الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حتى لا يكون دستور العار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل ينكر أحد أن دستور 2012 قد اختطفته عصابة الإخوان وأعوانها داخل غرفة مظلمة حيث تعرض لأكبر عملية اغتصاب جماعي من قبل أولئك المجرمين من أعضاء تأسيسية الغرياني الباطلة...؟!!
هل نسي أحدنا ان في تلك الغرفة تم صياغة مواد تنتهك حقوق المصريين، بل وتفتح الباب واسعًا أمام آخرين لانتهاك شرفهم وعرضهم، مثل تلك المادة التي أجازت للرئيس والبرلمان تعديل الحدود الجغرافية، لتظهر فيما بعد نية الخائن مرسي العياط في التفريط في شرف المحروسة بوعد قدمه للسودان بمنحها حلايب وشلاتين كما جاء على لسان مسؤلين في الحكومة السودانية علاوة على أرض سيناء التي وان كان قد فشل في اعطاءها هدية لأشقاءه الارهابيين في حركة حماس، فقد نجح في ان يجعلها مرتعا للمجرمين والقتلة من انصار جماعته .
إن الإصرار على أن مهمة لجنة الخمسين تقتصر على إدخال تعديلات بدستور 2012 يجعلنا وكأننا ندفع بهذا الدستور المغتصب الى عيادة طبية حيث تجرى له عملية ترقيع ليستعيد بكارته.
حتى لو نجحت مثل هذه العملية الرخيصة ستظل الحقيقة ناصعة امام الجميع وهي ان هذا الدستور معيب.
ألن تكن الثلاثين من يونيو ثورة ؟!! ألم يشارك فيها مايزيد عن الثلاثين مليون مصري بشهادة اعداءنا ؟!!.
ان كانت كذلك ألا يستحق المصريون الذين صنعوا تلك الثورة دستورا جديدا يحترم وعيهم وارادتهم.
لماذا نحن مجبرون على القبول بمخلفات الاخوان ؟!! أم هو الخضوع مجددا لابتزاز قوى واحزاب لم يعد لها وجود في الشارع أصلا؟!!.
في أولى جلسات لجنة الخمسين قال رئيسها السيد عمرو موسى :
نحن بصدد صياغة دستور جديد وما كاد يكمل عبارته حتى وجدنا نقيب الصحفيين ضياء رشوان وآخرين يستوقفونه قائلين: لابل نحن بصدد اجراء تعديلات على الدستور المعطل طبقا للاعلان الدستوري.
نفس الحديث كرره يونس مخيون رئيس حزب النور الذي لم يجد فرصة أفضل من هذه ليبدأ مسلسله الوضيع والمعتاد في ابتزاز الوطن .
انه لافارق بين هذا الحديث المبتذل بشأن ان لجنة الخمسين ليست سوى جهة لترقيع بعض مواد دستور الاخوان أو قل دستور الترامادول “,”كون هذا الاخير أقراص طبية تساعد متعاطيها على البقاء مستيقظا لاكثر من 24 ساعة متواصلة، فقد شهدنا جميعا من جاوز السبعين في تلك التأسيسية الباطلة مستيقظين ومنتبهين لآكثر من 24 ساعة في أكبر عملية اغتصاب جماعية لشرف مصر وهو دستورها في تلك الليلة التي سهروا فيها من أجل التعجيل لتقديم دستورهم لرئيسهم أو بالاحرى مندوبهم في قصر الرئاسة آنذاك“,” .
آسف فقد طالت الجملة الاعتراضية لكن علينا ان نذكر دائما ببعض التفاصيل التي تثبت ان هذا “,”المعطل“,” المسمى مجازا دستورا مطعون في شرفه، على أية حال لافارق بين الحديث عن تعديل بعض مواده، وذلك الحديث المسموم عن المصالحة الوطنية مع من لم تلوث يده بالدماء من اعضاء جماعة الاخوان، فكلا الأمرين انما يساعدان على الاحتفاظ بشرعية وجود هذا التنظيم الارهابي، فالدستور المعطل ليس الا أحد امتداداته تماما كما ان اعضاءه المسالمين وان لم يحملوا سلاحا أو يحرضوا على القتل بصورة علنية فانهم لايزالوا يؤمنون بأفكار حسن البنا أول وأهم صناع الارهاب الديني في تاريخنا الحديث لذلك يجب ان يقط وكما يقولون في المثل العامي “,”دابر هذا التنظيم“,” بالاعلانه تنظيما ارهابيا وتجفيف جميع منابع تمويله واعتبار الانتساب الي جريمة يعاقب عليها القانون الى جانب حل جمعيته وحزبه “,”الحرية والعدالة“,” ومن شاء من المسالمين الاستمرار في العمل العام عليه أولا ان يعلن تطهره من أفكار التنظيم بدءا من حسن البنا وصولا الى محمد بديع وحينها سيباشر ومن تلقاء ذاته دوره في العمل العام عبر كيانات سياسية واجتماعية مختلفة تماما في أفكارها وتوجهاتها عن أفكار تنظيم الاخوان الارهابي ، وظني ان هذا أمر شبه مستحيل لاسيما على أشخاص تربوا في كنف بحور الاخوان منذ الصغر.
المهم علينا أيضا أن نعلنها صريحة أمام الجميع اننا بصدد صياغة دستور جديد يحقق ارادة ثورة الثلاثين من يونيو وهي الحفاظ على الهوية المصرية التي تشكلت عبر سبعة آلاف عام، فمصر مصرية ولاشيء آخر قد تتضمن بضعة عناوين فرعية مثل انها في محيط عربي وتنتمي للقارة الافريقية متعددة الاديان، ومثل انها تنتمي لحضارة حوض البحر المتوسط ، وعلاوة على كل ذلك وقبله هي فرعونية وبامتياز.
هذا ماخرجت من أجله ثورة الثلاثين من يونيو، ولنقل أن ما جرى في 25 يناير من عام 2011 كان انتفاضة لانها لم تعبر سوى عن مطالب تخص العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة في وجه نظام أفسد واستبد أما الثلاثين من يونيو فكانت ثورة لها ارادة تجسدت في الدفاع عن هوية الوطن وحدوده الجغرافية في وجه عصبة حكم تعاملت مع البلاد وكأنها أرض غنمتها في زمن الغزو بين القبائل فباتت تحكمها بأعراف المحتل الغاصب لذلك خانت كل القيم الوطنية .
وظني ان حزب النور سيمارس ابتزازًا رخيصًا ضد لجنة الخمسين بحجة الدفاع عن مايسميها الهوية الاسلامية وسيستغل مقولة البعض “,”إننا بصدد مجرد اجراء بعض التعديلات على دستور الإخوان للمزايدة على الجميع ببضاعة الدين التي لايزال لايدرك ان المصريين قد وعوا زيفها و فسادها، لكن الدور الاخطر في هذا الشأن سيلعبه الاخواني كمال الهلباوي فالرجل لايزال يؤكد ان خلافه ليس مع أفكار التنظيم وأدبياته التي أسسها حسن البنا وانما فقط مع هذه العصابة الاخيرة من القطبيين، والرجل صريح في ذلك لكن الخطير أن بعض أفكاره قد تلقى تعاطفا بسبب مواقفه القوية والمعارضة ضد ممارسات الإخوان خاصة خلال فترة حكم مرسي.
وأتصور ان كثيرين سيفاجأون بالهلباوي يترجم أفكار حسن البنا بحذافيرها داخل لجنة الخمسين عبر ما سيقدمه من اقتراحات بمواد أو صياغات لمواد دستورية .
مجمل القول لن نقبل بلجنة لاتعترف بارادة الثلاثين من يونيو وتقر بشرعية ما انتجه حكم الاخوان، سيكون هذا هو حال لجنة الخمسين ان أخرجت دستورا مرقعا وعزفت عن دورها الأصيل في صناعة دستور جديد يليق بمصر والمصريين .