الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

فرخندة حسن في حوارها لـ"البوابة": سألت "مبارك" عن التوريث فقال: "مرضاش لابني العيشة دي"

أستاذة "الهانم" فى أجرأ حوار صحفى مع "البوابة"

 فرخندة حسن في حوارها
فرخندة حسن في حوارها لـ"البوابة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقسم بالله مكانش فيه توريث .. و«سوزان» طلبت منى نصيحة «جمال» بالابتعاد عن السياسة.. والولد كان حسن النية
قيادى بـ«الوطني» قال لى قبل انتخابات ٢٠١٠: «مش هنسيب ولا كرسي»
عائلة «مبارك» تعرضت للظلم و«العيال نضاف جدًا»
٣٠٪ من المسئولين فى الأزهر «متطرفين»
«السيسي» حازم وخطواته «هادئة ورزينة»
«القومى للمرأة» يخشى التعاون معى «عشان إحنا فلول»
وجه بشوش وصوت أنثوى من الدرجة الأولى، الدكتورة «فرخندة حسن» الأمين العام السابق للمجلس القومى للمرأة، عضو المكتب السياسى للحزب الوطنى، والأستاذة والمعلمة لزوجة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تتحدث عن علاقتها بنظام الرئيس الأسبق وتسعى لتبرئة نفسها تارة، وتبرئة القصر الحاكم حينها تارة أخرى، تكشف فى حوارها لـ«البوابة» عن علاقتها بالحزب الوطنى، مؤكدة أنها والكثير تم استخدامهم كبرفان من الشخصيات ذات القيمة للحزب، كما كشفت عن علاقة زوجة الرئيس الأسبق بكل من مشروع «التوريث»، وإدارة شئون البلاد، وحتى علاقتها بزوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وحقيقة الخلاف بينهما.
■ بداية.. كيف ترين وضع المرأة المصرية حاليًا؟
- أنا أعتقد أن وضعها سليم، وتسير بخطى ثابتة، فالحكم على دورها يحتاج إلي نظرة عميقة إلى أرض الواقع، وتحديد ما إذا كانت خسرت بعض الحقوق التى حصلت عليها مؤخرا أم لا؟، وعند ذلك سوف نكتشف مثلًا أن نسبة أمية الإناث تقل كل عام عن سابقه، ونسبة السيدات العاملات ترتفع، وهذا ما كنا نسعى إليه فى مصر، فحتى بالنسبة للجانب السياسى فصوتها ارتفع عن ذى قبل، حيث إن المراحل السابقة كانت تحتاج النساء إلى من يأخذ بأيديهن لكى يشاركوا فى الحياة السياسية والعامة، ولكن مؤخرا أصبحت النساء يتولين مناصب قيادية فى الأحزاب والوظائف الحكومية.
والتراجع الوحيد الذى طرأ على وضعية المرأة بعد ثورة يناير، هو إلغاء نسبة المقاعد المخصصة لهن، فالدستور الجديد رغم أنه يجبر الأحزاب على ترشيح نائبات للبرلمان، غير أنى غير متفائلة فيما يخص ذلك، فالبقاء على الكوتة كان أفضل بالنسبة للنساء.
■ البعض يتهم «القومى للمرأة» بأن دوره تراجع فى خدمة قضايا المرأة.. فما رأيك فى ذلك؟
- هذا الاتهام ظلم للمجلس القومى للمرأة، حيث إن الناس لا تعرف ما اختصاصات المجلس القومى المرأة، والتى تنحصر فى وضع سياسات لتطوير مكانة المرأة المصرية، بالإضافة إلى السعى لتأهيل النساء للمشاركة فى الحياة العامة، والتأكيد على دمج المرأة فى كل مناحي الدولة، بينما ليس له أى دور تنفيذي، ومن ناحية أخرى فما يؤخذ على المجلس فى الوقت الحالي أنه لا يهتم بتقديم برامج تأهيلية سياسية للنساء كما كنا نفعل فيما قبل.
■ هل هناك محاولات من أعضاء المجلس الحالى للتواصل معكم من أجل الاستفادة بخبراتكم؟
- لا إطلاقًا، خائفين عشان إحنا «فلول»، وليس المجلس القومى الذى يخاف من التواصل معى ومع غيرى من الذين خدموا البلد خلال نظام مبارك، ولكن قطاعا كبيرا من المضحوك عليهم يعتقدون أن الذين خدموا أيام «مبارك» أو «السادات» أصبحوا أعداء، وتناسوا كل مجهوداتنا، وأنا أعتقد أن البعض لو استعان بنا كان الوضع أصبح أفضل، فالذى يثير سخريتى أحيانًا أن البعض يخرج بأفكار وأساليب للعمل، مدعين أنها جديدة ولكنها فى الحقيقة هى أفكارنا والطريقة التى كنا نسير بها شئون الدولة، والتى ربما يصدق المواطن العادى أنها بالفعل جديدة لكن أنا وغيرى نعرف أنها خططنا وأفكارنا، إذًا لماذا لا تتم الاستعانة بنا؟
■ هل أثناء حكم «الإخوان» شعرت «فرخندة» بالخوف على المرأة المصرية؟
- أنا كنت مرعوبة، وكنت عارفة آخر الطريق الذى سنصل إليه، ومضحكوش عليا بالكام ست الموجودين تحت قبة البرلمان، ولا تعيين نائبة لـ«مرسى»، كنت متأكدة أن كله ضحك على الدقون من أجل استغلال المرأة فى الترويج لمشروعهم دوليًا، وفى النهاية يجعلونها مثل السيدات فى أفغانستان أيام «طالبان»، ثم المرحلة الأخيرة وهى المرأة من نظر «داعش».
■ كيف كانت علاقتك بجماعة «الإخوان» أو أنصار الجماعات الإسلامية خلال وجودك فى منصبك؟
- لم تكن هناك أى علاقة، ولكن أذكر فى فترة كنت أتعاون مع الدكتور «مصطفى محمود» لإعطاء دروس علمية للشباب فى متحف علمى ملحق بمسجده، وهذه الدروس كانت تتحدث عن تاريخ العلم والإسلام، ولقيت رواجا كبيرا من جانب الشباب، حتى جاءت لحظة بدأت ألاحظ تسلل بعض الشباب المتشددين والمنتمين لجماعات إسلامية للمحاضرات، وخاصة خلال فترة مرض الدكتور مصطفى، الأمر الذى جعلنى أقرر وقف الدروس نهائيًا، لأنى كنت عارفة «مش هقدر عليهم»، والمناسبة كان الكثير منهم متشعبا فى الكثير من أجهزة الدولة، وكنا نعتقد أحيانًا أنهم ناس متدينة فقط.


■ لماذا لم يحاول النظام السابق بتر جذور «الإخوان» فى بدايتها قبل أن تتكاثر بهذا الشكل المفزع؟
- «مش بتاعتى ولا كان لينا حق فى الكلام عن الحاجات ديه»، كل شخص كان له دور واختصاص يتكلم فى حدوده، والحقيقة أن أنا كنت أظن أنهم قاضيين عليها، ولا كنت أتصور أن كل هذا موجود ولا أعرف عنه شيئا.
■ من وجهة نظرك ما السبب الرئيسى فى نمو تلك الجماعات؟
- نظام «مبارك» نافس «الإخوان» فى مسألة التشدد من خلال السعى لغلق مزيد من الأمخاخ، وذلك منذ بداية غلق التليفزيون المصرى للبرامج العلمية مثل «العلم والإيمان» للدكتور مصطفى محمود، وبرنامجى عصر العلم والتكنولوجيا، وبعض البرامج الأخرى واستبدالها ببرامج دينية وبدأ ظهور شيوخ الفضائيات، الأمر الذى أدى إلى ظهور طبقة جديدة من المتشددين، الذين جرفت عقولهم وتغذت بأفكار غريبة على مجتمعنا، وكان المقصد الوحيد من هذا التجارة بعقول الناس، وهذا أمر غير مغفور للتليفزيون المصري.
■ «استخدمونا ديكور داخل الحزب» تصريح على لسانك حول دورك وبعض الأعضاء فى الحزب الوطني.. كيف كان ذلك على الرغم من كونك أحد قيادات المكتب السياسى للحزب، ومن هؤلاء؟
- أنا كنت فى المكتب السياسى «أه» وكان معى شخصيات كثيرة لها مكانة كبيرة ومن بينهم الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، وكان من أصدقائي، ولكن وضعه نفس وضعى ليس لنا دور سوى التواجد فى اللقاء السنوى والمؤتمرات، وكانت الصورة بالنسبة لى عما يدور داخل الحزب غير واضحة حتى انتخابات ٢٠١٠ التى بدأت منذ لحظتها تتفتح عيني، فأذكر أنه فى وقت الاستعداد للانتخابات قيادى فى الحزب وقف وقال «إحنا الانتخابات ديه مش هنسيب ولا كرسي»، فأنا استغربت جدًا وقلت له «وده يبقى برلمان إزاى من غير معارضة» وكنت أعتقد أنهم لن ينفذوا هذا الاقتراح، ولكن الجبروت جعلهم لا يتراجعون عن هذه الفكرة الجنونية.
■ وكيف استقبلتِ خبر اندلاع ثورة يناير؟
- أنا وقتها قلقت للغاية، وكنت عارفة أن عدم الانسياق للمطالب المبدئية سوف ينتج عنه أزمة حقيقية، خاصة أن الشارع المصرى كان فى حالة احتقان شديد، وتحدثت مع «فتحى سرور» وطالبته بإلغاء الـ١٥٠ مقعدا المطعون فيها فى البرلمان، وإجراء تعديل حكومي، واقتنع «سرور» بكلامى جدًا، ولكن الشلة التى تحدثت عنها من الواضح أنها تدخلت وبغرورها رفضت الانسياق لمطالب الشباب.
■ كيف كنتِ تتعاملين مع مشروع «التوريث»؟
- أقسم بالله مكنش فيه «توريث»، أو على الأقل هذه الفكرة لم يكن مصدرها بيت «مبارك»، ربما شلة «جمال» حاولوا إقناعه بها، وهى التى أدارت دعايتها فى الشوارع، لكن الرئيس السابق وحرمه لم تكن الفكرة ببالهما، والشلة التى منها «أحمد عز» و«زكريا عزمي» هم اللى جابولنا المصائب، وأنا سألت «مبارك» عن التوريث ورد وقال لي: «أنتى بتصدقى هو أنا أرضى له يعيش العيشة اللى أنا عايشها، أنا نفسى أمشى فى الشارع ومش عارف».


■ ولكن البعض يعتقد أن حرم الرئيس الأسبق، كانت تسعى إلى توريث الحكم لابنها.. ما رأيك؟
- لا أعتقد ذلك إطلاقًا، «سوزان» لم تكن تخفى أمرًا عليّ، وتثق فىّ ثقة عمياء، ولو كانت ترغب فى ترشيح جمال مبارك، كانت على الأقل أخبرتنى لكى أساعدها ولو على الأقل فى حشد الريفيات وهن الطبقة الأكثر قربًا للمجلس القومى للمرأة، «فأنا كنت من أكثر الناس اعتراضا على دخول «جمال» الحزب ولما قلت لحرم الرئيس رأيى طلبت منى أتكلم مع جمال مباشرة وقالت لى نصا: «ادخلى قوليله متقوليلش أنا هو بيسمع منك» خاصة أن جمال كان تلميذى وتربيتي، وكان يسمع منى أو كنت أتوقع ذلك وقتها، ولكن تأثير شلة النفاق كان أقوى».
■ من ناحية أخرى.. هل كانت تقوم «سوزان» فعليًا بدور رئيس الجمهورية كما يقول البعض؟
- سوف استشهد بعدة مواقف تدل أن «سوزان مبارك» لم يكن لها علاقة بإدارة شئون الدولة، كنا فى المجلس نسعى لإصدار قانون «المواريث» وطلبت منها أن تتصل بوزير العدل لكى يسرع فى إصداره، فرفضت وقالت لى: «لا مش عشان أنا رئيس المجلس وزوجة الرئيس فى نفس الوقت» هكلم الوزير وأمره، خلينا نمشى فى الإجراءات الطبيعية»، «سوزان» كان أولى لها أن تعطى المجلس امتيازات خاصة إذا كانت هى التى تحكم بالفعل، ولكن من ناحية أخرى فكانت فى بعض الأحيان تقترح بعض الأسماء للوزارات، فالكل كان يقترح، والحقيقة أن جميع اقتراحاتها من أصحاب الكفاءة، فمنهم السفيرة «ميرفت التلاوي» والتى لها خبرة واسعة فى مجال العلاقات الدولية، لكن غير ذلك لم تكن تتدخل سوزان، أنا فى قولى هذا سوف أحاسب عليه أمام الله.
■ إذن لماذا يحملها الكثير مسئولية الفساد الذى وقع فى مصر خلال السنوات الأخيرة؟
- مش لوحدها اللى اتهموها بالسبب فى سقوط الرئيس، هم قالوا المثل على «جيهان السادات» بعد استشهاد الرئيس «السادات»، المجتمع لا يجد جهة يحملها المسئولية أضعف من زوجات الرؤساء، ولكن أنا أعرفها منذ أنا كانت طالبة عندى فى الجامعة، وهى شديدة النقاء والذكاء وتنأى بنفسها عن أى شبهات.


■ إذن من كان يتحكم فى إدارة هذه اللعبة بالفعل؟
- اكتشفت أننى لم أكن أعرف، وما أندم عليه حقًا أنى كنت فاكرة أنهم يستمعون إلى آرائى، وكنت أبرر عدم تنفيذها بأنهم أدرى وهذا ما أندم عليه كثيرًا «كان لازم أنا أدرى»، وأنا كنت وقتها متأكدة أنه الرئيس «مبارك» والحكومة والبرلمان، ولكن فى الأوقات الأخيرة عرفت أن مصر يحكمها «شبح»، وهذا الشبح بعد التمعن وربط بعض الأحداث ببعضها اكتشفت أنها شلة من خمسة أفراد أحاطت بعائلة الرئيس الأسبق وغيرت مسار حياتهم.
■ من هذا المنطلق تعتقدين أن ابتعاد السيدة «انتصار السيسى» عن النشاط العام أفضل لها؟
- بالطبع لا.. فحرم الرئيس لابد أن يكون لها دور فى التنمية، أنا بعد موت الرئيس «السادات» وزاد الكلام عن السيدة «جيهان» كنت زعلانة جدًا، خاصة وهى قريبة كثيرًا لقلبي، وكنت أعرف أنها مظلومة فى كل ما قيل عنها، وقتها كنت نائبة فى مجلس الشعب، فتقدمت باقتراح أن حرم الرئيس يكون لها اختصاصات وظيفية، ولكن غير حكومية، وهذا أمر متعارف عليه منذ بدء الدولة الإسلامية، ولكن لابد من تقنين تلك الاختصاصات وتحديدها لكى لا تتهم بتدخلها فى إدارة شئون الحكم.
■ لديك علاقات وطيدة بكل من السيدة «جيهان السادات» والسيدة «سوزان مبارك»، فما حقيقة الخلاف الذى يتحدث البعض عنه بينهما.. وخاصة أن الأخيرة تتهم بمحاولة تهميش الأولى؟
- ده كلام فاضي، عندما تم افتتاح متحف «السادات» فى مكتبة الإسكندرية، أصرت حرم «مبارك» أن تقوم «جيهان السادات» بقص الشريط، والأخيرة كانت متحرجة جدًا من الأمر فقالت لها «سوزان»: «أنتى زوجة البطل».


■ ولكن.. السيدة «جيهان» بنفسها فى أكثر من مقابلة تليفزيونية تحدثت عن هذا الأمر؟
- ربما توقعت ذلك لأنى ذات مرة سمعت أحد الشخصيات المسئولة يشكو من تحدث «جيهان السادات» فى السياسات المصرية خلال المحاضرات التى تلقيها فى أمريكا، وتم لفت نظرها بخصوص عدم التحدث فى السياسة بالخارج، ولكن أقسم بالله لم يكن لـ«سوزان» يد فى هذا الأمر.
■ هل تدخلت حرم الرئيس الأسبق من أجل وقف برنامج «العلم والإيمان»؟
- لا لم تكن «سوزان» وراء هذا القرار، ولكن كان رجلًا من رجال الدولة الكبار والمسئولين عن الإعلام، هو الذى أوقف برنامج الدكتور مصطفى محمود، وهذا الرجل كان دائمًا يصدر اسم «سوزان هانم» فى القرارات التى يتخذها لكى لا يناقشه فيها أحد، والحقيقة هى لم تكن تمانع فى متاجرته باسمها، لأنه كان من أصحاب الكفاءات.
■ هل مازلت على تواصل معها؟
- نعم، نتحدث كل فترة وأطمئن عليها وعلى سيادة الرئيس، وكانت نفسيتها تحسنت كثيرًا بعد خروج ولديها من السجن.
■ من وجهة نظرك هل تعرضت عائلة «مبارك» لظلم؟
- هذه العائلة تعرضت لظلم كبير جدًا، و«العيال» نضاف جدًا، حتى أنى لا أعرف ما علاقتهم بقتل المتظاهرين، دول «أولاد متربيين»، والمسئولية كلها يتحملها المجموعة المحيطة بالولد الصغير، وهو من نظافته لم يكن يتصور أن هذه الشلة تلعب عليه من أجل مصالحهم الخاصة، وبالمناسبة جمال كان ولدًا محبوبًا جدًا والشباب كانوا يعشقونه، وأنا كنت شايفة يمسك المجلس القومى للشباب ويتخلص من الحاشية التى حوله، وقتها الشباب المعارض هو من كان سيطالب بجمال رئيسًا، ولكن تلك الحاشية كانت تخطط لنفسها وليس له.


■ ما رأيك فى أداء الرئيس «السيسى»؟
- هذا الرجل يحاول أن يأخذ دروسًا مستفادة من الماضي، ومعجبة بشدة بالحزم الذى يقوم به على استحياء، وهو يتخذ خطواته بهدوء ورزانة، ويحاول بكل الطرق الحافظ على أمن الناس وخاصة أهالى سيناء.
■ حدثينى عن علاقتك بـ «مبارك»؟
- الكلام ده أمام الله، وسوف أحاسب عليه، «الراجل مكانش وحش بس لما كبر الدنيا معرفش يظبطها زى الأول»، «مبارك» كان يسمع لكل الآراء، وكان يبغض الشللية فى الحكم، بالعكس كان عندما «يوسوس» البعض فى أذنه ضد بعض الأشخاص، فكان يواجه الجميع ببعض، ولا يميل لكفة أحد عن أحد، كما أنى عندما كنت أحاول نصيحته بشيء فكان يصغي إلىّ باهتمام كبير، حتى فى مرة كنت أقول له فى ندوة عامة «أنا عاوزة أعاتبك يا ريس» فحاول البعض مقاطعتى لكن «مبارك» تدخل قائلًا: «اسكت.. اسكت أنا عاوزها تعاتبني» وسمعنى وكنت ألومه على إلقاء مخلفات الصرف الصحى فى البحر فقال لى: «يا ريتنى سمعت كلامك»، ولكن من كانوا يحاولون إمساك المقاليد بأيديهم و«التطبيل» كما تطلقون عليهم، كانوا يحاولوا منعى وهو كان يرفض تدخلهم، فيما بعد مرض وكبر سن الرئيس غيبه بعض الشيء عن المتابعة.
■ تابعنا جميعًا فى الفترة الأخيرة دعوات الرئيس «السيسى» بتجديد الخطاب الديني.. ما رأيك فى ذلك باعتبارك أستاذة جامعية؟
- أنا أعتقد أن مسألة تجديد «الخطاب الديني» تحتاج لظهور أهل علم فى الإعلام لديهم ثقافة حول تاريخ الإسلام والعلم، لكى يثبتوا أن الإسلام لا يدعو بأى شكل من الأشكال للجهل الذي يصدره «داعش» وغيره، وأنا عرضت الأمر على الدكتور «عبد الله النجار»، عميد كلية الدراسات العليا فى جامعة الأزهر، من أجل وضع خطة يتم من خلالها ترتيب هذا الأمر وهو رحب بهذا.
■ ما رأيك فى دور «الأزهر» فى تطوير الخطاب الديني؟
- أنا أعرف الدكتور «أحمد الطيب» جيدًا، كما تحدثت سلفًا، وهو شخص شديد الاعتدال، وشخصيته قريبة لأبعد الحدود لشخصية «السيسى»، لذا أتوقع أنه سوف يقوم بدوره المطلوب فى تنقية مواد التراث التى تحمل كثيرًا من التطرف، ولكن من ناحية أخرى هو عنده أزمة كبيرة فى تطهير الأزهر من بعض المسئولين المتشددين فكريًا، خاصة أن قرابة ٣٠٪ من المسئولين فى الأزهر لهم ميول متطرفة فلابد من التخلص منهم، كما أنى أنتقد كثيرًا من يتهمون مؤسسة «الأزهر» فى التدخل فى الحياة السياسية، لأنه بالفعل له دور رقابى كبير فى منع المساس بالعقيدة والشريعة، بالإضافة إلى دوره فى نشر الفكر المتفتح.
■ هل تعتقدين أن البرلمان القادم سوف يحوى بعض رموز نظام مبارك؟
- العديد من البرلمانيين المحسوبين على نظام الرئيس الأسبق، سوف يترشحون فى البرلمان المقبل، لأن الكثير منهم تحتاجهم مصر فى الوقت الحالي، نظرًا لأنهم أهل ثقة، وبالنسبة لى لن أرشح نفسي، ولن أقبل أى وظيفة حكومية، ولكنى لن أتراجع لحظة فى تقديم خدماتى لبلدى حتي لو كنت خارج المناصب القيادية.