الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مراكز التنمية البشرية أوكار للنصب على المثقفين بدعوى الوصول للنجاح .. خبراء: البرمجة اللغوية تحارب الأديان وتنشر الإلحاد وتشوه العقل .. المبرمجون يستخدمون السحر الأسود في السيطرة على المتدربين

 البرمجة اللغوية
البرمجة اللغوية العصبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشعرونك بأنك وصلت الي قمة النجاح وحينما تصل إلى القمة تتساءل: في أي شيء نجحت

- اعترافات من تعرضوا للنصب باسم التنمية البشرية

- أبرز أعلامها في الوطن العربي قيادات اخوانية على رأسهم عائض القرني في السعودية وطارق سويدان في الكويت وتلاميذ إبراهيم الفقي في مصر 

- قيادات الجماعة تستغل مراكز التنمية البشرية في جمع التبرعات عن طريق برامج خاصة


ويستمر النصب على المصريين والنصب هذه المرة لم يختر البسطاء أو السفهاء أو أهل الطمع كعادته لكنه اختار خيرة شباب الامة من المثقفين الراغبين في الوصول الي المثالية.. ومن منا من لا يرغب ان يكون مثاليا في تفكيره، وفي سلوكه وفي اخلاقه وفي حياته، بل ذكراه بعد مماته، هذه الرغبة الطبيعية لدي جميع البشر دفعت الدجالين والنصابين الي ان يستغلوها في الوصول ليس فقط إلى الحصول علي ما في جيوب الشباب بل تعدتها لاقتلاع عقيدتنا من جذورها واستبدالها ببرامج من اختراعهم ليس لها أي أساس من العلم ولا من الأخلاق ولا الدين وكان الإنسان آلة يمكن ان تتحكم فيه أيدي البشر تزيل منه ما تشاء وستبدله بما تشاء وقتما تشاء..
إنه فلسفة جديدة وفدت على مجتمعنا علي حين غفلة من العقلاء والرقباء ورجال الدين الذين شغلوا أنفسهم في أمور أهم لديهم من الدين واهم لديهم من العقيدة بل واهم لديهم من الوطن وشبابه.. وفدت هذه الفلسفة الخبيثة تحت مسمى التنمية البشرية حتي دخلت كل بيت وباتت جميع المكتبات ودور النشر متخمة بعشرات بل مئات المؤلفات التي تتخذ عناوين مبهرة كلها تدور حول مسميات واحدة فمنها كيف تخطط لحياتك؟.. 10 خطوات للنجاح.. كيف تسعد نفسك وتدعو جميعها الي استخراج المارد الكامن في ذاتك تحت ما يسمي بالانسان الكامل الذي لا يحتاج لشيء من خارج ذاته لا يحتاج لمساعدة فذاته قادرة علي الخلق والابداع بما لديها من طاقات جبارة تجعلها في غنى عن الآخرين حتي عن الله وهنا مكمن الخطر.. وقد برز في هذا المجال عدد من الأعلام زاعت شهرتهم في العالم العربي إبرزهم قيادات إخوانية منهم عائض القرني في السعودية وطارق سويدان في الكويت وفي مصر تلاميذ ابراهيم الفقي.


السطور التالية تكشف حقيقة النصب باسم التنمية البشرية أو البرمجة اللغوية العصبية.

يطلق عليها في بلادنا التنمية البشرية لتحسين صورتها من قبيل عدم تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية للتلبيس علي المتدربين وهذا هو اول عتبات النصب اسمها الحقيقي البرمجة اللغوية العصبية أو برنامج إل إن بي والذي أعلن الجيش الامريكي فشله فشلا ذريعا حيث ظل 3 أعوام من العمل الدءوب على البرمجة إلى ان أعلنت الأكاديمية القومية الأمريكية تشكيل لجنة من معاهدها المتخصصة في العلوم والطب والهندسة والتي خلصت الي انه لا يوجد دليل علمي علي فاعلية البرمجة اللغوية العصبية فقرر الجيش الامريكي ايقاف بعض البرامج وعدم انتشار البعض وتهميش البعض الآخر الأمر الذي أدى الي تصنيف البرمجة اللغوية العصبية ضمن العلوم الزائفة ويكفيك زيارة واحدة لموقع الموسوعة الحرة ويكيبديا للتاكد من ذلك.

والسؤال المطروح الآن لمصلحة من نشر هذا الدجل في البلاد الإسلامية؟ والأهم من ذلك البحث خلف الشخصيات التي جلبت هذا "اللاعلم" الي مجتمعنا ومنهم رائد التنمية البشرية في مصر والعالم العربي الدكتور ابراهيم الفقي وامتداده في نفس الفترة علي يد كوادر من جماعة الاخوان المسلين في بلاد الخليج واشهرهم عائض القرني صاحب كتاب لا تحزن والذي يوزع ملايين النسخ في العالم الإسلامي والذي وصفه أهل العلم بأنه دعودة إلى ديانة جديدة أصلها عبادة الذات وأيضا صلاح الراشد صاحب مركز الراشد للتنمية البشرية ومؤسس منظمة سلام إنترناشونال وطارق سويدان بدولة الكويت.



الأصل يهودي

لنلق نظرة اولا علي البداية الحقيقية للعلم الزائف المسمي بالتنمية البشرية لنتعرف على مؤسسيه وأهدافه بل والحيرة التي وضعوا العلماء فيها من اجل وضع تعريف محدد له..

اسس البرمجة اللغوية العصبية عالمان يهوديان أحدهما أمريكي وهو ريتشارد باندلر والاخر بولندي اسمه جون جندر عام 1973 وبعد عشرين عاما انشأوا ما يعرف باسم الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية والعالمان من اتباع المدرسة الوجودية المتعصبين لفكرة عدم الاعتراف بالاديان وقد انتقلت الفكرة الي البلاد العربية وتم انشاء الاتحاد العربي للبرمجة اللغوية العصبية ويسمونه بالتنمية البشرية وعلي رأسها بالطبع مصر علي يد الدكتور إبراهيم الفقي ومن ثم انتشرت من خلاله بالتعاون مع صلاح الراشد والاخواني عائض القرني إلى باقي الدول العربية والاسلامية في شكل غزو فكري غير مسبوق فلا تكاد عينك الان تمر علي مكتبة او جار نشر الا وتجد مؤلفاتهم ومؤلفات تلاميذهم تطغى على كل ما حولها حتى قال عنها أهل العلم بأنها عبارة عن دين جديد ينبغي التحذير منه.


لماذا التحذير؟

بنظرة بسيطة علي حيرة العلماء في وضع تعريف محدد للبرمجة اللغوية العصبية يتضح ان هناك امرا مريبا خلف انشاء هذا العلم نظرا لما يصفونه بحالة الابهام والغموض التي تسيطر علي مصطلحاته ويمكن اختصار التعريفات في انه عبارة عن تفكيك المعتقدات القديمة لدي الانسان واستبدالها بمعتقدات جديدة.

تقول الدكتورة فوز كوردي الباحثة في العقيدة ومقارنة الاديان انه عبارة عن خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات ، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات ؛ بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته . 

ويقول المدرب وايت ود سمول: " الـ NLP عبارة عن مجموعة من الأشياء . ليس هناك شيء جديد في الـNLP ، أخذنا بعض الأمور التي نجحت في مكان معين ، وشيء آخر نجح في مكان آخر وهكذا " . وظاهر تقنيات البرمجة تهدف إلى تنمية قدرة الفرد على الاتصال مع الآخرين، وقدرته على محاكاة المتميزين. ولها باطن يركز على تنويم العقل الواعي بإحداث حالات وعي مغيّرة لزرع بعض الأفكار (إيجابية أو سلبية ) في ما يسمونه "اللاوعي" بعيداً عن سيطرة نعمة العقل . وعند أهله الغربيين دعاة الوثنية الجديدة تبين أهمية الخروج من "الوعي المنتبه" إلى "الوعي غير المنتبه" بحالات "الوعي المغيرة" التي تُشعر النفس بالسكينة والاطمئنان والاندماج مع "الوعي التام" في الكون !

وفي بعض المستويات المتقدمة - عند بعض مدراس البرمجة- تُعتمد فلسفة الطاقة وجهازها الأثيري –المزعوم- ويُدرب فيها على تمارين التنفس والتأمل لتفعيل النفع به.

ولا شك ان هذه التقنيات كلها مستمد من فلسفات وثنية مثل البوذية والمهاريشية الحديثة وغيرها من فلسفات الالحاد التي لا تؤمن بوجود الخالق وقدرته في تدبير كونه وتنكر القضاء والقدر والفروق الفردية بين البشر اضافة الي انكارها حكمة ابتلاء الله لخلقه بالخير والشر وجعلهم درجات وتمييزهم عن بعضهم بالتقوي.


الذات هي الخالق المدبر

تعتمد تقنيات البرمجة اللغوية العصبية علي ان للانسان طاقة غير محدودة وللمتخصصين القدرة علي تدريب الانسان لاستخراج قوي النفس الكامنة ومخاطبة العقل الباطن للوصول الي النجاح والتميز فيستطيع الانسان تغيير واقعه ومستقبله حسبما يريد وبشكل حتمي متجاوزا قدراته الي قوي نفسه وعقله الباطن ومن تلك التقنيات التي يستخدمونها ما تجدها في جميع مراكزهم من الاعتماد علي امور اشبه ما تكون بالبوذية في النرفانا او النشوة وهي الخروج من سيطرة العقل الواعي مثل متعاطي المخدرات والدراويش ولا عجب فهم يعتبرون التنويم المغناطيسي اهم تقنيات البرمجة اللغوية العصبية.

تقول الدكتورة فوز ان التنمية البشرية او البرمجة اللغوية العصبية ما هي الا فكرة خبيثة لطرح الاديان تحت غطاء خبيث يستخدم الكتاب والسنة بتحريف الكلم عن مواضعها كعادة كل اهل الضلال والنصابين فهم يعتبرون الذات البشرية هي الخالق المدبر فلا حاجة للانسان لرب يدبر له امور حياته ولا مكان فيها للقضاء والقدر وهو ما دفع الكثيرين الي البعد عنها.


اعترافات العائدين من الخدعة

تقول مني . ص حاصلة علي اكثر من دورة في التنمية البشرية: فوجئت ان علاقتي بالله قد انقطت تماما رغم ترديد المدربين في كل الدورات التي خضتها لآيات من القرآن والاحاديث النبوية وجعلها شواهد علي تقنيات البرمجة اللغوية وهو الامر الذي جعلني اتخلي عن كل الشهادات التي حصلت عليها واعلن التوبة الي الله، ومن الامور التي جعلتني اتوقف هو انني في اخر دورة حضرتها كان المبرمج يقول بالحرف الواحد اننا اذا اردنا ان ندعو الله ونرجوه فيجيب دعاءنا سواء اعطانا ما نريد او لا، فهكذا يفعل معنا الله، فلا نثق في انه سوف يعطينا ما نطلبه ام لا، اما في البرمجة اللغوية العصبية فلابد من تحقيق ما نريده مباشرة عن طريق الجزم والحسم عبر وسائل اللاوعي المبرمجة دون ترج او سؤال!!!ِ

وتتابع مني انه وصل بهم الخداع الي اقناع المتدربين بانهم يستطيعون حفظ القرآن كاملا دون الرجوع الي المحفظين فقط باستخدام تقنيات البرمجة اللغوية العصبية وتؤكد ان اللافت اننا كنا نذهب رغبة في الوصول الي النجاح كما يظهر ذلك في كل اعلانات التنمية البشرية ولكن في النهاية بعد الحصول علي الشهادة تجد نفسك قد تعلمت النجاح فعلا ولكن المفاجأة انك لا تعرف في اي شيء يمكنك ان تنجح!!


وتضيف انهم علاوة علي انهم يسرقون عقول الشباب وعقيدتهم فانهم ايضا بارعون في سرقة جيوبهم حيث تتراواح اسعار الدورات ما بين 500 الي 7000 جنيه حسب شهرة المبرمج.


ويضيف محمد. س احد العائدين من فخ البرمجة اللغوية العصبية ان القائمين علي مراكز التنمية البشرية بارعون في جمع التبرعات بشكل يثير الريبة فهناك دورات خاصة تحت مسمي "فن جمع التبرعات" في لبداية تشعر انها تصب في تحقيق اهداف اجتماعية وانسانية، وتهدف الي مساعدة الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الا ان الخطير في ذلك هو انني اكتشفت ان الاخوان يستغلون هذه المراكز في جمع الاموال من المخدوعين وهناك محاضرات وكتب تعتبر المرجع الاول في هذا الفن لقيادات الجماعة وعلي رأسهم القيادي الاخواني طارق سويدان في الكويت تحت عنوان برنامج فن جمع التبرعات، وهو من اقدم البرامج التي تعتمد عليها مراكز التنمية البشرية.