الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحـــرب على ثـــورة يوليــو «١»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فجأة ودون سابق إنذار ومع الاحتفال هذا العام بذكرى ثورة ٢٣ يوليو اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى وبعض الصحف بنيران بركانية ضد عبد الناصر والضباط الأحرار، وتمجيدا فى الملكية تارة وفى محمد نجيب تارة أخرى، ولأننا بلا ذاكرة أو هى ذاكرة مثقوبة، فقد عمد هؤلاء الذين قادوا هذه الحملة إلى كثير من الأكاذيب والافتراءات، وللحق فإننى أشتم رائحة نتنة وراء هذا الهجوم الذى يهدف للنيل من جيش مصر العظيم ويقوده بعض الخونة والعملاء وأصحاب الاتجاهات المعروفة، ويتبعهم بجهل بعض الذين لم يقرأوا ولم يعرفوا شيئا عن التاريخ، ولكنهم انبهروا بأكاذيب وعناوين براقة مثل اقتصاد مصر القوى فى عهد الملك وكسوة الكعبة التى كانت تخرج من مصر وقيمة الجنيه المصرى، واقتراض الحكومة البريطانية من مصر، فى حين لم يذكر هؤلاء شيئا عن الحفاة من المصريين، فقد كان معظم أفراد هذا الشعب الطيب يسير حافيا حتى قامت مظاهرة فى عهد فاروق سميت بمظاهرة الحفاة، ونسوا أيضا أن ٥ ٪ فقط من الباشاوات والإقطاعيين كانوا يملكون أراضى مصر وثروتها بينما ٩٥ ٪ يعملون عبيدا بالسخرة عند هؤلاء، ولم يكن التعليم متاحا إلا لأبناء الأغنياء، فالذين هاجموا ثورة يوليو هذا العام لم يكن لهم أن يلتحقوا بالجامعة إلا بفضل عبدالناصر وثورته، أقول هذا وأنا لست ناصريا، ولكن الأمانة والحيادية تحتم علينا أن نذكر الحقيقة كاملة، نعم قامت ثورة يوليو فى ظل فساد أدى إلى هزيمتنا فى ٤٨، وفى ظل احتلال انجليزى دام لأكثر من سبعين عاما، وفى ظل سلسلة من الاغتيالات السياسية بدأت بأحمد ماهر رئيس وزراء مصر وانتهت بسليم زكى والنقراشى وحسن البنا مرورا بعشرات من السياسيين، قامت الثورة أيضا فى ظل حكومات ضعيفة تتغير بين ليلة وضحاها، وفى ظل حريق التهم القاهرة وألقاب تشترى من حاشية الملك، ومن خلال بيان الثورة الأول يمكننا أن نستشف الحالة التى كانت عليها مصر (بنو وطنى، اجتازت مصر فترة عصيبة من الفساد والرشوة وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين..إلخ) هكذا كانت الحياة فى مصر تنذر بثورة بدأها الجيش وأيدها الشعب ولم يكن فى خلد هؤلاء الضباط الاستمرار فى الحكم، ولكن الظروف التى أحاطت بهم هى التى حتمت عليهم ذلك، فبعد رحيل الملك وانتقال الحكم إلى ابنه أحمد فؤاد فى وجود مجلس للوصاية أراد الضباط الأحرار أن يكونوا عند حسن ظن الغالبية العظمى من أبناء الشعب الذين أيدوا الثورة، فبدأوا بقانون الإصلاح الزراعى مما سبب صداما بينهم وبين مجلس الوصاية على العرش، فأدى ذلك إلى ضرورة تحويل البلاد إلى جمهورية فى ٥٣، وتولى نجيب الرئاسة، ووعد مجلس قيادة الثورة بإنجاز الدستور وعمل انتخابات برلمانية وبعدها سيعود الجيش إلى الثكنات، وهنا بدأ الخوف يتسرب إلى البعض من عودة الحال إلى ما كان عليه قبل الثورة، فالفلول ـ هكذا أطلقوا على رجال المرحلة الملكية ـ سيعودون للحكم مرة أخرى وخشى البسطاء الذين استفادوا من الإصلاح الزراعى وتملكوا أرضا أن يعود النظام القديم ليسلب منهم ما أخذوه، فعمت المظاهرات الشعبية فى كل مكان تطالب الجيش بالبقاء، وكانت جماعة الإخوان المسلمين رافضة لعودة الجيش إلى الثكنات وحركت المظاهرات لتأييد عبد الناصر بعدما اتفق معهم على أن يشكل وزارة بها خمسة من أعضاء الجماعة وكاد الموقف أن يتحول إلى حرب أهلية، حيث المسيرات والمظاهرات والإضرابات التى تطالب الجيش بالاستمرار وحيث القوى الرجعية التى تطالب مجلس قيادة الثورة بتسليم الحكم إلى السياسيين القدماء.. وللحديث بقية.