الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. مغامرة في قطار "الإسكندرية" المميز ترصد غضب المواطنين من هيئة "السكة الحديد".. تأخر القطار 15 دقيقة تسبب في زحام ومشاجرات بين الركاب.. ومواطنون: التأخير شيء عادي لكن 10 دقائق "كتيرة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مغامرة جديدة لرصد هموم ومشاكل المواطن البسيط قررت "البوابة نيوز" خوض تلك المغامرة في أحد قطارات منظومة السكة الحديد، والتي كثيرا ما يشكو المواطنون من عيوبها، وعدم احترام حقوقهم في نيل خدمة جيدة بأسعار في متناول أيديهم، قررنا أن نركب معهم القطار المميز المتجه إلى الإسكندرية "محافظات" من محطة رمسيس والذي يغادر في تمام الساعة 6:10 مساء من الرصيف رقم 5.

وصلنا "رمسيس" الساعة السادسة وسألنا أحد نظار المحطة عن الرصيف الذي يتحرك من عليه القطار فكان أول ما اهتم به أن سألنا "فين تذكرتك؟"، ثم أردف قائلا: "لسه على وصول" وتوجهنا مباشرة إلى الرصيف 5 بحسب ما أعلنته لوحة بيانات البهو الفرعوني عن موعد ورصيف المغادرة لنفاجأ بقطار تقريبا خالٍ من الناس وكلما ذهب إليه شخص يقابلنا راجعا في تذمر واضح "مش ده اللي هيطلع إسكندرية دلوقتي".
سألنا سيدة عجوز من عاملات النظافة في القطار فأجابت أنه متجه للإسكندرية لكن لا أحد يعرف موعده بالضبط، وتعالت الأصوات فجأة بين الركاب الحائرين المترقبين لأي معلومة "القطار على رصيف 3" فانتقلت كل تلك الكتلة البشرية فورا متجهة إلى رصيف 3، وسرنا وراءهم ليفاجأنا مشهد مرعب ظننا أن هناك "كارثة" وقعت على الرصيف أو أن أحدهم دهسه القطار، لكننا علمنا أنه شيء عادي ومألوف للمسافرين بالقطار من محطة رمسيس كل يوم.

شاهدنا مئات الركاب ملئوا كل شبر على رصيف 2 ورصيف 3 وعلى أرضية القضبان بين الرصيفين وبدا المشهد وكأنه مظاهرة استقبال لقطار لم يصل بعد، فالجميع وقف ينتظر ولم يكلف أحدا من نظار المحطة بالإعلان عن موعد وصوله أو حتى تأكيد مكانه، لنسمع صيحات ولمز وغمز بين الركاب على شاكلة "إحنا عمرنا ما نتقدم"، "إحنا ما نستاهلش أحسن من كده"، وقال آخر "مش عارفين الهيئة دي هتتظبط إمتى" وبالطبع الهيئة التي يقصدها معلومة ولا تحتاج لتوضيح.
فجأة ظهر على بعد عشرات الأمتار قطار قادم على الرصيف 2 فتحولت الكتل البشرية على رصيف 3 لينتقل بعضها إلى الرصيف 2 ظنا منهم أنه قطار الإسكندرية بينما انتظر آخرون حتى يتأكدوا من ذلك، وبالفعل أصيبوا بخيبة أمل عندما أعلن البعض أنه ليس اتجاه الإسكندرية، وظل الانتظار سيد الموقف، فالساعة تقترب من السادة وعشرة موعد القيام ولم يصل القطار بعد، فمتى يصل ومتى يغادر؟ وقد علمنا أن هناك حركة قطارات فرعية لقطارات الدلتا تتحرك من محطة بنها تعتمد بشكل رئيس على حركة قطارات الوجه البحري والإسكندرية، بمعنى أن انتظام المواعيد ضروري حتى يلحق الركاب بقطارات أخرى في انتظارهم في "بنها" مثل خط الزقازيق وميت غمر ومنوف.

أخيرًا في تمام الساعة 6:10 ظهر في الأفق قطار الإسكندرية وتحفز الركاب وبدأ الزحام ما اضطر البعض للجري بجوار القطار "والشعبطة" به حتى يجد مكانا فيه ويحجز قبل أخرين، وتعالت الأصوات وبدأ الهرج والمرج خاصة أن القطار جاء خاليا من الركاب ما يدل أنه جاء من "المخزن" وليس من الإسكندرية، ما زاد من غضب الركاب ولسان حالهم "لما القطر كان هنا في مخزن المحطة.. طيب ليه العذاب ده.. ليه التأخير.. ولا هو بقى مزاج عندهم يمرمطونا وخلاص".

وضعنا أقدامنا داخل القطار وأخذنا مقاعدنا ولم يكن مزدحما على الإطلاق، وحجز البعض مقاعد لزملائهم القادمين، في حين آخرين لا يجدون مكانا، فحدثت بعض المشاجرات بين الركاب بسبب ظاهرة "حجز المقاعد للأصدقاء والمعارف"، وبعد أن هدأت الأمور وبدأ القطار في تحركة كانت الساعة وصلت 6:25 مساء بتأخير 15 دقيقة وهو رقم كبير في عالم السكة الحديد.
سألنا عددا من الركاب كان من بينهم "عم عبدالله" عن تأخير القطار فأجاب أنه معتاد على ركوب هذ القطار بشكل متكرر، ومن المفترض أن موعده 6:10 بالضبط، ولم يحدث هذا التأخير منذ فترة، لكن وارد حيث أن يوم الخميس والضغط على السكك الحديد قد يتسبب في بعض التأخيرات، شاكيا من التأخير ربع ساعة لأن هذا شيء كبير في مواعيد القطارات؛ لأن هناك منظومة متكاملة مرتبطة ببعضها وكل منها يسلم الأخر، فهناك من ينزل في محطة بنها ليبدل قطار آخر وإذا حدث تأخير قد يهدد الركاب بعدم اللحاق بقطاراتهم.
وأشار مواطن آخر "خالد" صاحب محل أحذية إلى أنه معتاد على التأخيرات في القطارات لكن في الفترة الأخيرة كانت تسير بشكل جيد حتى كانت المفاجأة بتأخير القطار اليوم.
وعبر "أحمد عيد" عن سخطه من التأخير لأنه إذا لم يلحق قطار منوف فسوف يتأخر ساعتين إما انتظار قطار آخر أو البحث عن وسيلة مواصلات أخرى أكثر تكلفة وأشد إرهاقا وتعبا وأطول وقتا ومسافة.