في وقائع اعتاد عليها المواطن القنائي، الذي أصبح ينظر إليها بعين الشفقه؛ عليه وعلى أبنائه، في وطن حرم فيه من أبسط حقوق العيش الكريم، وهى الرعاية الصحية، بعدما حل الإهمال في الآونة الأخيرة مكان العمل بالصحة، وساد الفساد بدلا من العدل، في وطن بحاجة إلى الرفق بأبنائه للعبور بهم إلى حياة أفضل.
وتعد الوحدة الصحية بقرية الكاراتيه أحد أكبر الوحدات الصحية بمركز قوص، والتي من المفترض أن تعالج مئات المواطنين يوميا، خصوصا عقب تسلم القوات المسلحة لمستشفى قوص العام لتطويرها.
وقد أعرب أهالي قرية الكراتيه عن حزنهم لما وصلوا إليه من إهمال، فالوحدة الصحية عقب إنفاق الدولة عليها قرابة الـ2 مليون جنيه لتطويرها لزيادة خدمة المواطن، أصبحت معقلا لإقامة الحيوان الضالة والماعز في القرية، وذلك بسبب الإهمال المتعمد من قبل الأطباء في استلام مهام عملهم في الوحدة، وغياب الموظفين أيام طويلة لعدم وجود مرضى بسبب انقطاع الأطباء عن العمل.
تقول فتحية محمود، ربة منزل، إحدى سكان القرية: نعيش مأساة يومية لا تحدث في أي دولة بالعالم، فكيف لمكان مخصص لعلاج المرضى يتم إهماله حتى يصبح ملاذا للحيوان للإقامة به، خاصة أن الأطباء يأتون يوما واحدا في الأسبوع للقرية لإثبات حضورهم عن طريق الإمضاء في الدفاتر ثم الانصراف مباشرة دون دخول الوحدة أو متابعة المرضى وتوقيع الكشف الطبي عليهم.
وناشدت المواطنة فتحية السيد، محافظ قنا بزيارة القرية لتفقد تلك الأوضاع وإيجاد حلول سريعة لإنقاذ حياتهم من الدمار، خصوصا وأن أقرب وحدة للقرية على بعد ساعة كاملة من السفر.
وقال محمد علام، موظف من أهالي القرية، إن الإهمال بالوحدة الصحية تَسَبَّب في وفاة طفل منذ شهر نتيجة عدم وجود أطباء بالوحدة لإعطائه مصلا ضد لدغة العقرب، ما أسفر عن مصرعه أثناء محاولة إسعافه بالوحدة الصحية بإحدى القرى المجاورة.
وأكد علام أن تلك الواقعة لم تكن الأولى بالقرية، فهناك وقائع كثيرة مشابهة لها تحدث كل شهر على الأقل، وتتسبب في وفاه شخص أو تدهور حالته الصحية.
من جانبه أكد محافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان، أن منظومة الصحة بالمحافظة تحتاج لإعادة هيكلة، خصوصا مع تزايد عدد الأهالي ومعاناتهم من إهمال الأطباء، مؤكدا أن المحافظة ستعمل على معاقبة كل من تورط في إهمال بالوحدات الصحية أو ثبت تورطه في تقصير بالعمل داخل المستشفيات مما قد يؤثر على حياة المرضى.
وشن محافظ قنا منذ شهرين حملة شرسة على قطاع الصحة لإنهاء حالة التسيب والإهمال المنتشرة به، ومعاقبه كل الأطباء والموظفين المهلين في أعمالهم بالفصل والتحويل للتحقيق.
