الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

صلوات ليست لله جبريل نموذجًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكره دفعه إليها، تلويثه بها، تشويه سماته بضغائنها ودسائسها، وتحويل سماحته ورفقه إلى قسوة وقبح وغلظة.،استغلال الدين في السياسة هو نكبتنا الكُبرى على مدى التاريخ مُذ حكم المستبدون باسم السماء، ثُم واجههم مُغامرون ومتمردون باسم السماء أيضا.
قُلت وكتبت وكررت إن الدين لا يصح استخدامه في السياسة، سواء من مُعارضى أنظمة الحُكم أو حتى من الحاكمين على السواء. إننى أشمئز وأنزعج بشدة من خروج عالم أزهرى مُعمم مثل يوسف القرضاوى ليقول «إن مواجهة قضاة العسكر والقضاء عليهم فريضة شرعية» مُهدرا دماء الناس لأنهم اختلفوا مع توجهاته وتوجهات جماعته، كما أستسخف كثيرا قول الشيخ على جمعة إن النبى عليه الصلاة والسلام زاره في المنام وطلب منه تأييد الرئيس السيسى.
دعوا السياسة لساحاتها ولا تُجرجروا الدين لتأييد توجهاتكم. كلام الله في المسجد لا ينبغى تحويله إلى سُلم للحصول على تأييد الناس.
من هُنا يجب النظر إلى ما فعله المُقرئ محمد جبريل في ليلة القدر بأنه جرجرة للدين في ساحة السياسة، واستغلال لتجمع الناس في ليلة مباركة للتعبير عن موقف سياسي.
إن مسجد عمرو بن العاص الذي يشهد أكبر تجمعات للمُصلين في رمضان ليس ملكًا للشيخ جبريل كى يستغله ليدعو للمعتقلين، بل ويدعو على نظام الدولة الذي يعتبره ظالمًا. لو أراد الرجل أن يُعبر عن محبته وتأييده ورضاه عن جماعة الإخوان بعنفها وإرهابها وتعصبها فهذا حقه، لكن ليقل ما يشاء على حسابه على الفيس بوك أو في بيته، لكن ليس للذاهبين إلى صلاة يطلبون عفو الله ورضاه. لو أراد للأمة التي دعا لها بالتوحد وعدم الفرقة ما استغل صلاة ملكًا لله وحده، للدعاء على النظام وتصويره ظالما لأنه تصدى للمتأسلمين القتلة.
إن من حق الرجل أن يتوهم أن الإخوان مظاليم، ومضطهدون، ومن حقه أن يتصور أن ثورة ٣٠ يونيو انقلاب، وأن الدولة وشرطتها وقضاءها وإعلامها ظلمة جائرون، ومن حقه أن يتخيل أن المجتمع فاسد وفاسق وبعيد عن الإسلام، لكن ليس من حقه أن ينطق بشىء من ذلك في صلاة عامة موجهة لله وحده.
المسجد للصلاة لا لبث الفتن. بيت الله مُهيأ للسجود لخالق السماوات والأرض لا للتصفيق لجماعة أو الدفاع عن قتلة. والصلاة التي هي عماد الدين ليست لنشر الفرقة والانقسام.
إن الشيخ الذي يُقحم بيت الله في قناعاته ومواقفه الضالة هو تاجر يبيع ما لا يملك ليجنى ما لا يستحق. «بزنس مان» يستغل عواطف الناس وإقبالهم على الطاعات في مساندة رؤاه وتصوراته وأوهامه.
تخيل نفسك واقفًا تُصلى وأنت ممن يرون ضرورة مُعاقبة ناشرى العنف وحملة السلاح ضد الوطن وسمعت إمامك يدعو إلى نصرتهم! إن أول ما قد يتبادر إلى ذهنك أنك لن تُصلى خلف ذلك الإمام مرة أخرى. وهذا هو ضرب الإسلام بخناجر التحيزات السياسية والمواقف الشخصية، والله أعلم.