رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"ميلاد ثورة": الإخوان.. جيش الشيطان في ميدان "التحرير"

ننشر الفصل الأخطر من الكتاب "الممنوع"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حين تكتب تقريرًا عن كتاب مهما اختلفت معه أو مع أفكاره.. لا تحرض على منعه أو مصادرته أو طرده من المكتبات. 
من أين تأتى الأفكار؟.. حين تتوقف أمام حدث، أو حادث، أو واقعة، تلفت انتباهك، لا تستسلم لها، تكتب عنها مباشرة دون حسابات خاصة، لا تنتقد، ولكن تعرض «استغرابك» البريء من التحريض أو تهمة حرق الكتب.. أو البلاغات الأمنية. 
حين عرضت «البوابة» لكتاب «مصر التحرير.. ميلاد ثورة» فى عدد الأحد الماضى (٢٦ يوليو ٢٠١٥) اهتزّ عرش وزارة «الثقافة» تحت عبد الواحد النبوي، الذى أمر بـ«مصادرة الكتاب والتحقيق مع المسئولين عن طبعه». 
هل أتاك حديث «المصادرة» الآن؟.. نعم.. لكن «البوابة» لا تحمل أى نية أو فكرة لـ«منع» كتاب أو كاتب أو فيلم أو عمل إبداعي، فلا يقف أمام الفكر إلا فكرا آخر يطرده، ويحلّ محله على رفوف المكتبات والأرصفة والصحف وشاشات التليفزيون.
لدينا إيمان تام بأنّ «المصادرة» تصنع نجومًا وأبطالًا وأفكارًا مقدسة من ورق.. فلا نقف ضد «منع الكتب» لعقيدة صحفية ضد المنع فقط.. ولكن لأننا لا نريد أن يتحوّل الكتاب إلى أسطورة مظلومة يحجّ إليها المعارضون والكهنة ورءوس التدليس والقتل - كما يقولون - «على سنة الله ورسوله».
أن تعرض لكتاب «ضد الجيش المصري».. فأنت تطلب أن يصدر كتاب آخر يفنّد أفكاره أو يدحض ما فيه برواية أخرى للتاريخ ليست من وجهة نظر «مدنّسة ومشبوهة» إنما كما جرت الوقائع بالضبط.. لأنه فى أوقات الحروب الترويج لرواية الخصوم خيانة عظمى. 
لا يزال «مصر التحرير» حاضرًا فى المشهد.. تشويه الجيش المصرى تضمّنته مقدمة المترجم، لكن صفحات الكتاب بها فصل مهم وخطير يؤرخ لعام من «حكم القاهرة» بعنوان «الإخوان المسلمون جيش الظلّ». 
يروى المؤلفان الفرنسيان، كلود جيبال وتانجى سالون، فى مقدمة الفصل قصة «أحمد»، وهو شاب إخوانى من المنوفية، نام الليل فى ميدان «التحرير» بجوار حاجز معدني، لكن ملامحه كانت غير مؤلفة بالنسبة لـ«ثوار الميدان» بلحيته الكثيفة الرمادية، وزبيبة الصلاة المطبوعة على جبينه، ورقعة الجلد «السوداء» التى تزين جباه الأتقياء المصلين.. حيث كان «أمضى خمسة أيام فى معسكره بهذا المكان، غير ظاهرين فى ساعات الثورة الأولي، انضم الإسلاميون تدريجيا إلى صفوف الثوار، بل إن البعض يقول إنهم كانوا من أنقذ الثورة قبل ذلك بيومين».
رفع المتظاهرون شعارًا ضمنيًا: «إننا لن نخضع، سواء كنا مسلمين، مسيحيين، ملحدين، سوف نطالب بحقوقنا ونحصل عليها. لن يسكتونا أبدًا».
أحمد «إخواني» يقف وسط المعتصمين ضد «مبارك»، قائلًا: «».
استأمن الثوار «الإخوان» وتركوهم بينهم ليس ثقة فيما يحملونه، إنما لأسباب أخرى، قالتها شابة «ذات شعر أسود فاحم» ردًا على «أحمد»: «».
يروى الكتاب تفاصيل العلاقة المميتة بين «الإخوان» والنظام ليس قبل الثورة فقط، وإنما قبل ١٠ سنوات تقريبًا.. كانت تشبه إلى حد كبير المشهد الأخير من فيلم «طيور الظلام»، النظام يقذف الكرة فى قدم الجماعة حينًا، والجماعة تعيدها للنظام حينًا آخر، تحالف خفى مغلّف بكراهية وابتسامات بين «الأخوة الأعداء» فى مجلس الشعب. 
ما جاء فى الكتاب أيضًا يخلص لعبة النظام: «الجماعة محظورة منذ عام ١٩٥٤ لكن السلطة تتغاضى عن أنشطتها مهدِّدًا بها المصريين والعالم: (إما هم وإما نحن)».
يصف «الفرنسيان» وضع «الإخوان» داخل ميدان «التحرير»: «كانوا متواجدين بكثافة دون أن يشكلوا الأغلبية. بالنهار نراهم رجالًا، لحى قصيرة، ملابس بلا ربطات عنق، نساء يتشحن بالحجاب والنقاب، نراهم فى الليل أكثر وجودًا.. يكادون يكونون أغلبية.. يفترشون أرضية الشارع أسفل المنصة، يستمعون إلى الخطباء الذين يتتابعون لساعات.. كانوا منزعجين من الأغانى الوطنية والرومانسية وكل شيء جميل».
ثم يضيف الكتاب: «الإخوان هم جيش الظل فى صحراء السياسة المصرية. على ألسنة الكثير من الإسلاميين تتردد كلمة الديمقراطية أكثر من القرآن، منذ أربع سنوات، أذهلت الكثير منهم تلك الصيغة للبرنامج السياسى الذى وضعته الإدارة».
ثم يطرح ضياء رشوان خلال صفحات الكتاب سؤالًا: يروج «الإخوان» إنهم ٥ ملايين عددًا، لكن إذا كانوا بهذا الحجم والقوة لماذا لم تكن الثورة إسلامية؟
لا إجابة، لأن أحدًا لا يملك إجابة.. هم قلّة، وليسوا أقوياء الآن. 
ثم يضيف: «خروج خيرت الشاطر كان تحوّلا مسمومًا فى تاريخ الجماعة، إذ إنه كتب مقالًا للجارديان بعنوان (لا تخافوا منا).. وترشحه الفاشل للرئاسة أعادهم مرة أخرى للسجون».
هل كان على «الإخوان» أن يقولوا الحقيقة؟
فى هذه اللحظة وقعت الجماعة تحت تأثير مخدّر.. لا تدرى ما تقوله أو تؤديه من تصريحات ومواقف.. اعترفت - رسميًا - بـ«كامب ديفيد» ثم دفعت محمد مرسى إلى تصريح لجريدة «الأهرام» بأن «الجماعة لا تعترف بإسرائيل». كيف إذن؟ 
كانت الجماعة غير منطقية، وغير صادقة فيما تقوله، بينما كان جمر الثورة يحرق من يقترب.. فقد قضى عليهم خروجهم من غابة السرية. 
مصر التحرير.. 
المؤلف: كلود جيبال وتانجى سالون 
المركز القومى للترجمة 
الصوفيون.. الأفضل لتجديد الخطاب الدينى