الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. الشرقية بلا مياه.. "الحسينية وأبو كبير والإبراهيمية" تعاني العطش.. الأهالي: "المية بلون الشيكولاتة" ونعتمد على الجراكن ولا نعلم مصدرها..المحافظ يشكل لجنة.. والشركة القابضة:"المشكلة في الضغط"

أزمة المياة في الشرقية
أزمة المياة في الشرقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشعر المواطنين في مراكز وقرى محافظة الشرقية بالاستياء والغضب، بسبب المتواصل لمياه الشرب وتلوثها، ما دفعهم إلى شراء مياه الجراكن غير معلومة المصدر، "لكن هذا هو حال البسطاء الذين خرجوا من حسابات المسئولين"، على حد تعبيرهم.
وناشد الأهالي المسئولين تلبية مطالبهم البسيطة، وهى الحصول على شربة مياه نظيفة بعيدا عن الشوائب ونسبة الملوحة العالية والتلوث، ضاربين مثال بما حدث في مدينة الإبراهيمية من إهمال وتلوث للمياه، ضاعف ذلك من خوفهم على حياتهم وحياة أسرهم.
"البوابة نيوز" رصدت المعاناة التي تواجه الأهالي في الشرقية للبحث عن مياه الشرب.
يقول محمود محمد، من أهالي الإبراهيمية، إن مياه الشرب داخل المدينة وقراها تصنف إلى نوعين: الأول بلون الشيكولاتة، لأن المياه فور نزولها من "الحنفية" تكون بها نسبة عكار كبيرة تشبة لون الشيكولاتة، والثاني بلون الفانتا، لأن لون المياه يكون أصفر غامق، مما أدى إلى تخوف شديد لدى الأهالي من استعمالها والبعد عنها حرصا على سلامتهم.
ويضيف محمد مجدي، رئيس برلمان شباب الإبراهيمية، أنه تم إنشاء محطة معالجة بمنطقة كفر أبو حطب بدائرة مركز ههيا عن طريق المنحة اليابانية، لتغذي مراكز ههيا والإبراهيمية وديرب نجم بمياه الشرب النظيفة، "لكن فوجئنا بأن العمل داخل المحطة يقتصر على مركز ههيا فقط دون غيره، مما أثر بالسلب على نظافة مياه الإبراهيمية وجوارها وجعل الأهالي يلجئون إلى شراء المياه من التجار بـ 3 جنيهات للجركن، ولا نعلم مصدرها".
ويقول محمد صلاح، من قرية عمر بك بمركز أبو كبير، إن أرواح المواطنين معلقة بيد المسئولين، مطالبا القائمين على مياه الشرب والصرف الصحي بتشديد الرقابة على محطات المياه "حتى لا نواجه أشخاص بأعينهم ويكون الأمر به نوع من التعنت بين المواطن والموظف بالمحطة"، ويتابع: "نشتري الفلاتر لتنقية المياه حرصا على أرواحنا وأرواح أبنائنا، لأن مياه الشرب لم تصل الينا منذ أكثر من 10 أيام دون أي اهتمام من مسئولي مياه الشرب بالمحافظة".
ويشير عبد العزيز البطل، من أهالي قرية غصن الزيتون بالحسينية، إلى أن خط مياه الشرب المغذي لقريته وتوابعها التي يتعدي سكانها العشرة آلاف نسمة أُنشئ عام 2006 بطول 12 كيلو متر، إلا أنهم فوجئوا بانقطاع كامل للمياه وعدم وصولها إلى القرية منذ سنوات، لافتا إلى أن القرية بها وحدة صحية مجهزة بأحدث الأجهزة، إلا أن معمل التحاليل وعيادة الأسنان متوقفين عن العمل بسبب انقطاع المياه عنها، ويشترون مياه الشرب من الفناطيس والباعة الجائلين.
من تداعيات هذا الوضعى أن أحد الأهالي ويدعى خالد محمد دق طلمبة حبشية كلفته 1500 جنيه، يقول إن المياه لا تاتي، ومسئولو مرفق المياه ياخذون أموالا دون وجه حق.
عدد من الأهالي أيضا هددوا بخلع عدادات المياه والذهاب بها إلى إدارات المياه لتسليمها والاستغناء عنها وعدم دفع الفواتير.
يلفت ثروت القرم، أحد أهالي مركز الحسينية، إلى أن كثرة الشوائب في المياه عرض الكثير من المواطنين للإصابة بأمراض الفشل الكلوي والأوبئة المختلفة، مشيرا إلى أنه تم عرض الأزمة على محافظ الشرقية السابق في شهر أبريل من العام الماضي ووعد بإدراج المشروع ضمن خطة يوليو للعام الحالي، ولكن لم يتم تنفيذ أي وعد حتى الآن، و"لم نلق اهتماما ولا تزال رحلة العذاب في الحصول على مياه الشرب النظيفة مستمرة".
يقول عشرات الأهالي إن المياه في أغلب مراكز الشرقية ملوثة ومخلوطة بمياه الصرف الصحي، "لأول مرة نرى مياه داخل البيوت ذات رائحة ولون"، مشيرين إلى أن الشرقية من أكبر المحافظات على مستوى الجمهورية التي يوجد بها اصابات بأمراض الفشل الكلوي والكبد بسبب مياهها.
وعلمت "البوابة نيوز" أن المحافظ الدكتور رضا عبد السلام عنَّف مسئولي المياه بالشرقية بسبب تكرار الشكاوى من انقطاعها، خاصة في جولاته لبعض القري والمراكز.
وكان عبد السلام قد قرر تشكيل لجنة دائمة لحل مشاكل مياه الشرب بالمحافظة، مؤكدا أن إحدى الجمعيات الأهلية بدأت في تنفيذ 20 محطة جديدة لمياه الشرب تساهم في حل أزمة المياه بالمحافظة.
من جهته، اعترف الدكتور صلاح بيومي، نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، بوجود مشاكل في خدمة المياه بعدد من مراكز الشرقية، وبرر ذلك بالضغط والكمية، "نظراَ لطبيعة توزيع هذه المراكز ومساحتها، خصوصا مركز الحسينية والتي تبلغ مساحته قدر مساحة محافظة الغربية، وضعف مساحة محافظة دمياط".
وأكد بيومي اتخاذ بعض الإجراءات للحد من هذه المشكلة مثل نقل المياه بالسيارات التابعة للشركة مجاناَ لتخفيف الضغوط على المراكز المعلن عنها.