الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"مجاهد" في حواره لـ"البوابة": "النبوي" شايف الثقافة "حلة محشي"

أحمد مجاهد رئيس هيئة
أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب مع محرر "البوابة" زياد إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«عبدالواحد» بلا رؤية ولا يعرف أي شىء عن المثقفين و«هيدفع التمن قريب»
يدير الوزارة بعشوائية.. ويستبدل الأقل كفاءة بالقيادات.. وتعنته معى بدأ من أول يوم.. وشكره إيناس عبدالدايم «تمويه»
مَن هاجمونى أحدهم عاقبته النيابة والثانى خالته «أم أحمد» زوجة «مرسي»
أكثر من 100 شخص يصلح لتولى وزارة الثقافة ليس بينهم «النبوى».. وأستبعد اعتصام المثقفين مجددًا
حققت أكبر إيرادات لمعرض الكتاب في تاريخ الهيئة.. والجهات الرقابية بريئة من إقالتى: «النبوى وحده صاحب القرار»

اتهم مثقفون الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة، بالتعجيل بإنهاء ندب الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، قبيل اجتماع المثقفين مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والعمل على تفريغ الوزارة من قياداتها.
«البوابة» التقت الدكتور أحمد مجاهد، في أول حوار صحفى بعد إنهاء ندبه، للحديث عن كواليس القرار، وأسبابه، بجانب أسرار خلافاته مع الوزير، وطريقة إدارته للوزارة.
■ بداية.. كيف تفسّر إصرار وزير الثقافة على إنهاء ندبك؟
- ليس إصرارا، لكنه قرار «مسبق» اتخذه «النبوى» من أول يوم له في الوزارة، لكنه كان ينتظر سببا ولم يجده.. في أول يوم له داخل الوزارة طلب منى ضم بوابة «الهيئة العامة للكتاب» إلى بوابة «دار الكتب»، وأن يدخل الموظفون من الباب الفرعى للهيئة، على أمل أن أرفض، وأصر على أن يتم هذا في مدة أقصاها ٥ أيام، لكن تدخل بعض الأشخاص بيننا، وأوضحوا له أن طلبه غير قابل للتنفيذ، النبوى ليس «بقوة قلب» الوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز، انتظر حتى آخر يوم لى، وكنت أعلم أنه لن يجدد لى، لكن لقاء المثقفين مع رئيس الوزراء جعله يستعجل القرار فأنهى ندبى قبل اللقاء، وهذا أمر غير قانونى ويحق لى أن أعود عبر حكم قضائى.
■ ما تفسيرك لتقديم «النبوى» الشكر إلى الدكتورة إيناس عبدالدايم، رغم أن «عبدالعزيز» أنهى ندبكما معا في وقت سابق؟
- شكر «النبوى» للدكتورة إيناس مجرد «تمويه»، وهى نفسها تعلم ذلك، وتعلم أيضًا أن الوزير يتمنى إنهاء رئاستها للأوبرا اليوم قبل غد.. ما حدث أن الضغوط زادت على «النبوى»، فقرر فجأة أن يحضر حفل الأوبرا الأخير ويشكر «إيناس» لتهدئة الوضع العام من حوله، لكن الأكيد أن «النبوى» يعمل ضد الثقافة بشكل عام.
■ لكنك أجريت تغييرات داخل «الهيئة العامة» وأقلت عددا من قاداتها.. فلماذا تنكر هذا الحق على الوزير؟
- أنا عمرى ما أقلت أي شخص داخل الهيئة، لأنى لا أملك هذا الحق، فنحن نعين بلجنة قيادات، ونقيل بنفس اللجنة، وبالمناسبة كل الناس موجودة داخل الهيئة، ولا يمكن إنكار هذا الحق للوزير، وأنا لا أجرى هذا الحوار للعودة إلى منصبى، فأنا لا أسعى لهذا، ولا أطمح إليه الآن.
■ قلت فيما سبق إن وزير الثقافة صديقك، فلماذا تقول الآن إنه «إخوانى»؟
- لم أقل إنه صديقى، لكن أفصحت أن علاقتى به طيبة، ولم أتهم الوزير بأنه «إخوانى»، لكنى أوضحت أن هناك العديد من المقالات التي كتبت عنه تتهمه بذلك، وتكشف انتماءه إلى عائلة إخوانية، وكان من ضمن هذه المقالات مقال «هل وزير الثقافة إخوانى؟»، للكاتب حمدى رزق، الذي تساءل فيه عن هوية وزير الثقافة وطلب وقتها من رئيس الوزراء ردا، كما أن جريدة «البوابة» نشرت تقريرا أمنيا حول «النبوى»، بأنه وزير إخوانى، فهذا ليس كلامى، ولكن دعنا في الكلام المهم، وهو أن ما يعنينى من وزير الثقافة هو الأداء العام، «النبوى» أقال مؤخرًا العديد من القيادات منهم أنور مغيث من المركز القومى للترجمة، وعاصم نجاتى من المسرح، ومحمد عفيفى من المجلس، دون إبداء أي أسباب، وجاء ببدائل دون توضيح أيضًا، وجميعهم أصدقائى، لكن القيادات التي رحلت أفضل كثيرًا من الجدد.
■ هل تعتقد أن التاريخ سوف يعيد نفسه، ويدفع النبوى ثمنا لهذه التغيرات؟
- «النبوى» سيدفع الثمن، ليس بسبب التغييرات الأخيرة، لكن بسبب التصرفات والعشوائية التي يدير بها الوزارة، والمثقفون لن يسمحوا بمثل هذه «العشوائية».
■ ألم تلمس أي رؤية خلال تعاملك مع «النبوى» منذ أن تولى الوزارة لتطوير الحالة الثقافية؟
- أبدًا.. ولم يحدث إطلاقًا أن تحدث معنا عن السياسة الثقافية أو الحالة الثقافية، ما عدا جملة وحيدة سمعتها منه خلال الاجتماع مع القيادات لمناقشة الباب السادس، قال لنا نصًا: «الثقافة مش حلة محشى، نسويها وناكلها على طول، دى بتحتاج وقت على ما نقدر نغرف منها، وتبان نتايجها»، فهو رجل لا يمتلك أي إمكانيات، ليكون في مثل هذا المنصب الرفيع، ولا يمتلك الطموح وليس له خبرة في الواقع الثقافى، ولا يعرف أي شىء عن مشكلات المثقفين في مصر، ومن الأصل فهو لا يعرف المثقفين.
■ وعدت عددًا من أنصارك بالعودة مرة أخرى إلى الهيئة العامة للكتاب؟
- ليس لدىّ أنصار، المهاجمون معترضون على مشروعى في الوزارة، والمدافعون يؤيدون مشروعى في الهيئة العامة للكتاب، وأنا الآن في جامعتى، وراضٍ تمامًا عما قدمته في الهيئة في أثناء رئاستى، والمشاعر التي لاقيتها من الناس جميعا، مؤيدين ومختلفين معى، تجعلنى أسعد إنسان في الدنيا، فلا يمكن أن تستقبل هذا الكم من التقدير والحب إلا بالسعادة والرضى.
■ ولكن هذا الكلام تردد من رجال الأمن في الهيئة؟
- هذا كلام حقيقى، فقد أبلغت رجال الأمن بأننى عائد مرة أخرى إلى الهيئة، وهذا الكلام تكرر فيما سبق، في أثناء تولى علاء عبدالعزيز الوزارة، حينها لم يكن عندى أمل في الرجوع، وأنا الآن ليس عندى أمل في الرجوع أيضًا، ولا أعلم لماذا قلت لهم هذا، ولكنه كان على سبيل بث الأمل في نفوس المحبين.
■ إذا كان العاملون في الهيئة يحبونك، فلماذا انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعى توضح كره العالمين بالهيئة العامة للكتاب لك؟ فمنهم من قدم الشكر إلى وزير الثقافة، ومنهم من قام بكسر «قُلة»؟
- هذا كلام غير حقيقى، والصور التي انتشرت تخص «خمسة ستة»، منهم من حصل على جزاء من النيابة، وآخر خالته هي أم أحمد زوجة محمد مرسي، وللعلم الهيئة العامة للكتاب هي أكبر معقل من معاقل الإخوان، وأمتلك الدليل على ذلك، لأنه حين طرد علاء عبدالعزيز من مكتبه في شارع شجر الدر بالزمالك لم يجد مكانا يحتمى به غير مكتبى بالهيئة حينها، فالإخوان موجودون في الهيئة، وخلايا نشطة تعرقل وتصنع الكمائن وتتصيد للغير، والسيطرة عليهم تحتاج إلى قدر كبير من العقل والحكمة، وأنصح من يأتى بعدى في رئاسة الهيئة أن يكون حكيمًا في التعامل معهم، لأنهم لا يفصحون عن هويتهم، فهم فخاخ داخل الهيئة العامة للكتاب.
■ إذا تقدم النبوى باستقالته، وجاء شخص آخر محله، فهل تظن أنه سوف يأتى بك مرة أخرى لرئاسة الهيئة؟
- لا يشغلنى هذا الأمر نهائيًا، والمشكلة أن كل القيادات التي رحلت أفضل من الموجودة الآن، فالمشكلة الحقيقة هي مستقبل الثقافة التي نقدمها إلى ٩٠ مليون مواطن، فالوزارة تعمل دون خطة أو رؤية واضحة، وحين كنت رئيسًا للهيئة كنت مجرد ترس في ماكينة كبيرة، فأنا لست سوى فرد واحد يخدم الثقافة مستقبلها في مصر في مرحلة حرجة.
■ كنت تمثل أحد مراكز القوى داخل الوزارة، وترشحت لها أكثر من مرة، فهل تعتقد أن إنهاء ندبك من قِبل النبوى كان بسبب إزاحة منافس على منصب الوزير الذي طمع فيه الكثير في الفترة الماضية؟
- لست مركز قوى داخل الوزارة، ولم أنشغل يومًا بالمنصب، فأنا رئيس هيئة ناجح أفضل بمليون مرة من وزير فاشل.
■ أنت متهم بإرساء مبدأ «الشللية» والمصالح داخل الهيئة العامة للكتاب، وهم من يدافعون عنك الآن، بعد تعيينك لهم كرؤساء تحرير للسلاسل الثقافية التي تصدرها الهيئة؟
- هذا كلام غير صحيح.. وأرفض هذا الكلام فليس لدىّ شلة، فأفضل مجلة ثقافية تصدر في الوطن العربى هي مجلة «عالم الكتاب»، ويرأس تحريرها محمد شعير، وهو لا يدافع عنى، ولم يكتب عنى مقالا واحدا بمدح أو ذم، وكذلك الأديب الكبير محمد المنسى قنديل، رئيس تحرير مجلة «إبداع»، ويعاونه طارق إمام لم يدافعا عنى، وكذلك محمد بدوى رئيس تحرير مجلة «فصول» ولم يدافع عنى، أصدرت الأعمال الكاملة واحتفلت بسبعينية جمال الغيطانى ولم يدافع عنى أيضًا، هذا كلام غير صحيح وأرفضه شكلا ومضمونًا، ولو قدر لى العودة مرة أخرى سوف أعمل معهم مرة أخرى، لأنهم كفاءات.
■ تؤكد مصادر عديدة أن إنهاء ندبك جاء بقرار من جهات عليا، فهل يستطيع النبوى أن يتخذ هذا القرار بمفرده؟
- هذا ادعاء باطل، فأنا أعمل موظفا في الدولة، وتقدم في التقارير بشكل دوري لكل الجهات الرقابية، ولو كانت هناك شبهة لكان رفض التجديد لى، في السنوات العديدة التي شغلتها بوزارة الثقافة، وهذا القرار لا يمكن أن يصدر إلا من قبل النبوى بمفرده.
■ ما أهم إنجازاتك في الهيئة العامة للكتاب؟
- أعدت معرض القاهرة الدولى للكتاب بعد توقفه في ٢٠١١، واخترعت معرض فيصل في أرض الهيئة التي أطلق عليها «أرض الثعابين»، أدخلت إلى هيئة الكتاب أول ماكينة فرخ ٤ لون، وحصلت على حقوق نشر لكُتاب كبار مثل ثروت عكاشة وصلاح جاهين وفؤاد حداد ومحمد البساطى ويوسف القعيد وعبدالرحمن الأبنودى وفتحى غانم وصلاح عبدالصبور، وهذا أفضل إنجاز حققته في الهيئة، كما أقمت قاعة صلاح عبدالصبور، وأفضل معرض للكتاب في تاريخ الهيئة من حيث الإيرادات التي بلغت ٣٥ مليون جنيه، فضلا عن مشروع الـ٣٠٠ نسخة للشباب، وافتتحت أكبر فرع للمركز الدولى للكتاب على مستوى عالمى، إضافة إلى أن مصر كانت ضيف شرف في كل عام بأى معرض كتاب دولى، وكان آخرها معرض براغ، وكذلك توقيع بروتوكول تعاون بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مع دولة إثيوبيا، مفاده أن تحصل كل دولة على جناح مجانى بمعرض الدولة الأخرى، وهذا يعد نجاحا سياسيا.
■ إذن لماذا رفض النبوى سفرك إلى معرض إثيوبيا؟
- قلق الوزير من سفرى إلى إثيوبيا كان واضحا، فقد كان ذلك سيعد إنجازا في مد جسور العلاقات مع أفريقيا، وبخاصة إثيوبيا التي نحتاج إلى ذلك معها بسبب سد النهضة، ولكن الوزير فضَّل ألا يحسب هذا الإنجاز لى، فرفض سفرى، وحين كتبت الصحافة عن ذلك، اتصل الوزير بى وطلب منى السفر بشرط أن أتوجه معه أولا إلى المنوفية، لافتتاح معرض الكتاب المفتوح، ثم أتوجه إلى المطار، وهو أمر غير منطقى ومتعنت ولا يراعى مصلحة الدولة، وهذا التعنت يعنى شيئين، الأول أنه غير مدرك للمصلحة الدولية وهذا شىء وارد، أو أنه مدرك ولا يريد لى هذا الانتصار، حتى لا يكون دعما لى أمام الناس، لأنه ينوى إنهاء ندبى من أول يوم له.
■ ما رأيك في لقاء المثقفين مع محلب؟
- الجميع في حالة قلق على حال الثقافة في مصر، وأنا أؤيد ما جاء في بيانهم الذي أصدروه قبل مقابلة رئيس الوزراء، عن أن اللقاء لا علاقة له بأحمد مجاهد.
■ مَن في رأيك يصلح لأن يكون وزيرًا للثقافة؟
- مصر فيها على الأقل أكثر من ١٠٠ شخص يصلحون لتولى منصب وزير الثقافة، ولكن ليس من بينهم عبدالواحد النبوى.
■ ولماذا هذه الحيرة في اختيار وزير الثقافة؟
- لأنها وزارة إشكالية، فالمثقف يجب أن يكون عنده الوعى النقدى، وأن يكون فكره قائما على الاختلاف وليس الاتفاق، وبالتالى لا يمكن أن يحدث إجماع على أي وزير للثقافة، وهنا تأتى «المواءمة»، بمعنى اختيار الوزير الذي يكون عليه القدر الأقل من الاختلافات بين المثقفين.
■ هل تعتقد أن يلجأ المثقفون إلى اعتصام جديد بوزارة الثقافة؟
- مصلحة مصر هي التي تهمنا في المقام الأول، واعتصام وزارة الثقافة الماضى كان ضد نظام سياسي نرفضه جملة وتفصيلا، فكان الاعتصام، ولذلك اليوم لا يمكن الاعتصام ضد وزير، بل نلجأ إلى نظام سياسي جديد اخترناه بإرادة كاملة في انتخابات شرعية ضد وزير نرفضه.
■ أخيرا.. مَن تتوقع أن يتولى الهيئة العامة للكتاب خلفًا لك؟
- الأقرب هو جمال التلاوى، وللعلم أقول إن إسناد الهيئة العامة للكتاب حتى الآن إلى حلمى النمنم هدفه امتصاص الغضب الموجود بين المثقفين الآن، وأما هيثم الحاج على فأعتقد أنه بعيد عن المنصب.