الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كيف نحمي النشء من طاعون التدخين والمخدرات.. حماد: بالتدخل المبكر والتأهيل وإعادة الدمج.. البسيوني: إبعاد أصدقاء السوء ومراقبة التغيرات السلوكية.. حسن: بتخفيف تحكمات الأهل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد ظاهرة تعاطى التدخين والمخدرات التي يتعرض لها ابناؤنا الصغار وخاصة عند بداية دخولهم لمرحلة المراهقة من أكثر المشاكل التي تؤرق الآباء والأمهات، وفى الايام الماضية انتشرت ظاهرة تعاطى التدخين والمخدرات في الافلام والدراما مما ادى بالتالي إلى انتشار الظاهرة في ابنائنا كالنار في الهشيم، لذا كان لنا أن نرى ما هي الأسباب التي تدعو لتناول التدخين والمخدرات بشكل عام وكيف نحمى أبناءنا منها؟، البوابة نيوز تقابلت مع خبراء واستشاريي علم النفس والتربية والارشاد السلوكي وكانت هذه أبرز ارائهم ومقترحاتهم:
في البداية، قال الدكتور عبدالرحمن حماد مدير وحدة طب الادمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية إن مشكلة الإدمان تعد من أخطر المشاكل التي تواجه الإنسان المصري،ومستقبل التنمية، وتتزايد خطورة المشكلة حين نعرف أن سن التدخين انخفض لسن ١٢ سنة حسب البحث القومي للادمان لعام ٢٠١٥وبالتالى تبعه انخفاض سن تعاطي المخدرات إلى ١٤ سنه، وتشير ابحاث أخرى إلى انخفاض السن دون ذلك، مبينا أن أهم أسباب تعاطى التدخين والمخدرات تتمثل في مجاراة الأصدقاء، والرغبة في التجريب، ادمان الوالد أو أحد أفراد الاسرة، موضحا أن أهم انواع المخدرات التي يلجأ اليها الابناء هي الحشيش والبانجو والترمادول ثم البيرة بعد تدخينه للسجائر.
وأضاف حماد أنه يجب على الاسرة الانتباه عند الاكتشاف المبكر عند ظهور بعض هذه الأعراض وهى تراجع في المستوى الدراسي وتدهور وظيفى، تراجع الاهتمامات مثل الرياضة، تغير ملحوظ في السلوك مثل سرعة الانفعال، انخفاض الشهية والوزن، احمرار العينين، زيادة المصاريف وغياب أشياء ثمينة، مؤكدا أنه عندئذ يجب التدخل المبكر للعلاج فهناك دراسة حديثة بعنوان " تحدث مع ابنائك عن المخدرات" وفيها أن ٧٠٪ من الأطفال إذا تحدث اهلهم معهم عن المخدرات فلن يأخذوا مخدرات، وكلما كان التدخل مبكرا كلما أمكن حل المشكلة وحصرها اما إذا وصل إلى مرحلة الادمان فيكون هدف التدخل العلاجي هو سحب المخدرات والسموم من الجسم، ثم التأهيل وإعادة الإدماج والتعود على نمط حياة من غير مخدرات وذلك عن طريق العلاجي النفسى والدوائى، وأخيرا العودة إلى الدراسة أو الحرفة التي يعمل بها والعودة كفرد منتج صالح لا يمارس سلوكا ضارا.
ورأى الدكتور تامر البسيوني أخصائي الطب النفسى،نائب مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية، إن لجوء الأطفال والمراهقين للمخدرات لها أسباب مختلفة ومتنوعة ونقسمها لأسباب تعود للشخصية وأسباب تعود للبيئة المحيطة وأخرى بيولوجية وكلما تجمعت أسباب أكثر زاد الاحتمال، فالأسباب التي تعود للشخصية مثل ضعف الثقة بالنفس أو حب التجربة أو الطفل الذي يعاني من اضطراب يسمى "اضطراب المسلك" وفيه يقوم الطفل بكل الأعمال الخطرة والتجارب الجديدة خاصة الخارجة عن قواعد المجتمع والقانون، وهناك أسباب تعود للبيئة المحيطة مثل غياب القدوة السليمة، أو الأسوأ وهو وجود نموذج المتعاطي داخل الأسرة مثل الأب أو الجد وأحيانا الأم، ومنها أيضا مثل غياب الرقابة وتوافر المواد المخدرة بكثرة، واستخدامها في المناسبات الاجتماعية أحيانا وعرضها كمادة إعلامية في كثير من المسلسلات في الفترة الأخيرة مصحوبة بالدماغ العالي والسعادة الغامرة حتى لو كانت نهاية البطل تعيسة تبقى الصورة الذهنية للمخدرات مع السعادة الغامرة.
وأضاف البسيونى أن من أهم الأسباب عند المراهق تحديدا هو ضغط "أصدقاء السوء" ومحاولة مجاراتهم ومحاولته للخروج من وصاية الآخرين والكبار كجزء من صفات المراهق في التمرد والعناد، وأيضا وجود الوقت والفراغ وعدم وجود هدف حقيقي يحقق السعادة للمراهق فيبحث عن أسباب مزيفة، اما الأسباب المتعلقة بالعوامل البيولوجية وهنا يأتى دور الجينات فممكن شخص يجرب مرة ثم يقلع عنه، وأخر عنده الاستعداد الجيني ليجرب مرة ويدخل بعدها مباشرة لعالم الإدمان.
وأوضح البسيونى أن العلاج يتمثل في عدة اشياء، فبالنسبة للمراهق نفسه فلابد أن نعلم المراهق كيف يقول لا، أنه من حقه أن يرفض عندما يكون ليس باحتياج الشيء، وليس للمخدرات فقط، بشكل عام، فهو من حقه أن يقول لا قوية وحازمة في الآتى " لما صاحبه يطلب منه يخرج معاه وهو لا يريد، لما يطلب موبايله وهو لا يريد، لما يطلب منه أي مصلحه هو معترض عليها، من حقه ولازم يبقى عارف أنه حقه يقول لأ، وما نعودوش يعمل حاجة ضد رغبته عشان محرج أو مكسوف "، كما يجب علينا أن نقدم للمراهق المعلومات بشكل سليم وواضح قبل أن يتلقاها من أحد أصاحبه أو من الإعلام، ولابد أن ننمي عنده المواهب ونساعده في تحقيقها وتكون سببا لسعادته وشغل وقته بأشياء مفيدة، وأن نصادق أبناءنا حتى يعلموا انهم لو اخطأوا يعودوا لنا لنساعدهم، ولا يشعروا انهم لو عادوا لنا سنعاقبهم بشدة فيخفوا المشكلة وتكبر، كما علينا المتابعة والتركيز مع التغييرات المفاجئة التي يتعرض لها ابنائنا،مثل التغيرات السلوكية كأن يبقى عنيف بشكل مبالغ وزيادة المصاريف بشكل ملحوظ، تكرار فقد أشياء ذات أهمية مثل الموبايل أو الساعة لأنه من الممكن أن يكون باعهم.
أما بالنسبة للمجتمع فعليه الرقابة ومحاربة تواجدها، توفير فرص الأنشطة المختلفة للأطفال والمراهقين وتشجيعها واستثمار طاقاتهم، إضافة إلى تفهم طبيعة اختلافهم عن الجيل السابق حتى لا ندخل في صراع يكون نتيجته سلوكيات عنادية لتدمير الذات كانتقام من المجتمع، ودور الإعلام يتمثل في التوعية الإيجابية.
ورأت سهام حسن اخصائية نفسية وخبيرة في تعديل السلوك والارشاد الاسري، أن مرحلة المراهقة هي المرحلة التي يخشاها جميع الآباء ويتمنون أن تمر على خير ولكن قبل كل هذا نحن كآباء نشعر أن ابناءنا مسئولين منا دومًا مهما كبروا فنحن لا نعترف بأعمارهم بل يظلوا كما هم أطفال في أعيننا والحقيقة أن الطفل الصغير كبر وأصبح في مرحلة المراهقة فأعلم جيدًا أن ابنك أصبح يري ويدرك أنه كبير الآن، كبير بما يكفي ليتحمل مسئولية نفسه في كثير من الأمور، ولكن قبل كل هذا يجب أن تهييء المراهق لهذه المرحلة بكل ما فيها من تغيرات جسدية ونفسية وفسيولوجية وذلك بشرح تفاصيل النمو الجنسى والتشريح الوظيفى للجهاز التناسلى وما يتعرض له من تطور مع توضيح كيفية التعامل مع هذا التطور والنشاط، ومن الأفضل أن يبدأ هذا الإعداد قبل البلوغ، مضيفة أن من أكثر المشاكل التي تواجه كثيرا من الآباء مع أبنائهم الصبية هي مشكلة التدخين، فالأبناء يجدون في التدخين إثبات لرجولتهم أو كنوع من الحرية أو كمتنفس يخرجون فيه غضبهم من تحكمات الأهل وسيطرتهم عليهم ويقع الأهل في ورطة كبيرة وخصوصًا الأسرة التي يكون الأب مدخنًا فيها والابن يقوم بتقليده فهنا يجب أن نراعي ذلك ونكون قدوة حسنة لأبنائنا فإن الوقت المناسب الذي يجب أن نتحدث فيه عن التدخين وأضراره من سن الخامسة حيث يستطيع الطفل أن يتفهم أنه شيء سيء ويربي منذ الصغر على ذلك حتى يكون من الصعب عند الكبر زعزعة شيء راسخ بعقله ولكن هذا وبدون الخوض في التفاصيل.
وأضافت سهام، أن من النصائح التي نحمى بها ابنائها وهى ألا تنتظرى لحظة اكتشاف أن ابنك أصبح مدخن، فلقنيه هذا منذ الصغر، ليعرف أضرار التدخين، وانتهزي الفرصة المناسبة في حديث عفوى ولتستمري في هذه النصائح على مر السنين حتى يصل لسن المراهقة وتصبح هذه قواعد راسخة بداخله، ولا تنتظري موقف أن يعرض عليه الأصدقاء السيجارة، فاجعليه رقيبًا على نفسه قبل أن تكوني أنت وأبيه رقيبين عليه، علميه كيف يقول لا وكيف لا يترك أصدقاءه يستفزونه ويدخن تحت ضغط منهم، فمن المهم أن تبني في ابنك الشخصية المستقلة مبكرًا ولا مانع من أن تراقبي ابنك من بعيد، موضحة أنه إذا كان يقلد الأب فهذه مشكلة أخرى، لها حلول مختلفة تتمثل في الآتي ألا تنهريه ولتتعاملي أنت معه كأم، ولتبعديه عن والده، حتى لا تتفاقم المشكلة، إذا أمره والده بتركها فسيقوم بالتدخين في الخفاء، فقط تحدثي معه بهدوء عنها كعادة سيئة فحبذا لو تركها لتكون خير مثال له، ثم قولي له جرب التدخين عدة أيام، واذهب للطبيب بعدها لترى بنفسك صدرك، وأخبريه عن عدة أضرار أخرى تصل للأعصاب وقد تؤثر على الأطراف وغيره، وأخبريه عن بدائل أخرى كالرياضة والمشي والقراءة كلما يشعر برغبة في التدخين، تعرفي على أصدقائه لتعرفي هل يشجعونه على ذلك أم لا، فتحدثي معه عن اختلاف التربية وأن عدم اهتمام الأهل يؤدي إلى مشاكل نفسية يعاني منها المراهقون في نفس سنه.