الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

٧ ملفات سياسية وعسكرية يحملها محمد بن سلمان في القاهرة

استراتيجية إنقاذ المنطقة من "برميل البارود"

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسى والأمير محمد بن سلمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجيش العربى الموحد وتحرير اليمن من الحوثيين وقوات على صالح وإفساد مخططات «الإخوان» أبرز البنود

بدعوة خاصة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وصل الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد وزير الدفاع السعودى، ونجل خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى القاهرة، فى زيارة هامة لمناقشة العديد من القضايا الهامة بين البلدين، وكذلك لحضور حفل تخرج دفعة من طلبة الكلية الحربية فى مصر.
وكانت تقارير قد تحدثت عن الزيارة قبل عدة أيام، وقبل أن يعلن الديوان الملكى عن موعدها أو تفاصيلها، خاصة فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها المنطقة واستمرار التعاون السياسى والعسكرى والاستراتيجى بين الرياض والقاهرة.
وتمثل تلك الزيارة وتوقيتها أهمية كبيرة لمصر والسعودية ودول المنطقة، التى أصبحت قابعة على برميل بارود قابل للانفجار فى أى لحظة ليدمر الجميع.
حضور فعاليات عسكرية
وكان المغرد السعودى الشهير «مجتهد»، والذى يعتقد على نطاق واسع أنه أحد أفراد العائلة المالكة السعودية، قد قال فى تغريدة على موقع تويتر إن بن سلمان سيكون ضيف الشرف فى نشاط للقوات المسلحة المصرية، لكنه لم يعرف تفاصيل هذا النشاط.
وتحمل تلك الزيارة أهمية خاصة للبلدين، وتعد الثانية لولى ولى العهد السعودى للقاهرة، خلال ثلاثة أشهر، وكانت الزيارة الأولى فى منتصف إبريل الماضى حيث بحث خلال لقائه بالرئيس المصرى كافة أوجه العلاقات الثنائية المصرية السعودية والتشاور فى الأوضاع الإقليمية والدولية وفى مقدمتها اليمن وليبيا وسوريا والعراق.
وأكد خلالها على اعتزازه بالروابط والعلاقات القوية التى تربط القوات المسلحة فى السعودية ومصر، والمواقف السعودية الداعمة للشعب المصرى، موضحًا أن مصر تمثل إحدى القوى الرئيسية والفاعلة فى تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
كما أنها جاءت بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، إلى الرياض التى التقى خلالها كبار المسئولين على رأسهم الملك سلمان، وعقد مؤتمرا صحفيا مع وزير الخارجية عادل الجبير.
دحض الشائعات
وتمثل تلك الزيارة أهمية خاصة لكلا البلدين، خاصة أنها تأتى فى ظل محاولات بعض الأطراف الترويج لوجود خلافات مصرية سعودية، ودائما ما تتحين وسائل الإعلام الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابى، وبعض القنوات التى تقودها قناة الجزيرة القطرية الفرص لسكب النار على الزيت، ومحاولة إقناع الجميع أن هناك خلافات وأن السعودية ستتوقف عن دعم مصر.
وأفردت للحديث عن زيارة خالد مشعل، مسئول المكتب السياسى لحركة حماس إلى الرياض ولقائه الملك سلمان، وأن الزيارة تحمل بداية تقارب بين المملكة والإخوان وتخلٍ عن مصر، حتى جاء الرد السعودى حاسما على لسان وزير الخارجية والذى أكد على أن زيارة مشعل زيارة عادية والوفد جاء لأداء العمرة وطلب مقابلة الملك لتهنئته، ولم تشهد أى مباحثات خاصة وموقف الرياض لم يتغير من حماس والقضية الفلسطينية.
هذا بالإضافة إلى محاولة الترويج لخلافات مصرية سعودية فى التعامل مع الملف اليمنى وكذلك الأوضاع فى سوريا، وهو ما دحضه وزير الخارجية السعودى أيضا.
وتشير زيارة بن سلمان، الذى يوصف بأنه إحدى أقوى ركائز الحكم فى المملكة حاليا، إلى حجم التنسيق والتعاون الاستراتيجى والسياسى والعسكرى أيضا بين البلدين، وأن التحالف المصرى السعودى، الذى يشكل رأس حربة الدول العربية لاستعادة الاستقرار والتصدى لمخططات تفكيك المنطقة ونشر الإرهاب وإثارة الفوضى بها، سيظل قويا ومتماسكا.
ونظرا لأهمية الزيارة فقد حضر للقاهرة وفد رفيع المستوى من الديوان الملكى ووزارة الدفاع يضم ٨ مسئولين، للتنسيق للزيارة وترتيب الملفات التى سيناقشها بن سلمان مع الرئيس السيسى وكذلك وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى، وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء السعودية.
تحرير اليمن
وتأتى الزيارة أيضا فى وقت دخلت فيه الأزمة فى اليمن منعطفا جديدا للغاية تمثل فى إطلاق قوات التحالف العربى، بقيادة السعودية، عملية السهم الذهبى لتحرير اليمن، بعد ما يقرب من أربعة أشهر من إطلاق عملية عاصفة الحزم وتنفيذ ضربات جوية على مواقع الحوثيين الموالين لإيران وقوات المخلوع على عبدالله صالح.
وتعد الوقات المصرية من الركائز الأساسية فى عملية تحرير اليمن، وساهمت البحرية المصرية فى فرض حصار بحرى كامل على اليمن ومنع السفن الإيرانية من الاقتراب من سواحلها وإمداد الحوثيين بالأسلحة، كما تشارك القوات المصرية فى العمليات البرية أيضا مع الإمارات والسعودية والتى أسفرت عن تحرير مدينة عدن ومطارها ومينائها ونقل المواد الإغاثية للشعب اليمنى.
ومن المتوقع تطوير العمليات خلال الفترة القادمة تمهيدا لتحرير المزيد من المدن، وإعادة الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس «عبدربه منصور هادى» ليمارس مهام عمله من العاصمة المؤقتة، لحين تحرير العاصمة صنعاء.
التهديدات الإيرانية
ونظرا لارتباك الموقف فى اليمن بالتهديدات الإيرانية فى المنطقة، فإن لقاءات بن سلمان ستتطرق أيضا بصورة أساسية إلى المستجدات الحالية على الساحة فى ضوء المتغير الجديد المتمثل فى الاتفاق النووى الإيرانى مع القوى الدولية، وتعزيز طهران قدراتها العسكرية والاقتصادية بعد رفع العقوبات عنها، مما يؤهلها لنشر المزيد من الفوضى فى المنطقة ودعم تنظيمات مسلحة تسعى لزعزعة استقرار جميع الدول وعلى رأسها الخليج.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد حذرت من أن الاتفاق النووى سيدفع منطقة الشرق الأوسط لسباق تسلح نووى، خاصة أن مصر والسعودية لن تقفا مكتوفى الأيدى أمام تطوير طهران برنامجا نوويا حتى لو كان سلميا، بالإضافة إلى رفع العقوبات وشراء أسلحة متطورة.
وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن السعودية يمكنها الحصول بسهولة على الأسلحة النووية، سواء بشرائها من دول نووية سابقة أو الحصول عليها من باكستان التى حصلت على تمويل برنامجها النووى من السعودية، أو حتى من خلال إنشاء مفاعلات نووية قادرة على تصنيع الأسلحة.
وهو ما يعنى أن لقاء بن سلمان مع السيسى والمسئولين العسكريين، سيبحث فى الخيارات المطروحة على الساحة حاليا للتعامل مع إيران والعمل بسرعة على تعزيز قدرات الردع العربية لمواجهة النفوذ الإيرانى.
تشكيل الجيش العربي
ولن يكون بعيدا عن خيارات الردع العربى تشكيل القوة العربية المشتركة، أو (الجيش العربى الموحد)، الذى أصبح حلم الكثير من الشعوب العربية حاليا، التى تأمل فى رؤية وحدة عربية عسكرية لمواجهة الإرهاب والخطر المحيط بنا، خاصة بعد تفكك عدة دول واختفاء الجيشين العراقى والسورى وبقاء مصر والسعودية ودول الخليج بمفردها فى مواجهة التحديات الكبيرة.
وكانت الدول العربية بقيادة مصرية وسعودية قد قطعت شوطا طويلا فى تحديد آليات تشكيل هذا الجيش، وسيجتمع وزراء الدفاع العرب ورؤساء الأركان ٢٧ من أغسطس المقبل لوضع اللمسات النهائية على القوة المشتركة ومناقشة التفاصيل الخاصة بها.
محاربة الإرهاب
ونظرا لأن مصر والسعودية تمثلان أهدافا رئيسية للتنظيمات الإرهابية، فإن ملف الإرهاب سيحظى بأهمية خاصة على أجندة وزير الدفاع السعودى بالقاهرة، فى ظل الحاجة إلى تعزيز التعاون العربى فى مجال مكافحة الإرهاب الذى أصبح عابرا للحدود والدول ويهدد الجميع بلا استثناء.
وشهدت المملكة مؤخرا عددا من الهجمات الإرهابية التى استهدفت مساجد ورجال شرطة، كما أعلنت عن إحباط مخطط ضخم لتنفيذ عمليات إرهابية فى المملكة والقبض على خلايا ضخمة تضم مئات الإرهابيين من السعودية وجنسيات عربية وأجنبية.
وأعلنت مصر دعمها للسعودية فى محاربة الإرهاب، فى الوقت الذى أعلنت فيه المملكة أيضا مؤازرتها للشعب المصرى فى جميع الخطوات والإجراءات التى يتخذها لمواجهة الإرهاب الذى يستهدف سيناء وكل المدن المصرية.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تعزيز التعاون الأمنى والعسكرى بين البلدين فى مجال محاربة الإرهاب وإحكام الرقابة على عمليات تهريب الأسلحة عبر البحر المتوسط للتنظيمات الإرهابية.
الوضع في سوريا وليبيا
وأخيرا سيكون الوضع السورى والليبى حاضرا بقوة على طاولة المناقشات، خاصة أن هناك تقاربا كبيرا فى وجهات نظر البلدين عسكريا فى التعامل مع الملف الليبى، وضرورة دعم الجيش الوطنى والحكومة الشرعية فى بنغازى ضد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التى تحاول العبث بأمن واستقرار ليبيا والمنطقة، وتحويلها إلى معسكر كبير للتنظيمات الإرهابية يستغلها لنقل الأسلحة والإرهابيين من كل مكان بالعالم إلى الشرق الأوسط.
وفى سوريا هناك اتفاق على ضرورة إيجاد حل للازمة السورية وإنهاء معاناة الشعب السورى، وكذلك إيجاد البديل القوى الذى يحل محل النظام الحالى، ليكون بديلا عن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التى تستعد للانقضاض على سوريا فى حال سقوط النظام السورى، الذى يتفق الجميع على أنه لن يكون له مكان فى مسقبل سوريا.
وتستضيف مصر الكثير من المؤتمرات التى تنظمها المعارضة السورية والتى تدعمها الرياض أيضا، بالإضافة إلى العمل على تدريب جماعات المعارضة المعتدلة وإمدادها بالسلاح من اجل محاربة نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية على حد سواء.
كما سيناقش بن سلمان تطور الموقف على الحدود التركية والعمليات العسكرية التى تشنها تركيا فى سوريا، والتأكد من أنها ستكون لصالح الشعب السورى وليس لتحقيق مصالح تركيا الضيقة فى محاربة الأكراد.