نحتاج 600 مليون جنيه لإنهاء «الشح المائى» والميزانية 200 مليون نعم هناك مناطق بالمحافظة لا تصل إليها المياه نهائيًا وأخرى بـ«التناوب»
حل مشكلة النظافة يتطلب تعاون المواطنين.. ومنع «التوك توك» فى المدن والمناطق الحضرية
قال الدكتور خالد زكريا العادلى، محافظ الجيزة، إن التأخير فى إخلاء ميدان الجيزة «ليس فشلا من المحافظة وإنما مراعاة لمصالح المواطنين»، مشيرًا إلى أن الانتهاء من ملف الباعة الجائلين تم فى 29 يوليو الماضى، حيث جرى تسكينهم فى 72 باكية تم إنشاؤها فى شارع ربيع الجيزى، وتبقى ما يقرب من 24 بائعا سيتم تحديد أماكن لهم قريباً لتسكينهم فيها.
وأكد «العادلى»، فى حوار لـ«البوابة»، أن الجيزة تحتاج لـ600 مليون جنيه لحل مشكلة المياه فى حين أن ميزانية المحافظة لا تصل إلى 200 مليون جنيه، لافتا إلى التنسيق مع وزارة الإسكان لتشارك بالدعم المالى لكن الآلية التى تم وضعها تشير إلى أن الأزمة تحتاج لسنتين ونصف لحلها.
■ ما تقييمك لأوضاع المحافظة بعد ٦ أشهر من توليك المسئولية؟
- كنت أتمنى أن تكون الإنجازات أكبر مما تحقق، لأننى عندما بدأت فى العمل وضعت استراتيجية لكن لم يكن لدى الفريق اللازم لتنفيذ ما أطمح إليه، لكننى أعد المواطنين بطفرة فى الجيزة فى أقل من عامين، وللعلم أنا قد بدأت أفهم الجيزة بعد ٤ أو ٥ أشهر، وبدأت أفهم المنظومة وأنا راض لأنى أبذل قصارى جهدى وأنام وضميرى مرتاح.
■ ما أهم الملفات المطروحة على مكتبكم الآن؟
- أكتر ملف يسبب لى القلق حالياً ويشغل تفكيرى كثيراً هو ملف المياه والصرف الصحي، لأن الجيزة تعانى بشكل كبير من هاتين المشكلتين على مدار فترات طويلة، كما أن هناك مناطق بالمحافظة لا تصل لها المياه نهائياً وأخرى تأتى فيها بالتناوب، لذا تم تحديد أسباب المشكلة وهى تقسم لثلاث نقاط أولها العجز الكمى فى المياه وخاصة أن قاطنى المحافظة ٧.٦ مليون نسمة إضافة إلى المناطق العشوائية التى ظهرت مؤخراً التى تعد غالبيتها غير مرخصة لذا هى غير موجودة فى خطة الدولة.
■ كيف سيتم حل مشكلة المياه؟
- الجيزة تحتاج لـ٦٠٠ مليون جنيه لحل مشكلة المياه فى حين أن ميزانية المحافظة لا تصل إلى ٢٠٠ مليون جنيه، وقد تم التنسيق مع وزارة الإسكان لتشارك بالدعم المالى لكن الآلية التى تم وضعها تشير إلى أن الأزمة تحتاج لسنتين ونصف لحلها، ووضعنا خطة سيتم عرضها على رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لعمل محطات مياه جديدة وشبكات مياه على أن تنتهى فى عام ٢٠١٦.
■ ماذا عن أزمات المرور والإشغالات والقمامة؟- أعلم جيداً أن هذه هى أهم المشكلات التى تؤرق المواطن المصرى والتى لطالما كان يعانى منها منذ عهود كثيرة، لذا قمنا بترتيب الأولويات للبدء فى حل المشكلة مع متابعة نسب حلها، وكان على رأس هذه المشكلات المياه يليها الإشغالات والصرف الصحى فى المرتبة الثانية ويعقبهما مشكلة النظافة فى المرتبة الثالثة وبعدها البناء المخالف والمرور.
■ لكن مشكلة الإشغالات ما زالت تؤرق المواطنين فى المحافظة.. ما تعليقك؟
- المحافظة تنفذ ٤ حملات لإزالة الإشغالات أسبوعياً لكن ليس لدينا الإمكانات المادية ولا البشرية لحل هذه المشكلة، وقد أصدرت عددا من القرارات الصارمة وبالفعل تم البدء فى تنفيذها إلا أن هناك فسادا موجودا بالمحليات يعيق تنفيذ هذه القرارات، إلا أننا لن نرضخ له، وكانت أهم القرارات التى جاءت هى منح الضبطية القضائية لـ٢٢ مسئولا بالجيزة لتسهيل مهماتهم.
■ لماذا فشلتم فى إخلاء ميدان الجيزة؟
- التأخير فى الإخلاء ليس فشلا منا وإنما مراعاة لمصالح المواطنين والتى لن تتعارض مع مصلحة الدولة، وتم الانتهاء من ملف الباعة الجائلين بميدان الجيزة يوم ٢٩ من شهر يوليو الماضى، حيث تم تسكينهم فى ٧٢ باكية تم إنشاؤها فى شارع ربيع الجيزى، وسيتبقى ما يقرب من ٢٤ بائعا وسيتم تحديد أماكن لهم قريباً لتسكينهم فيها.
■ الجيزة تحولت لمدينة مقاهٍ ومعظمها غير مرخص.. ما الذى تم بهذا الصدد؟- لن أسمح بقيام أصحاب المحلات والمقاهى بالتعدى على حرم الطريق خاصة أنه بالفعل هناك العديد من المحلات والمقاهى غير مرخصة، ويتم متابعة هذه المقاهى من خلال حملات الإزالة المستمرة للإشغالات وسحب أى إشغال يعيق الحركة المرورية سواء على الأرصفة أو حرم الطريق.
■ ماذا عن الأزمة المزمنة للمرور؟
- نجرى حاليا دراسة شاملة لهذه المشكلة وتم وضع حلول لها من خلال حافلات نقل جماعى على مستوى عال من الجودة سيكون بعضها مكيفا، ولها طرق مرورية خاصة، وذلك لخدمة المواطن غير القادر، ولن يمر فى هذه الطرق سوى الأتوبيسات التى تعمل بها.
■ لكن هناك بعض الشوارع ضيقة لا يمكن عمل طرق للأتوبيسات بها؟
- المنظومة ليست أتوبيسات فقط، إنما ستكون منظومة متكاملة تضم نقل نهرى ومترو الأنفاق والحافلات الجماعية والدراجات الهوائية، ولا يمكننا توفير الحافلات لكل نقطة، ولكن سيتم عمل نقاط محددة وسيتم توصيل الشبكة النقلية ببعضها لتسهيل الانتقال على المواطن .
■ وماذا عن مشكلة «التوك توك» وكيف سيتم القضاء عليها؟- «التوك توك» أزمته هى أنه ليس له تراخيص كما أنا أغلب سائقى «التوك توك» غير حاملين لبطاقات شخصية وتضطر المحافظة فى هذه الحالة لسحب التوك توك ووضع غرامة من ٥٠٠ لـ٦٠٠ جنيه، فيجب إصدار تراخيص للتوك توك على أن يتم منعه فى المدن والمناطق الحضرية، وأن يقتصر فقط على المناطق الريفية وشبه الريفية تحت إشراف المحافظة والمرور، وقد تقدمت بمقترح للجهات المختصة لمنع إنتاج التوك توك وخاصة أن هناك العديد من المصانع التى تنتجه فى مدينة ٦ أكتوبر.
■ ماذا عن مشروع أنفاق جامعة القاهرة ومحور الملك عبدالله؟
- بالنسبة لأنفاق جامعة القاهرة فقد تم الانتهاء من التصميمات المبدئية الخاصة بها ويبقى الرسومات التنفيذية فقط، وسوف تضم هذه الأنفاق ٤ أنفاق منها اثنان بمحيط الجامعة وشارع ثروت وآخرى فى ميدان النهضة سيتم البدء فيها قريبا لتسهيل الحركة من ميدان الجيزة وحتى جامعة الدول العربية.
أما بالنسبة لمحور الملك عبدالله، فسوف يتم العمل فيه على مراحل، وأول مرحلة ستتكلف ٨٠٠ مليون جنيه نحاول توفيرها من خلال التبرعات والمساهمات وجزء منها ستتكفل به وزارة الإسكان.
■ كيف تستعد المحافظة لإنشاء الخطين الثالث والرابع للمترو؟
- نحن نعمل حالياً فى توسعة شارع فيصل والذى يعد أحد المحاور المهمة التى سيتم الاستعانة بها بشكل كبير مع بدء أعمال الحفر الخاصة بمترو الأنفاق مطلع العام المقبل، وقد بدأنا تنفيذ خطة محورية لتفادى أى مشكلات جراء أعمال الحفر الذى سيشهده شارع الهرم خلال تنفيذ المشروع، وتتضمن هذه الخطة الاهتمام بالشوارع العرضية حيث سيتم استخدامها كمحاور مرورية بديلة لمنع وقوع أى تكدس فى حركة السيارات وتحقيق الانسيابية الكاملة للمرور.
■ هناك تكاسل واضح من رؤساء الأحياء بالجيزة أدى إلى انتشار القمامة ماذا فعلتم فى هذا الصدد؟- قبل أن أتولى حقيبة الجيزة، كانت المحافظة تقوم برفع ٣٢٠٠ طن قمامة يومياً، إلا أن الآن تقوم المحافظة برفع ٦٢٠٠ طن يومياً، وكنت فى بداية تولى المنصب قد أمهلت الهيئة العامة للنظافة والتجميل مهلة ٤ أسابيع لرفع كفاءة الجيزة، إلا إننى لم أجد النتيجة المطلوبة، لذا وضعت منظومة جديدة مع هيئة النظافة بها ثلاثة مستويات من إدارة الجودة، بالإضافة إلى عمل لجان تفتيشية، وقد بدأت هذه المنظومة فى الدقى والعجوزة وكانت النتائج مرضية، وبعدها تم تنفيذها فى جنوب الجيزة، إلا أن النتائج كانت غير مرضية بسبب قلة الإمكانات المادية والمعدات.
■ لكن الواقع يقول إن الشوارع مكدسة بالقمامة؟
- ليس من العدل أن نقول إنه لم يحدث تغيير فى منظومة النظافة، لأننا نرفع القمامة من ٣ لـ ٤ مرات فى اليوم من كل منطقة، وفى أمريكا يرفعون القمامة مرة واحدة فقط فى اليوم، كما أن المحافظة لن تقدر على حل مشكلة النظافة وحدها ويجب مساهمة المواطنين، خاصة أن المواطنين يلقون بالقمامة فى الشوارع فى نقاط تجمع غير معلومة، كما أن الفريزة يقومون بفرز القمامة ورميها فى الشارع، والمحافظة لن تقدر أبداً على مراقبة «الفريزة».
