الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"الابتكار" في محرم بك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كيف تهزم الإحباط؟.. سافر إلى الإسكندرية واسأل أهالى محرم بك عن جمعية الابتكار!
وماذا فعلت جمعية الابتكار حتى تهزم الإحباط؟.. تمكنت من إزالة أطنان القمامة التى أغرقت الشوارع بفكرة خارج الصندوق ودونما انتظار لقرار من المحافظ الوسيم أو للوادر الحي التي دائما ما تأتى متأخرة.
القصة تبدأ من راضى النشرتي.. محام شاب طموح يسكن فى محرم بك.. تقابل مع شاب آخر هو كريم سعد رئيس جمعية الابتكار وصاحب الفكرة التي غيرت شكل حى محرم بك، اتفق الاثنان على أن الحى السكندرى العريق لا يمكن أن يغرق فى أطنان القمامة التى كانت تتندر عليها صفحات الفيس بوك، وأن الجهاز التنفيذى للدولة الممثل فى المحافظ غير قادر على المواجهة وحل الأزمة المتفاقمة من عام 2012 عقب امتناع مواطنى الإسكندرية عن دفع رسوم النظافة الملحقة على فاتورة الكهرباء فى ذروة انقطاع التيار الكهربى، وكان سؤال المواطنين للحكومة بسيطًا ومنطقيًا، كيف ادفع مقابل سلعة غير موجودة؟
تخطت القمامة كل الخطوط الحمراء.. أصبحت موجودة أمام المدارس والمستشفيات، وهددت الصحة العامة للمواطنين، وحينما تولت حكومة محلب المسئولية اتخذ قرارا بنقل مسئولية النظافة بالإسكندرية إلى إحدى شركات المقاولون العرب، والتى لم تتمكن من مواجهة وحش القمامة الذى ابتلع شوارع الإسكندرية.. وشعر "الإسكندرانية" بإحباط ﻻ مثيل له، فبعد ما كانت شوارع عروس المتوسط الأنظف فى مصر قبل 25 يناير تحولت إلى مقلب قمامة كبير.
منذ ستة أشهر بدأت جمعية اﻻبتكار تنفيذ فكرة راضى النشرتى وكريم سعد لإزالة القمامة من المنبع.. من العمارات والشقق قبل نزولها الشارع، وأقنعوا أهالى الحى بدفع رسوم اشتراك بمبلغ رمزى هو 10 جنيهات شهريا مقابل تسليمهم أكياسا لتعبئة القمامة، يتم جمعها بعد ذلك عبر عمال نظافة تعاقدت معهم الجمعية، وتجاوب معهم الحى بإمكانياته البسيطة حتى تم التخلص من 70% من القمامة فى شوارع الحى.
تقابلت مع راضى وسألته هل ستستمر التجربة بنجاح أم ستموت بعد أشهر أخرى كما يحدث لكثير من التجارب المماثلة؟ وكان رده أن التجربة ملك سكان الحى، وهم أصحاب الفضل فى نجاحها، وأن الجزء الثاني من الفكرة لم يطبق، وهو الاتفاق مع مصانع تدوير القمامة والحصول منها على عائد مقابل هذه القمامة لتعود لأصحابها على شكل هدايا أو نقاط لشراء سلع لتحفيزهم على استمرار تعاونهم مع الجمعية.
جمعية الابتكار ترى فى القمامة "ثروة" لا تراها الحكومة، أو محافظ الإسكندرية القادم من القطاع الخاص.
وصلت الجمعية إلى نصف أهالى الحى، وتحاول إقناع النصف الآخر، الحى متعاون، الشوارع الأمامية أكثر تجاوبًا من الخلفية.. تحاول الجمعية أن تساعد فى حل مشكلات أخرى بخلاف القمامة عبر نشر مشاكلهم فى جروب "إسكندرية لحظة بلحظة" الذي تتفاعل معه أجهزة المحافظة المختلفة.
تجربة جمعية الابتكار تحتاج إلى دراسة وتعميم فى كثير من المناطق التى لا تصل إليها الدولة بمواردها الحالية، والشراكة بين الشعب وأجهزة الدولة مفتاح علاج الإحباط.. بشرط أن تتعاون أجهزة الدولة ولا "تستريب" حركة الشعب.. والإسكندرية تحتاج فى حل مشكلاتها إلى الابتكار والأفكار المقبلة من خارج الصندوق حتى تستعيد رونقها وجمالها وسحرها سريعًا.