الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وأخيرًا.. مصر بتفرح يا ريس "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ قيام ثورة ٢٥ يناير وحتى الآن لم تفرح مصر بالمعنى الحقيقى للفرحة؛ فحتى في عز فرحة الشعب بانتصار ثورة يناير على نظامٍ ذهب إلى غير رجعة، ظهر ما كان يُنغص على الثوار فرحتهم، ظهر الإخوان الذين امتطوا جَوَادَ الثورةِ الجامح، وقتلوا أحلامَ الشبابِ الطامح، والذي كان يعتقد أنه يستطيع أن يفعلَ الكثيرَ لبلاده، وإذا بالكائناتِ الإخوانية تَنزِعُ الشبابَ من ميدانِ التحرير انتزاعًا، لتسيطر على المشهدِ برُمتِه، ليَلُفَ الميدانَ حزنٌ ثقيل لم تُزله إلا ثورة ٣٠ يونيو، التي جاءت لتصحيحِ المسار الذي انحرفت عنه ثورة ٢٥ يناير التي امتطاها الإخوان.
وفى الفترة من ثورة يناير حتى وصولِ الإخوانِ للسلطة، حدث ولا حرج عن أحزانِ المصريين، ولا سيما الشبابِ منهم عندما كانوا يتساقطون في محمد محمود وخانهم الإخوان، الذين ادعوا أن الشرعيةَ للبرلمان الذي اقتنصوا مقاعِدَه وليست للميدان، وليَمُت أهلُ الميدانِ كمدًا على التضحياتِ التي قدموها من أجل نجاحِ ثورتِهم. واخترعَ الإخوانُ قصةَ الطرفِ الثالث الذي يظهر في كل التظاهرات والأحداث؛ وهو الطرفُ الذي لا علاقةَ له بالثوار ولاعلاقةَ له بالشرطة، لكى يُشعلَ بذورَ الفتنة بين الشعب وشرطته، لصبِ مزيدٍ من الزيت على النار لكى يصل الإخوان إلى هدفهم النهائى للسيطرة على مقدراتِ البلاد. وأذاقنا هذا الطرفُ الثالث، تلك الأُلعوبة الإخوانية، من الويلاتِ الكثير التي استدعت معها جريان دموعِ المصريين أنهارًا من أجلِ من فقدوهم بفعل هذا الطرف الثالث (الإخواني) الغادر.
وإذا أتينا إلى فترةِ حكمِ محمد مرسي، لا أعاده الله، لوجدنا أن أحزانَ المصريين أصبحت أكثر سوادًا في عهدِه البائد البائس، وليس أدلُ على ذلك من قتلِ الثوار على أسوارِ قصرِ الاتحادية، وهو يَقْبَعُ داخلَه، وخطفِ الشبابِ الثائر، والتحرشِ بالفتيات، وقتلِ واستهدافِ الصحفيين، وما الحسينى أبو ضيف وميادة أشرف عنا ببعيد.
وبعد اتخاذ الدولة المصرية قرارًا حاسمًا بفض اعتصاميْ رابعة والنهضة بعد أن ثار المصريون من أجلِ كرامتِهم ودماءِ أبنائهم وتاريخهم وحضارتهم وهَويتِهم في يومٍ مشهود سيسطره التاريخ بحروف من نور لم تشهده أيةُ بُقعةٍ على وجه الأرض، أبى الإخوانُ القتلة إلا أن يعكروا صفوَ فرحةِ المصريين بزوال دولة الإخوان إلى غير رجعة، فتوعدهم الإخوان بأن يذوقوا وَبَالَ أمرِهم جَزَاءَ ما اقترفتُه أيديهم وأرجلهم وحناجرهم وقلوبهم وعقولهم من الخروجِ في ثورةٍ غيرَ مسبوقة في التاريخ الحديث يهتفون فيها بسقوطِ الإخوان.
وعاثَ الإخوانُ في الأرضِ فسادًا، وأطلقوا زبانيتهم الذين أفرجوا عنهم من السجون، وجلبوهم من كلِ فجٍ عميق، ووفروا لهم السلاحَ والعتادَ الذي جمعوه ليومٍ كهذا، وأطلقوهم على أبنائنا من رجالِ الجيشِ والشرطة الأبطال الذين يبيتون يحرسون في سبيل الله، وفجروا القنابلَ التي تستهدفَ الأبرياءَ من أبناءِ هذا الشعب الطيب الذي وَثَقَ فيهم وأعطاهم صوتَه أكثر من مرة، ولكنه اكتشف في النهاية أنه أسلمَ البلدَ لعصابةٍ لا يَهُمُها إلا مصلحة أفرادها من أعضاء هذه العصابة. لقد أرادت الجماعةُ الباغية تركيعَ هذا الشعب، وتركيعَ جيشِه وشرطتِه، وتركيعِ الوطنِ بأكمله، حتى يسلم قِيَادَ هذا البلد لهذه الجماعة. ولم يدرك الإخوانُ أن هذا الشعب لم يركع يومًا لغير الله، وأن جيشَه صامدٌ مرابطٌ على مرِ التاريخ، وقاهرٌ لكلِ الغزاة الذين أرادوا بمِصرَ سوءًا.
إن مشهدَ الجِنازات المُسجاة بعَلَمِ مِصرَ لأبطالِ الجيشِ والشرطة والنائبِ العام هشام بركات ومواطنى هذا الشعب الأبى لم تكن تَفُتُ في عَضُدِ المصريين ولا تُوهِنُ عزيمتُهم، ولكنها كانت تزيدُ أحزانَهم على من فقدوهم، وتزيدُ سخطَهم على الإخوان، وكانوا يهتفون بضرورةِ إعدامِ القتلةِ من الإخوانِ في كلِ قرية وفى كلِ مدينة وخَلْفَ كلِ جِنازة. لقد حَوَلَ المصريون أحزانَهم إلى طاقةٍ إيجابية تستهدفُ أعداءَهم من أولئك الإخوان الذين لم ولن يعرفوا طريقًا للتعامل مع المصريين سوى القتل والتدمير والتفجير.
ومن أسفٍ أن الإخوان نجحوا في أن يوجعوا المصريين في أبنائِهم، ويزيدوا أحزانَهم التي تعمقت منذ يناير ٢٠١١ وحتى الآن. ولعل هذه الأحزانُ لم يقطعها سوى بضع ابتسامات على شَفَاهِ الوطن، لعل أبرزها يومَ أن نجحَ الشعبُ في انتخابِ المشيرِ عبد الفتاح السيسى رئيسًا لمصر، ويوم أدى الرئيسُ اليمينَ الدُستورية رئيسًا للبلاد في مشهدٍ مهيب أعاد لمصر هيبتَها بين الأمم، ويومَ أن نجحَ مؤتمرُ دعمِ الاقتصادِ المصرى بشرمِ الشيخ.
لقد كانت هذه ابتسامات استطاع الرئيس أن يضعها على شَفَاهِ الوطن على مدارِ السنةِ الفائتة، لكن أخيرًا.. مصر بتفرح ياريس.