الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من أجلك يا مصر أقول كلمتي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتخابات مجلس الشعب هل ستتم ومتى موعدها؟.. إنه السؤال حديث الساعة، وهو الذي يتصدر المشهد كقضية أولى يجب أن تتوارى خلفها معظم القضايا.. رغم أن المشهد يحوى الكثير من القضايا الأخرى الأشد أهمية وخطورة.
لكن وكلنا نعلم أن الإعلام باستطاعته أن يبرز قضية ويجعلها هي الأولى فوق ألسنة الناس وشاغلهم الشاغل سواء عظمت القضية أو العكس، وهو أيضا الذي يستطيع الخسف بأى قضية وأن يواريها مهما كانت أهميتها أو خطورتها.
ونحن في هذه السنوات الأخيرة تحديدا نعيش ما أسميه بمولد أو زفة الإعلام المرئى على وجه الخصوص، ثم يليه زفة الإعلام المكتوب «الصحافة».. وكلاهما تأثيره شديد على وعى وعقل الناس، وهذا أمر معروف على مستوى العالم وليس على مستوى مصر فقط، ويزداد هذا التأثير في خطورته كلما قلت ثقافة المجتمع وبالتالى الوعى فيه، ومصر للأسف ونتيجة لسياسات سنوات طوال لنظام حاكم ليس الآن مجال شرحه - تواضعت فيها الثقافة لدى الشريحة العظمى من الناس، وتواضع قدر الوعى خصوصا الوعى السياسي، ودعونا مما تعكسه مواقع التواصل الاجتماعى من حوارات تدور ليلا ونهارا، تصنف بأنها سياسية، وهى ما عدا القليل منها - ليست مؤشرا على تعاظم حالة الوعى والثقافة السياسية لدى «متعاطيها» بقدر ما هي مجرد ثرثرات يتبادلها المتواجدون دون تروى أو تفكير بشكل سطحى، لكنه الاستسهال والفراغ والوقت المهدر في اللاشيء!!
وفى حديثى هذا سوف أركز على الجانب الإعلامي المرئى لما له من التأثير الأول، بسبب تعدد قنواته وتعدد البرامج الحوارية في القناة الواحدة، ثم يليه ما يسمى بالمواقع الإلكترونية للصحف.
الوسيلتان هما المحرك الأول - كما ذكرنا لفرض قضية وشغل الناس بها أو العكس.
وبما أننا على أعتاب أيام قليلة من الانتهاء من احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة، فعلينا أن نعد أنفسنا لشلال من برامج الحوارات التليفزيونية التي سوف تخصص لانتخابات مجلس الشعب وموعدها وضرورة الانتهاء منها، وبالطبع ومنذ الآن معروف من هم الضيوف لهذه النقاشات، والذين هم في العادة نفس الضيوف.. وبالطبع سوف يكون تغريدهم أو «النشيد الوطنى» لهم هو المطالبة بالإسراع بإجراء انتخابات مجلس الشعب.
ولأننى اعتدت أن أكون خارج سرب المغردين، وإذا غردت يكون تغريدا مختلفا، فليس غريبا علىّ هذه المرة أيضا أن أكون خارج السرب، وأن يكون تغريدى مختلفا وصادما.
وبداية الصدمة التغريدية هذا السؤال الذي سيعقبه نقاشى للوصول إلى ما يمكن اعتباره إجابة تخصنى.
والسؤال هو: هل مصر الآن وأقول الآن - من مصلحتها الإسراع بانتخابات مجلس الشعب؟
وقبل الاستطراد في النقاش، ومزيدا مما قد يصنف بأنه صدمة، لدى توضيحا: أننى في نقاشى لن ألتفت لأى اعتبارات مرتبطة بموقف الخارج من هذه القضية، أو برأى الدول الأخرى فيما يخص متى موعد الانتخابات أو لماذا لم تتم أو متى تتم؟ أو ما يردده الخارج أو حواريو الخارج حول أن استكمال مصر لما يسمى بخريطة الطريق مرتبط بالانتهاء من انتخابات برلمانها.
فببساطة شديدة هذا شأن داخلى لا يحق لأى دولة عظمى أو صغرى أن تتدخل فيه ولا حتى بالسؤال.. ومصر أبدا لم تتدخل فيما يخص انتخابات برلمان أي دولة أخرى، ولم تسأل لا متى ولا لماذا ولا كيف.. ولا يحق لأى دولة خارجية أن تناقشنا مجرد النقاش لماذا حتى الآن لم تتم الانتخابات..
والوحيد صاحب الحق في المناقشة هو الشعب المصرى وفقط..
وأبدأ نقاشى بعدد من الاسئلة:
- ماذا نريد من هذا المجلس للشعب الذي يأتى بعد ثورتين شعبيتين، وبعد فترة عصيبة مرت وتمر بها مصر بعد اختطاف جماعة الإخوان الإرهابية للثورة الأولى وتحول نتائجها إلى أن تحكمنا هذه الجماعة لمدة سنة غبراء، ثم وبحمد من الله وبمعجزة تخلصنا منهم وعادت مصر إلينا من جديد؟
- وسؤال آخر: هل نريده مجلسا للشعب مختلفا وجديدا في أعضاء من أصحاب الصفحة النقية البيضاء، الذين لم تصبهم شائبة فساد، وأسماء وطنية ذات تاريخ يشهد لأصحابها بأنهم ليسوا من أصحاب المواقف الانتهازية، أو التطلعات الشخصية ولا المصالح الذاتية يغلبونها على حساب مصلحة الوطن؟
- هل نريده مجلسا حقيقيا معبرا في أدائه عن دوره المنوط القيام به، وجديرا بالوصف الذي يحمله أعضاؤه كـ«نواب للشعب»؟ يحملون على عاتقهم قضايا الشعب ومصالحه وبما لا يتعارض مع قضايا الوطن ومصالحه القومية العليا؟
- هل الظروف التي تمر بها مصر الآن تضمن أن يكون لنا هذا المجلس المختلف الجديد في وطنيته المتغلبة على ما عداها، المؤتمن على الثقة التي أولاها له الشعب الذي اختار أعضاءه؟
- هل الظروف التي نحن فيها تجعلنا واثقين من أن اختيارات الشعب لأعضاء مجلسه سوف تكون في ظل ظروف صحية سليمة تؤدى إلى أن تكون اختياراته سليمة وفى صالح مصر وفى صالح «الشعب الحقيقى» لمصر؟
- الأسئلة ممكن أن تزيد.. لكننى أكتفى بهذا القدر منها..
ثم أصل إلى رؤيتى المتواضعة:
- إن مصر تمر بظروف عصيبة سواء على مستوى أمنها القومى الخارجى أو على مستوى أمنها الداخلى، وإن مصر تحاول الآن بكل جهودها وبكل علاقاتها أن تخرج من حالة الانهيار الاقتصادى التي خلفها نظام مبارك وخلفتها سنوات ما بعد ثورة ٢٥ يناير وما أعقبها من أحداث عنف وإرهاب إبان فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، والتي ما زلنا نعانى منها حتى الآن.
- كما أن مصر تعيش في ظل حرب إعلامية مسعورة، مستخدم فيها طابور طويل من قوى شيطانية هم للأسف ينتمون لمصر، لكنهم لا يتقون الله في وطنهم، ويستخدمون الإعلام وسيلة مؤثرة كمعول هدم تحت إغراء تدفقات الأموال التي تأتيهم من أمريكا الصهيونية عليهم، فيخترقون عقول الناس ويزعزعون ثوابتهم، وبالتالى يؤثرون تأثيرا سلبيا على قراراتهم.
- ومصر الآن ورغم أنها تخلصت من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أنها ما زال موجود على أرضها ووسط شعبها ما هو أخطر من الإخوان.. موجود حزب يعتبر وبمقتضى الدستور غير شرعى، ولا أدرى كيف هذا؟!! لأنه حزب قائم على أساس دينى وهو «حزب النور»، هذا الحزب الذي في رأيى هو الأخطر، وهو حزب يستخدم أشد سلاحين ضراوة في خداع الناس، سلاح الدين وسلاح المال، هذا الحزب مستعد جدا لملء المساحة التي كانت تحتلها جماعة الإخوان، وأكرر مستعد بماله وبسلاح الدين لاكتساح عدد كبير من كراسى البرلمان.
- أيضا مصر ما زالت محاصرة ومخترقة حتى الجذور من نفس مجموعة الفاسدين الذين عاثوا فسادا لسنوات طوال طيلة حكم مبارك وسرقوا ثروات مصر وسرقوا حق شعب مصر وأصبحوا مليارديرات، ويستطيعون بملياراتهم استغلال فقر الناس، والفقراء في مصر كثر والاستيلاء على برلمان مصر بأصوات الغلابة والفقراء.. وهكذا نصبح كأنك يا أبوزيد ماغزيت!!
■ فهل وفى ظل هذه الظروف نستطيع أن نضمن لمصر برلمانا مختلفا وجديدا؟
هل نستطيع أن نضمن مجلسا يضم أعضاء سيخافون الله في وطنهم وشعبهم الذين يمثلونه؟
- هذه ظروف في مجملها تنبئ ببرلمان لن يكون مختلفا عن كل برلمانات عهد مبارك بأعضائه من فسدة الذمم والضمائر الذين دخلوها بسلاح المال وسيطروا عليها بأغلبيتهم.. وأنه برلمان سوف يكون أعضاء حزب النور هم البديل عن جماعة الإخوان داخله، وأكرر أنهم الأخطر ولا يقلون في فكرهم الإرهابى عن فكر جماعة الإخوان في شىء.. أي أن الأغلبية المسيطرة فيه سوف تكون للصوص المال ولصوص قناع الدين!!
■ لكل ما سبق ولغيره وإذا ما كنا نضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار وتسبق أي شىء.
أقول: مصر الآن ظروفها لا تسمح بانتخابات لمجلس شعب مختلف وجديد وكما نريده.. مصر الآن تحتاج من كل مواطن وابن من أبنائها أن يكون هو نائبا عن نفسه وعن كل أفراد الشعب لحماية مصر الأم.
■ والأيام قادمة بظروف هي الأفضل لمصر وشعبها بإذن الله.. وعندها يحق لنا جميعا أن نطالب بمجلس شعب لمصر يأتى لها بنواب للشعب لم يجيئوا بسلاح مال ولا بقناع دين، بل بحب وإخلاص تام لمصر ولشعب مصر.