الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. سيدة تحاول الانتحار ودفن أبنائها أحياءً لإصابتهم بضمور في المخ.. سارة: زوجي طلقني بالتلاتة.. وأهلي تخلوا عني.. وأطباء التأمين الصحي صرفوا لأبنائي "إسبرين" وتناشد السيسي: أنقذ أطفالي

سارو واطفالهة
سارو واطفالهة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"من شاف بلاوي الناس تهون عليه بلوته"، مثل سمعناه كثيرًا لكن أغلبنا، لم يمر بتجربة تثبت له أن بلوته أهون من بلاوي الناس، وعلى كل حال هذا ما ستقوله عندما تسمع وتعرف قصة هذه السيدة الصابرة المحتسبة وأطفالها.
"عبده ويوسف وياسين سر تعبي وعذابي في هذه الدنيا"، كنت تلك أولى الكلمات إلى بدأت بها "سارة علاء محمدي جبر" 21 سنة من مدينة طنطا والتي تزوجت في الثامنة عشرة من عمرها بعد أن أجبرتها أمها على الخروج من التعليم رغم تفوقها في الصف الثالث الثانوي لتزوجها من "عبدالمنعم عبدالمنعم" موزع توابل من أجل عيشة هنية، لكنها لم تكن تعلم أن المعاناة والمأساة الإنسانية في انتظارها.
تقول السيدة سارة لـ"البوابة نيوز" وهي تروي فصل من فصول مأساتها في هذه الحياة: بعد أول حمل وولادة أول طفل بعد عام من زواجي اكتشفت أنه مريض بضمور في خلايا المخ، وكانت هذه أول الرصاصات التي أتلاقها لتعكر على صفو حياتي الزوجية، خاصة أن الزوج لا يتحمل مرض طفله المستمر في ظل زيادة أعباء الحياة والمصاريف الثقيلة.

وأكملت: وبالرغم من معاناة الطفل الأول في مرضه رزقنا الله بحمل جديد بعد عامين وعند ولادتي رزقنا الله بطفلين، ولكن مصابين أيضا بنفس المرض، وأصبحت الحياة أمامنا سوداء، خاصة أن أطفالنا الثلاثة عبدالمنعم 3 سنوات ويوسف وياسين 9 شهور أصبحوا يعانون من ضمور في خلايا المخ، وهو المرض الذي يحتاج لعلاج مكثف وعلاج طبيعي في أماكن مخصصة بالقاهرة، وهو ما يتطلب 300 جنيه يوميا بمعدل مائة جنيه لكل طفل، حيث لا يستطيع الأب توفير هذا المبلغ لهم، فقرر الابتعاد وطلب مني أن أذهب إلى أهلي ثم طلقني ثلاث طلقات ليتخلص مننا جميعا بعد أن عجز عن مواجهة المرض لأطفاله أو الإنفاق عليهم، وتركني أواجه المأساة وحدي.
وتابعت: توجهت إلى إحدى الصحف والتي نشرت مناشدة باسمي لظروف أولادي وبعدها تلقيت اتصالا تليفونيا من مسئول الإعلام برئاسة الوزراء، وكانت المفاجأة أنهم أرسلوني للتأمين الصحي بالغربية، وكانت الصدمة بأن المختصين بحالات أولادي في التأمين الصحي أعطوا أولادي جرعات "إسبرين" فقط وقالو لي إن علاج أولادك بالقاهرة.
وقالت: هنا دخل اليأس إلى صدري ووسوس الشيطان في عقلي واتخذت قراري الشيطاني بدفن أبنائي الثلاثة أحياء، بعد ما أغلق جميع المسئولين الأبواب في وجهي، ووجه أولادي، حتى تدخل العقلاء في المنطقة التي أسكن بها قبل التنفيذ بدقائق، وحاولت مرة أخرى أن أنتحر أنا وأولادي من أعلى سطح المنزل الذي أقيم فيه، ولكن تدخلت العناية الإلهية لإنقادنا على أيدي أحد جيراني.

وقالت أيضًا سارة، إنها لا تملك من قريب أو من بعيد أي مبالغ مالية لعلاج أبنائها الثلاثة التي كتب عليهم الله هذا المرض، والذي لا يتحمله ثري لينفق عليهم، ولا يوجد لي عمل من أجل مواصلة شراء الأدوية والأكل والشرب، لهم ولا أحد من أسرتي يمكنه أن يتحمل أعبائي أنا وأولادي.
وتساءلت سارة: بأي منطق يتخلى عني الكبير والصغير القريب والبعيد والمسئولين الذين اختصهم الله لقضاء حوائج الناس بعد وجود 3 أطفال في أول مرضهم مع أم لا حول لها ولا قوة، ومن الممكن علاجهم إذا توفرت لهم الإمكانيات الطبية السليمة.
وطالبت السيدة "سارة" الرئيس عبدالفتاح السيسي التي اعتبرته آخر أمل أن يتكفل بعلاج أبنائها ورعايتهم بالمراكز الطبية المتخصصة على أيدي متخصصين لإنقاذ حياتهم.