الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ملكة جمال المقابر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا! قالها المتنبى أيام كافور الإخشيدى ومازلنا نرددها.
ولا ندرى في أيامنا هذه كيف يصوغ عمنا المتنبى ما يحدث في مصر.
إليك عم المتنبى خبرا تصوغ منه ليس ضحكا أو بكاء إنما مسخرة آخر حاجة.
الخبر يقول: تنظم حملة «مين بيحب مصر» مسابقة لملكة جمال المقابر، وقالت سمر فؤاد عضو الحملة والمرشحة السابقة لملكة جمال «بدينات العرب»، إن هذه المسابقة ستكون معنية بالفتيات اللاتى يسكن المقابر نظرًا لظروفهن المعيشية.
وأكدت فؤاد، أن معايير الاختيار تعتمد على قدرتها على التعليم وثقافتها رغم بساطة معيشتها، مضيفة أنَّه بالرغم من ضعف الإمكانات المادية وصعوبة ظروف المعيشة فإن الأسرة الواحدة من سكان المقابر يصل متوسط الإنجاب داخلها من ٧ إلى ١٠ أطفال، بسبب إيمانهم بالقدر واستخدام الأطفال كمصدر للرزق عن طريق التسول والإرشاد لطرق المقابر والعمل ببعض المهن الحرفية المجاورة للمقابر.
وأوضحت أن سكان المقابر يتزوجون من أقاربهم بسبب خجل الفتيات من الإشارة إلى مكان سكنهن ما يقلل فرص الزواج من خارج الأحواش.
وبيّنت أن سكان المقابر يعانون من مشاكل كثيرة من بينها المشاكل النفسية المترتبة على إحساسهم الدائم بالخوف، بسبب ما يرونه يوميًا من عنف وجرائم، إذ يمر اللصوص وتجار المخدرات والخاطفون على المقابر للاختفاء.
ونوَّهت بأن سكان المقابر يواجهون مشاكل أخرى مع ملاك الأحواش، فضلًا عن مشاكلهم مع الشرطة، إذ إن بعض المجرمين يستخدمونها في ممارسة جرائمهم.
انتهى الخبر الذي ادعت بوابة الوفد انفرادها بالموضوع ولكنها فضحت الليلة.
هكذا الأمر يجرى في نفس الوقت مع تصريحات من رئيس الوزراء أنه عايز يعمل وكالة فضاء على غرار «ناسا»، بل يناقش مع مجلسه الموقر إصدار قانون حتى تصل مصر الفضاء، التكاليف مليارات الدولارات لوصول شاب مصرى إلى الفضاء.. طبعا لن يخرج عن عائلة السيد محلب. 
وقالت مصادر مطلعة بوزارة البحث العلمى المصرية: إن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء سيجتمع مع لجنة من الوزارة يترأسها جنابه، وتضم الدكتور مدحت مختار رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، إضافة إلى عدد من الجهات الأخرى لمناقشة قانون إنشاء أول وكالة فضاء مصرية. وأضافت المصادر أن الوكالة تساعد مصر كثيرا في غزو الفضاء حال الموافقة على إنشائها !!!!!!!
في نفس الوقت تتعالى صيحات أبناء المقابر إلى السماء السابعة ولم يسمعها أحد من المسئولين أو أحد من أصحاب السبح وآيات الفقراء الذين يحملون صكوك دخول الجنة.
هكذا الأمر يجرى مع كل مسئولى مصر، كل منهم يسعى كأنه ثعبان موسى.
أطفال لم يعرفوا إلا حياة المقابر يومهم يبدأ وينتهى مع الرحمة والنور، وأشباه رجال يعرضون بناتهم ونساءهم للبيع مع كل طلعة شمس، وحتى أطفالهم مافيش مشكلة، طلع جثة من القبر وبيع الله يبارك ليك.
وتكشف دراسة حديثة أنه بالرغم من ضعف الإمكانات المادية وصعوبة ظروف المعيشة فإن سكان المقابر في مصر يتميزون بالخصوبة العالية، كما أكدت الدراسة، التي قدمت إلى المؤتمر الـ٣١ للسكان والتنمية والشباب في الدول النامية الذي نظمه المركز الديمغرافى في القاهرة، أن ارتفاع معدلات الخصوبة لسكان أحواش المقابر صاحبته مشاكل عديدة على رأسها عدم قدرة الأسرة على تعليم الأطفال وتحولهم إلى الشوارع يتخذون منها مكانا لنومهم، وكذلك عدم إتاحة الخصوصية للبنات نظرا لإقامتهم جميعا في مكان واحد.
وأشارت الدراسة إلى أن سكان المقابر يعرفون جيدا وسائل ومصادر تنظيم الأسرة ولكنهم لا يستخدمونها إلا بعد استكمال العدد الذي تراه السيدة مناسبا، كما أن السيدات لا يلجأن إلى المستشفيات ومراكز تنظيم الاسرة إلا في فترة الركود بالمقابر.
وأوضحت الدراسة أن سكان المقابر يعانون من مشاكل كثيرة منها المشاكل النفسية المترتبة على إحساسهم الدائم بالخوف بسبب ما يرونه يوميا، كما يواجه سكان المقابر مشاكل أخرى مع أصحاب الأحواش الأساسيين، وأرجعت الدراسة دوافع السكن في المقابر إلى العمل لحراسة الأحواش وبيع مستلزمات الجنازات وأعمال ترميم المقابر والتسول، حيث تعد فرص العمل لجميع أفراد الاسرة متوافرة، إضافة إلى عدم القدرة المادية وصعوبة الحصول على شقة مما يدفع غير القادرين إلى السكن بالمقابر. ويفتقد سكان المقابر جميع الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحى والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية.
وأوصت الدراسة بوضع ضوابط تحول دون الإقامة في المقابر لمنع زيادة أعداد المقيمين بها.
كلام إحصائى عام ١٨٩٨، سكان المقابر يزدادون يومًا بعد آخر مع ازدياد نسبة الفقر في مصر، ويرصد أول إحصاء أن عدد سكان المقابر قرابة (٣٥) ألف نسمة، وبعد عقود قليلة أشارت الإحصاءات المختلفة إلى زيادة عددهم، ففى تعداد ١٩٤٧ بلغوا نحو (٦٩) ألفًا، وفى عام ١٩٦٦ وصل عددهم إلى (٩٧) ألفًا، وفى عام ١٩٨٦ زاد عددهم ٨٢ ألفًا، ليصبح (١٨٠) ألف مواطن مصرى يعيشون مع الأموات، وحسب الإحصائية الصادرة عن الجهاز المركزى للمحاسبات في عام ٢٠٠٨ هناك ١.٥ مليون مصرى يعيشون في مقابر السيدة نفيسة ومقابر النصر والبساتين والتونسى والإمام الشافعى وباب الوزير والغفير والمجاورين والإمام الليثى، وجبانات عين شمس ومدينة نصر. وأخيرًا اعترفت الحكومة المصرية أن شركاء الأموات في المقابر وصل عددهم إلى ٢ مليون مصرى.
ولأن ربك كريم ستار خد يا محمد كلام علماء الأزهر:
السؤال: ما حكم الشرع في السكن في المقابر، لأن هناك مَن يقول بتحريمها، علمًا بأننا فقراء لا نملك الحصول على شقة؟
الإجابة: إن الأصل أن تكون المقابر بعيدة عن محل السكن، وهذا هو الغالب في جميع الأمصار، وهو المعمول به من زمن النبى- صلى الله عليه وسلم- إلى الآن؛ ولذلك كره كثير من أهل العلم السكن في القبور، وذهب آخرون إلى التحريم؛ واستدلوا بما (رواه مسلم) وغيره عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر»، وبما (روى أحمد) بإسناد صحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا متكئًا على قبر فقال: «لا تؤذوا صاحب القبر»، والساكن في المقبرة يُظَن به إيذاء أصحاب القبور، بالجلوس عليها، أو غير ذلك مما يُعَدُّ من الإيذاء.
و(روى مسلم) من حديث أبى هريرة -رضى الله عنه- أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»، وفى هذا دليل على أن المقابر ليست محلاًّ للسكن، ولا للصلاة وقراءة القرآن، ونحوه قول النبى -صلى الله عليه وسلم-: «لا تصلُّوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها» (رواه مسلم)، وقوله -صلى الله عليه وسلم: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت عائشة -رضى الله عنها: يحذِّر ما صنعوا» (متفق عليه)، والمُقيم في القبر يحتاج إلى الصلاة، لا سيما النساء.
ثم إن المقابر في الغالب تكون وقفًا موقوفًا لهذا الغرض، ولم تجعل للسُكنى، فالساكن فيها كالغاصب المقيم في مِلك مَنْ لم يأذن له بالإقامة فيه، فإن خلت الإقامة في المقابر من هذه المحاذير -ولا نظنها تخلو- وكانت هناك ضرورة كما وصفتم، فنرجو أنه لابأس بالإقامة المؤقتة، إلى أن ييسّر الله لكم الانتقال عنها، ونسأل الله أن يوسّع لكم في أرزاقكم، والله أعلم.
وهكذا يأتى العلماء من الجهتين بكلام ما انزل الله به من سلطان.
كل سنة والدنيا طيبة وع الإنس والجن والطيبين في انتظار ملكة جمال المقابر.