توفي الرئيس الـ11 للهند، أبو
بكر زين العابدين عبدالكلام، "عقل البرنامج النووي" ورجل الصواريخ للدولة
الآسيوية، حيث توفى الإثنين، عن عمر يناهز 84 عامًا، في إحدى المستشفيات شمال شرقي
البلاد.
وأكد مساعده إتش شريدان في تصريحات لشبكة "CNN" الأمريكية وفاة الدكتور عبدالكلام، بعد سقوطه على الأرض جراء إصابته بأزمة
قلبية، أثناء إلقائه محاضرة في "المعهد الهندي للإدارة"، في مدينة
"شيلونغ"، بولاية "ميغالايا"، حيث كان يعمل كأستاذ زائر.
ونعى رئيس الوزراء الهندي الحالي، مودي،
عبد الكلام، في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها:
"تنعى الهند خسارة عالم عظيم، ورئيس رائع، وفوق كل ذلك شخص ملهم، هو الرئيس السابق
أيه بي جيه عبدالكلام".
وأصبح عبد الكلام الرئيس الـ11 للهند عام
2002، واستمر في المنصب الرئاسي حتى عام 2007، وكان يُطلق عليه اسم "الرجل الصاروخ"،
لدوره في البرنامج النووي الصاروخي للهند، كما كان أول عالم يتولى رئاسة الجمهورية
الهندية.
النشأة:
ولد عبد الكلام عام 1932 في إحدى الجزر
التابعة لولاية تاميل نادو الواقعة جنوب الهند، واعتمد في نشأته على نفسه في تدبير
أمور حياته ودراسته بسبب الظروف المعيشية الصعبة لعائلته، فعمل في فترة من حياته بائعا
للصحف، وأكمل عبد الكلام دراسته الأولى، ثم التحق بكلية شوارتز في مدينة راماناثورام،
ثم بكلية سانت جوزيفي في مدينة ترتيسي، واختتم دراسته في معهد مدارس للتكنولوجيا في
مدينة شيناي بولاية تاميل نادو حيث تخصص في دراسة هندسة الطيران.
انتقل عبد الكلام من دراسة هندسة الطيران
إلى تكنولوجيا الصواريخ ثم الأقمار الصناعية، وبرز نبوغه من خلال مشروع مركبة إطلاق
الصواريخ الذي كان سببا في أن تتبوأ الهند مكانة مرموقة في عصر الفضاء.
تولى عبد الكلام مناصب عديدة من أهمها
الإشراف المباشر على مؤسسات تطوير الأبحاث العسكرية في إطار مؤسسة "منظمة الأبحاث
والتطوير الدفاعية"، وعمل على بناء الصناعات الصاروخية العسكرية حتى بات يعرف
بـ"الأب الروحي" للصواريخ الهندية، وظل يعمل في هذا المجال طيلة الفترة من
عام 1983 حتى عام 2000.
وأشرف عبد الكلام على التجارب النووية
التي أجريت عام 1998 وعززت مركز الهند كإحدى الدول التي تمتلك أسلحة نووية. وكانت الهند
قد أجرت أول تجربة ذرية لها عام 1974.
وشغل عبد الكلام لبعض الوقت منصب كبير
مستشاري الحكومة للشئون العلمية قبل أن يستقيل في نوفمبر 2001، ثم ترشح لمنصب رئاسة
الهند، ليصبح أول رئيس عالم في عام 2002.:
وعند ترشحه لمنصب الرئاسة حظى عبد الكلام
بتوافق وطني حيث أيدته كل الأحزاب والقوى الوطنية في الهند باستثناء الشيوعيين، وحصل
على أغلبية ساحقة في البرلمان الفدرالي الهندي وبرلمانات الولايات مسجلا 4152 صوتا
من إجمالي 4785 صوتا في الاقتراع، متقدما بذلك على منافسته لاكشمي ساجال (87 عاما)
ليخلف الرئيس كوشيريل رامان نارايانان الذي انتهت فترة رئاسته يوم 24 يوليو2002، وليكون
الرئيس المسلم الثالث في التاريخ الهندي الحديث بعد الدكتور ذاكر حسين الذي كان أول
رئيس مسلم للبلاد في الفترة من 1967 إلى 1969، والدكتور فخر الدين على أحمد الذي تولي
الرئاسة ما بين عامي 1974 و1977.
توجهاته الفكرية:
عٌرف عن عبد الكلام توجهاته العلمانية، ولكنه حاول عدم إظهار نفسه كمتدين مسلم لعمله بالسياسة، وحاول إظهار تفهمه لجميع الديانات، حتى أنه أعلن أنه يقرأ الكتب الدينية جميعها ومن بينها الهندوسية ويحرم على نفسه أكل اللحوم ويدعو إلى النظام الغذائي المعتمد على النباتات.
