رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بكار "الأمريكاني".. وسر الهجوم على "الرافال" الفرنسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ابتلانا الله ببعض الشخصيات التي لديها عقول العصافير، لا تُدرك ولا تستوعب ما يحدث من محاولات إسقاط مصر واصطيادها في أتون المؤامرات في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء، وعالم لا وجود فيه للضعفاء، ومنطقة سقطت فيها دول وجيوش كانت بالأمس ملء السمع والبصر.. وليس الجيشان العراقي والسوري عنا ببعيد.
أصحاب عقول العصافير لا يقدرون الأمور ولا يضعونها في نصابها وسياقها الطبيعي، فالدول الكبرى تُشرف على حروب شرسة تسمى حروب الجيل الرابع وأخرى بالوكالة.. تدفع إلينا بجحافل الإرهابيين من شتّى بقاع الأرض، ومن مختلف التنظيمات التكفيرية الإجرامية التي تقودها أجهزة المخابرات وعلى رأسها المخابرات الأمريكية "سي أي إيه" والموساد؛ سعيًا وراء رسم خريطة جديدة، وإعادة صياغة للمنطقة، وفي القلب منها مصر، وهي التي يطلقون عليها الجائزة الكبرى أو قلب الخرشوفة.
السيد نادر بكار مساعد حزب النور لشئون الإعلام رفع راية الإحباط، حاول إفساد فرحة المصريين بوصول أحدث المقاتلات في العالم من طراز "رافال" الفرنسية وبعدها الفرقاطة فريم الفرنسية أيضا، وتتوالى الانتصارات العسكرية والسياسية بقدوم طائرات إف – 16 بلوك 52، وقطع بحرية أخرى حديثة تعد قوة مضافة لقوة وتسليح الجيش المصري الذي يتبنى سياسة واستراتيجية كبيرة في التزود بأحدث منظومات التسليح في العالم، في إطار عملية تحديث وتطوير للقوات المسلحة غير مسبوقة.
عقل السيد نادر بكار لم ولن يستوعب معاني كثيرة ترتبط بالزمان والمكان الذي يعيش فيه، وفترة دقيقة في عمر الوطن تعتبر مخاضًا صعبًا، وولادة جديدة لدولة مصرية تبحث عن تشكيل قوة عظمى عاقلة غير مندفعة لا تعتدي على الآخرين ولا تهاجم أحدًا، إنما تبحث عن تأمين أراضيها وحدودها وشعبها ضد طوفان من المؤامرات التي تتبناها بعض القوى على رأسها أمريكا.
السيد نادر بكار اتهمنا بالتدليس، وأن استقدام طائرات الرافال وفرحة المصريين هو إنجاز وهمي.. هذا قصور عقلي واضح لا يحتاج لإنكار؛ لأنه ببساطة لا يفهم مغزى دلالة الرسالة في هذا التوقيت بعد أن ظلت مصر تدافع عن نفسها، ونجحت في العبور إلى بر الأمان بفضل الله أولا، وبفضل هذا الجيش العظيم الذي يمتلك القوة والقدرة على الفعل والحماية والدفاع عن وجود وبقاء الدولة المصرية.
لا أعرف سر حزن السيد نادر بكار واستخفافه بالإنجاز، فالطائرة الرافال التي يقلل من شأنها ويدعي أن قدراتها موجودة على المواقع الإلكترونية التي لم يرها بكار، وإنما اطلع وتصحف مواقع أشقائه من الإخوان الكذابين ومروجي الشائعات والفتن، وإذا لم يعلم السيد بكار أهمية المقاتلة رافال فأقول له إنها مقاتلة استراتيجية، ثلاث طائرات منها تؤمن وتحمي كامل حدود دولة مالي، وهي إحدى المقاتلات الرئيسية في حلف الناتو مداها 3700 كيلو متر، وتستطيع أن تطال أي هدف معادٍ يهدد أمن مصر القومي حتى ولو كان خارج أراضيها أو يهدد مصادر الحياة لشعبها، ومزودة برادار يستطيع أن يكتشف الأهداف على بعد مائتي كيلو متر، وتسطيع أن تسيطر على 40 هدفًا معاديًا في توقيت واحد، وأيضا تدمير 8 أهداف في نفس الوقت، وتحمل ما يوازي تسعة أطنان من التسليح، وتلغي عملية الفتح الاستراتيجي والتجهيزات التي تتم خلالها، وذلك لأن مداها كبير وهي مجموعة مقاتلات في طراز واحد.
ربما يقصد السيد نادر بكار.. إذا كان هذا حال المصريين باستيراد الطائرة.. فماذا كانوا سيفعلون إذا صنعوها؟ وأقول له يا سيد بكار الأمور لا تُحسب بهذا الشكل القاصر ذهنيًّا واستراتيجيًّا، فإسرائيل لديها طائرات إف – 16، وإف – 15، وفي الطريق إف – 35، وهي طائرات أمريكية لا تحمل "صنع في إسرائيل" وغيرها من الدول، وإذا كانت الهند تسعى لاستيراد الرافال ودول أخرى كبرى فهل انضمام الرافال للقوات الجوية المصرية- والتي هي من أفضل القوات في المنطقة- أمر هين أو قليل، ولا يستوجب الفرحة؟ خاصة أن لدينا في القوات الجوية أسطول جوي من مختلف الطرازات من دول متقدمة كثيرة تشكل بالعقلية المصرية مدرسة قتال جوي مصرية خالصة لها خبراتها وبطولاتها وانتصاراتها.
السيد نادر بكار.. مصر تواجه تحديات وتهديدات عاجلة من جميع اتجاهاتها الاستراتيجية، وأنت تعلم أن مصر لديها حدود مع ليبيا تبلغ 1150 كيلو مترًا، ولا توجد في ليبيا دولة أو جيش يستطيع أن يحمي هذه الحدود، ويتكفل الجيش المصري العظيم بحمايتها وتأمينها حتى لا تخترقنا طيور الظلام وقوى الشر من جماعات الإرهاب وشياطين التكفير والعملاء والخونة، لذلك كان علينا أن نتسلح بالقوة والسلاح الحديث.
السيد نادر بكار.. لدينا حدود مشتعلة مع أشقائك في غزة من جماعات حماس والجهاد وجماعة الشر الذين يدربون ويمولون الإرهابيين ويدفعونهم نحو سيناء لتنفيذ عمليات في أرض الفيروز، يدفع ثمنها أبناؤنا الشرفاء من رجال الجيش والشرطة سعيًا وطمعًا في ابتلاع سيناء، وإنشاء دولة مزعومة عليها تريح إسرائيل إلى الأبد.
السيد نادر بكار.. أنت تعلم أن سواحلنا ومياهنا الإقليمية ملتهبة.. فباب المندب الذي يمثل لنا عمقًا استراتيجيًّا وقضية أمن قومي هناك تهديدات تسعى للنيل منه مثل إيران وخدامها من الحوثيين، إضافة إلى الأمريكان الذين يريدون إفشال كل محاولات تقدمنا، وأيضًا تفريغ قناة السويس القديمة والجديدة من مضمونها، وأهدافها خنق مصر في هذا المنفذ البحري العالمي، لذلك علينا أن نكون على قدر حمايته، وبالتالي فانضمام قطع بحرية مثل الفرقاطة العملاقة "فريم" من فرنسا وما بها من مميزات وقدرات على التصدي لتهديدات الأعماق مثل الغواصات، والجو مثل الطائرات، والسطح مثل السفن والمدمرات يجعلها تحقق منافع وفوائد ومهامًا استراتيجية وحيوية للبحرية المصرية.
إذا كنت يا سيد بكار لا ترى في هذه الأسلحة سواء الرافال أو الـ"فريم" أو إف – 16 بلوك 52 انتصارًا عسكريًّا وسياسيًّا فأنت مسئول عن قصر تفكيرك، وعقم المضمون والرسالة التي تحاول إحباطنا بها، لكننا نؤكد لك أننا أكثر منك إدراكًا وفهمًا واستيعابًا للظرف الذي نعيش فيه، وأيضًا طبيعة الزمان والمكان الذي نوجد فيه وتمر به مصرنا الحبيبة.
لذلك يا سيد بكار.. نحن فخورون وسعداء بما نحققه من إنجازات ومكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية لا تراها أنت.. تحت معنى أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
لقد عاد يا سيد بكار الأمل، وانفرجت الأزمة، وأصبح المستقبل بآفاقه الرحبة يطل علينا سواء من قناة السويس الجديدة والمشروعات القومية العملاقة والأسلحة الحديثة التي انضمت، والتي ستنضم قريبًا لتزيد جيش مصر العظيم قوة أكثر وشموخًا وصلابة لنستطيع أن نواجه المتآمرين والعملاء والخونة، وقد نجحنا بالفعل وسحقناهم، وغيرت الدول الكبرى مواقفها، والجميع الآن يخطب ود مصر، ويتقرب إليها لأنها الشامخة والكبيرة دائمًا، ولا تلتفت إلى أفعال الصغار.
يا سيد بكار لا تتعجل.. سنصنع طائرات ومقاتلات ودبابات ومركبات وأسلحة.. فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. والضرورة تحتم اتخاذ قرارات سريعة لا تحتمل التأجيل، وهناك فارق بين ما هو ضروري وبين ما هو سيأتي في القريب العاجل.
يا سيد بكار.. نحن لا نريد أن نرفع علم مصر على برج إيفل أو نغزو فرنسا.. فلسنا دولة غازية أو معتدية ولا نهاجم الآخرين، ولكننا نحترم الجميع طالما يحترموننا، ونتعامل معهم بندية واحترام متبادل للسيادة وإرادة الشعوب وتبادل للمصالح بما يصب بالخير لصالح شعوبنا.. نحن نريد فقط أن نحمي بلادنا ونؤمن حدودها ونحفظ ترابها الوطني، ونصون مقدرات ومكتسبات الشعب ومقدساته، ونشارك في الحفاظ على الأمن القومي العربي، وإعادة دول مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق إلى المعادلة العربية لمزيد من توازن القوى، فلم يبق يا سيدي سوى الجيش المصري العظيم الصلب الذي يدافع عن أمته ووجودها في ظل محاولات الابتلاع والإسقاط والفوضى الخلاقة.

لا أريد أن أقول.. إن مهاجمة السيد نادر بكار "للرافال" الفرنسية واتهامنا بالتدليس هي باكورة أعماله بعد المنحة الأمريكية التي تمت في جنح الظلام والغرف المغلقة، وأفرزت الهجوم على إنجازات المصريين.. المنح الأمريكية لها مفعول السحر في النيل من عقول العصافير، تستطيع أن تحولها وتتلاعب بها كيف تشاء، وأن تشكلها وفق النموذج والهوى الأمريكي الساعي والمشرف على محاولات ومخططات تدمير المنطقة وإسقاط مصر وأمتها العربية.
يا سيد بكار.. قل لنا ماذا علمك الأمريكان وماذا قالوا لك؟ ولماذا لم تخرج علينا وتخبرنا بالمنحة الأمريكية؟ أم أنك تعيد سيرة الإخوان من جديد، خاصة أنهم من عشاق الغرف الأمريكية المظلمة، وما أدراك بالمظلمة.   تحيا مصر