الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

"اليهود الحريديم" يشعلون "حرب المايوهات" في إسرائيل

تقرير لصحيفة "معاريف" يكشف:

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يغلقون الشواطئ الخاصة بهم ويهاجمون مصايف «البكينى» ومحال الملابس الخاصة ولا أحد يقدر عليهم

قالت صحيفة «معاريف»، إن شواطئ إسرائيل تعانى من تصرفات جماعات اليهود المتطرفين «الحريديم»، حيث يغلقون الشواطئ الخاصة بهم، لأنهم يرفضون الاختلاط باليهود غير المتدينين، وليس هذا فقط بل يهاجمون الشواطئ التي يرتدي فيها اليهود «المايوهات»، ويعتدون بالضرب عليهم، بالإضافة إلى تعديهم على المحلات التي تبيع «المايوهات» وملابس النساء، ويقومون بمهاجمتها وأحيانا حرقها. 
الحريديم هي طائفة يهودية متطرفة، تطبق الطقوس الدينية، وتعيش حياتها اليومية وفق «التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية»، وهي وفق هذا المعنى طائفة يهودية أصولية، وقد أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية اسم «أمهات الطالبان».
وكلمة «حريديم» هي جمع لكلمة «حريدي»، وتعني «التقي»، وربما يكون الاسم مشتقا من الفعل «حرد» الموجود فى اللغة العربية بمعنى اعتزل أو اعتكف. و«الحريديم» يرتدون عادة أزياء يهود شرق أوروبا، وهي معطف أسود طويل وقبعة أسودان، وبالإضافة إلى «الطاليت»، وهو شال خاص بصلاة اليهود غالبا ما يكون أبيض اللون فى زواياه الأربع «التزيتزيت»، وهي مجموعة خيوط طويلة من الصوف مجدولة ومعقودة بطريقة خاصة.
ويرسل رجال الحريديم لحاهم حتى تصل إلى صدورهم، وكذلك يرسلون شعورهم وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة. 
وتتشابه نساء الحريديم فى ملابسهن إلى حد كبير جدا مع النساء المسلمات الأصوليات المتطرفات، إذ ترتدي الكثير من نساء الحريديم لباسا يكاد يطابق البرقع الذي ترتديه النساء المسلمات المتشددات.
ويتحاشى اليهود الحريديم قدر الإمكان التحدث بالعبرية إذ يعتبرون العبرية لغة مقدسة يفضل تجنب استخدامها، ويستخدمون بدلا منها لغة أخرى تسمى «اليديشية»، وهي «لغة يهود أوروبا، نمت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات عدة، منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية، ويتحدثها ما يقارب ٣ ملايين شخص حول العالم، أغلبهم يهود أشكناز».
واليديشية تستخدم الحروف العبرية فى الكتابة، ولكنها تختلف عنها فى نفس الوقت.
ومن أهم سمات الحريديم التمسك بشكل تام بالشريعة اليهودية «الهالاخاه» الأرثوذكسية، وترفض إعادة النظر فى الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية. وهم يفضلون نوعا خاصا من المدارس الدينية اليهودية يدعى «اليشيفات» يتم فيها تعليم الدين التقليدي والشريعة والتلمود، ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، من أجل إنقاذ الحياة (مثل الطب) أو من أجل كسب الرزق، أما دراسة الأدب، والفلسفة وغيرهما، فمرفوض عند اليهود الحريديين.
وهم يتحفظون بقوة، وقلما يستخدمون التكنولوجيا وتطبيقاتها، مثل التليفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال.. إلخ، ويتمسكون رجالا ونساء باللباس التقليدي، وخاصة باللباس الذي كان شائعا لدى اليهود فى شرقي أوروبا قبل القرن الـ٢٠ الذي تحدثنا عنه سابقا، واليهودية الحريدية موجودة فى مدينة القدس، فى حارة «مئة شعاريم»، مثلا وفى حارات يهودية أخرى، وفى مدينة بني براك المجاورة لمدينة تل أبيب من جانبها الشرقي، وفى بعض حارات مدينة نيويورك، ولا علاقة لليهود الحريديم بالصهيونية عند تأسيسها، بل عارضها الكثير منهم بشدة فى مراحلها الأولى، إذ اعتبروها حركة علمانية تهدد الحياة اليهودية التقليدية.
أما اليوم، فمعظمهم يؤيدون دولة إسرائيل، ويتعاونون معها، باستثناء مجتمعات معينة، مثل حركة «ناطوري كارتا»، ما زالت معارضة بشدة لمؤسسات الدولة، وترفض التعاون معها، ويذكر أن أحد قادة «ناطوري كارتا» الحاخام موشيه هيرش، كان معارضا لقيام دولة إسرائيل، وكان هو وجماعته الصغيرة يحرقون أعلام إسرائيل فى «يوم استقلال إسرائيل»، وكان موشيه هيرش مقربا من الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي عينه وزيرا لشؤون اليهود فى السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان مستشارا له أيضا.