الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"شَوْمَنَة الأزهر".. هل عباس شومان "سوبرمان"؟

عباس شومان
عباس شومان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سر وكيل المشيخة.. ليس خلية نائمة ويدير تنظيم «تقبيل يد الطيب»

يزايد وكيل «الأزهر» على الجميع، لا يزال يحاول أن ينفى صفة «الإخوانى» عن نفسه فيصطدم بمصائب جديدة من أعماله تلاحقه، وتسلَّط عليه.
من يقف وراء عباس شومان إذن؟
لا أحد يعرف، لا تزال دعوى قضائية تنظر أمام القضاء الإداري، تتهم «وكيل الأزهر» بأنه ينتمى لجماعة إرهابية، وتصفه بـ«رجل الإخوان فى مشيخة الأزهر»، على خلفية خطبة عام 2012 قال خلالها: «مرسى أحد أولياء الله الصالحين، ويجب اتباعه، ويحق له عزل من يريد، والجلوس على منصة القضاء إن شاء».
ويحتوى نصّ الدعوى التى تقدم بها المحامى سمير صبرى على وصف أقرب للدقة والصحة لما يتورّط فيه عباس شومان: «اختار الطريق السهل.. طريق نفاق الحاكم بدلًا من انتقاده فى أشدّ أخطائه، وهو تهديد المصريين».
هل نقترب من عباس شومان أكثر؟
هل هو «قيادى تنظيمي» بجماعة «الإخوان»؟ 
سألت المقرَّبين منه، والطوّافين حول كعبته السرية فى مكتب شيخ «الأزهر».. فكان الرد حاضرًا: لا.. أبدًا.. إنه مجرد «خلية نائمة» انتظرت دورها محمَّلة بإيمان وعقيدة ثابتة بما تروج له الجماعة الإرهابية.. ثم إنه يدير «الأزهر» الآن فى ظلّ «عزلة» الإمام أحمد الطيب.
روايات متناثرة حول عمامة عباس شومان إذا استسلمت لها، ستقول إنه الرجل الأول والأخطر فى «الأزهر»، فلا يدخل اسمه حوارًا إلا ويصبغ اسمه بالعمالة لجماعات متطرِّفة.
انطلاقًا من سوء سمعته، يحتفظ «شومان» لنفسه بمهارة فى الالتفاف حول الحقيقة؛ إذ أنّ وجوده داخل «المشيخة» مرهون بأكاذيب وحملة تدليس واسعة بدأت من تعيينه عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بعد حصوله على «الأستاذية» بـ٩ أيام، ثم توليه منصب «وكيل الأزهر» بعد ٢٠ يومًا فقط بمباركة كاملة وتامة من «مكتب الإرشاد».
حين اصطدم بمعلومات، وإشارات، تؤكد أنه «خلية نائمة» تدير شباب «الإخوان»، وتموّل مظاهرات الجماعة فى «مشيخة الأزهر».. سلك الطريق السهل، وكما فعل كل المتبرِّئين من محمد مرسى بعدما مسحوا بلاطه، قال فى تصريح على قناة «سى بى سي»: «الإخوان لا علاقة لهم بالإسلام».
يمكن أن تمدّ خط ومسيرة وصول «شومان» إلى آخرههما.. قال فى عهد «مرسي» إنه «أحد أولياء الله الصالحين ويجب اتباعه»، أمّا حين سقط فكان له رأى آخر وضع فى خانة وجهة النظر، مؤكدًا أن «الإخوان لا علاقة لها بالإسلام».
يدير «شومان» علاقة أكثر مرونة مع «الأزهر».. تحوّلاته وتقلباته تشير إلى «عمامة» تريد خلافة وملكًا عضوضًا داخل المشيخة.
هل تريد الدقة؟
يؤسس الرجل لمفهوم جديد داخل «المشيخة»، وهو «شَوْمَنَة الأزهر»؛ إذ أنّ كل محاولات وضعه فى خانة «الإخوان» تثبت أنه لا يعمل لصالح جماعة أو فريق بعينه، إنما يبحث عن مصلحة عباس شومان وحده..
إذا جاز له أن ينزل بالجماعة إلى أسفل سافلين لكى يكسب رضا الدولة فعل، وحين دخل «مرسي» القصر دعا الناس إلى الإيمان به، وليس فقط مبايعته لـ«كرسى الرئاسة».
يحتفظ «شومان» لنفسه بصفة من صفات القداسة، لا يزال يحاول اقتناص دور شيخ «الأزهر» وإن لم يسرق عمامته، أو كرسيه، فقد اختار «الطيب» العزلة والانعزال قربانًا لله عن إدارة المشيخة.
لأيام خلت، انفرد «وكيل الأزهر» بكل الأوامر والقرارات، وما يدور داخل أروقة الجامع والجامعة والرعية، فأعطى لنفسه كل المنح والمناصب التى تقرّبه من دوائر «صنع القرار».
جهة سيادية طالبت «الطيب» ببحث أزمة «التعليم الأزهرى»، لم تكن تدرى أن أى ورقة قبل أن تدخل مكتب «الإمام الأكبر» تمرّ على «شومان» وخاتمه.
ما يريد له أن يحدث يدفع به إلى طريقه الرسمى من توقيع وأختام، عبر سكرتير «الطيب» الشخصي، تكليف «شومان» بقيادة حملة «إصلاح التعليم الأزهري» جاء محمَّلًا برغبة «عباس» فى أن يعود إلى المشهد.. هل اطلع «الطيب» على القرار؟
أغلب الظن لا.
سر عباس شومان مرهون بقدرته على تحقيق مكاسب أكبر كلما ابتعد عن الصورة عاد بها مرة أخرى، ويمكن أن تكشفه من خلال ٣ وقائع.
■ حين تراجع «وكيل الأزهر» عن وقوفه فى صفوف «الإخوان» بالروح والدم والموقف والقرآن، فقد جعل كلام الله المنزّه عن الكراسى رشوة لجماعة وصلت إلى الحكم مؤخرًا.. لكى تعتمد عليه، وباعها فور سقوطها.
■ مخالفة جرت وقائعها داخل جامعة الأزهر فى سوهاج، حيث عيّن ٧ من أقاربه فى مناصب حسّاسة دون حرج، وكلهم تنتهى أسماؤهم بـ«شومان».. لماذا لا يعبر الرجل عن نفسه بوضوح؟ هو يريد أن يكون تنظيمًا مستقلًا بذاته داخل «المشيخة».. له رجاله، وأدعياؤه، ومريدوه.. مثل «الإخوان» تماما.
■ «شومان» لا يتوقف عن التبرع بتقديم خدماته لشيخ «الأزهر»، يمس وترًا نفسيا حساسا لديه، يحاول أن يمسك خيوط اللعبة بين يديه بالسيطرة على قرار «الطيب» ودماغه. ما لى أتحدث، والرجل يتحدث عن نفسه، يقول مدافعًا عن تقبيل يد شيخ «الأزهر»: «علماء الأزهر يشعرون بالفخر وهم يقبلون يد الإمام الأكبر على الملأ، فى وجود علية القوم، ليعلم الجميع كيف يقدر العلماء القيمة والقامة، منوها إلى أن البعض يرى أن هذا المسلك لا يناسب زماننا، فلم يُطلب منهم فعل ذلك، ولو فعلوه لن يُقبل منهم، لأن أيدى العلماء لا يقبلها إلا من يعرف قدرها».
هل بقى من «عباس شومان» شيئًا؟
لا.. ما يجرى على الأرض «شوْمَنَة الأزهر» فقط.