوابع إيجابية على النظام الحالي عقب الزيارة.
