الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سامحك الله يا وزير الأوقاف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سامح الله وزير الأوقاف، فقد صنع من محمد جبريل «أسطورة»، ومادة خصبة للنيل والتهكم من الحكومة والنظام، ليكرر الوزير «غير السياسى» نفس السيناريو الخاطئ الذى تعامل به الأزهر مع المدعو «إسلام بحيرى»، وهو النسخة الممسوخة لجبريل!!
ولم تخل التعليقات التى جاءت عقب قرار الدكتور مختار جمعة، وزيرالأوقاف، بمنع «جبريل» من الإمامة وإلقاء الدروس بالمساجد من سخرية، وتهكم البعض على ما وصل إليه حال المسئولين الذين يتعاملون مع «توافه الأمور» بطريقة غير منطقية، وغير مدروسة، فالدعاء حتى لو كان مقصودا ضد النظام ورأسه، لا يستحق كل هذه الضجة، لأنه ليس صادرا من نبى أو رسول، وإنما من شخص له ما له من الآثام، وعليه ما عليه من الذنوب والانتماءات السياسية.. وإلا لاستجيب لدعاء كبار أئمة وشيوخ وعلماء المسلمين الأجلاء منذ أكثر من ١٤٠٠ عام ضد اليهود الظالمين وأتباعهم!!
أحد المتهكمين قال: «ما يمكن محمد جبريل كان يدعو على الإخوان لأنهم ظالمون؟ أوأنه كان يدعو على الحكام الظالمين مثل أردوغان وتميم؟ ويمكن كان بيدعو على الإعلام الفاسد فى الجزيرة ومكملين ومصر الآن؟ ويمكن كان بيدعو للشهداء مينا دانيال والمسيحيين اللى ماتوا فى الجيش.
وقال آخر: ليس النظام الحالى بالفاسد ولا بالكافر، وإنما هو نظام حرر البلاد من عبودية وخيانة نظام الجماعة، متسائلا: لماذا يسىء بعض المسئولين للرئيس وحكومته بارتكاب خطايا بحجة الدفاع عن النظام، وكأنهم يعيدونا لأيام مبارك؟
وأرى أنه لم يكن من اللائق من وزير الأوقاف، أن يصف «جبريل» بأنه «منافق ومتلون»، وأنه سيجعل منه عبرة لمن يتلاعبون بشرع الله أو يستخدمون الشعائر الدينية لدعم الجماعات الإرهابية، أو المتاجرين بالدين الذين يحولون الدعاء إلى خطب منبرية، ويتغنون بأصواتهم لتحقيق مجد شخصي-بحسب وصفه.
إن «جبريل» الذى أخذ عقابه على الفور، ليس وحده الذى تقمص دور المصلح والمدافع عن حقوق وهمية لـ«شرعية» بائدة منتهية الصلاحية شعبيا وعالميا، فهناك الكثير من المتوهمين يعيشون غيبوبة حلم العودة لكرسى الحكم.
وهؤلاء دعاؤهم لا يختلف عن دعاء المتحدث العسكرى للجيش الإسرائيلى «أفيخاى أدرعى» عبر صفحته على الفيس فى ليلة القدر، بـ«أن يكون المسلمون دعاة محبة وسلام وعدل ولا يكونوا دعاة قتل ودم وظلم»، وكتب «أدرعى» يقول: «صديقى المسلم.. فى ليلة القدر المباركة اتقوا الله وكونوا دعاة محبة وسلام وعدل ولا تكونوا دعاة قتل ودم وظلم لأبنائكم فى دينكم وإنسانيتكم»!!
وأعجبنى سخرية أحد نشطاء «الفيس» من الإرهابى اليهودى قائلا له: «ما تيجى تصلى بينا التراويح أحسن يا شيخ أفيخاى»، وقال آخر: «حد يفكر الراجل ده إنه صهيونى.. من كتر الكدب صدق نفسه!!».
إن دعاء جبريل بـ«اللهم عليك بمن سفك دماءنا، ويتّم أطفالنا، اللهم عليك بالإعلاميين الفاسدين سحرة فرعون، اللهم عليك بالسياسيين الفاسدين، اللهم عليك بمن ظلمنا، اللهم عليك بمن اعتدى على حرمات البيوت، اللهم عليك بمن طغى وتجبر، اللهم عليك بشيوخ السلطان».. هو دعاء كل مسلم الآن فى مصر، وكل الدول العربية والإسلامية، بل وغير الإسلامية ضد من فيهم هذه الصفات!
إن واقعة «جبريل وأفيخاى» أنستنا فرحة إدخال السعادة على أيتام المسلمين الذين يعانون الحرمان بعد موت آبائهم على أيدى مرتزقة حروب الوكالة وميليشيات الدين المغشوش والجماعات التى تتخذ من الدين ستارا لأعمالهم الشيطانية ضد الإنسانية وأمن واستقرار مصر وشعبها.
فقد خرج الرسول يوما لأداء صلاة العيد فرأى أطفالا يلعبون ويمرحون ولكنه رأى بينهم طفلا يبكى، وعليه ثوب ممزق، فاقترب منه، وقال له: «مالكَ تبكى ولا تلعب مع الصبيان؟»، فأجابه الصبى: دعنى وشأنى، لقد قتل أبى فى إحدى الحروب، وتزوجت أمى، فأكلوا مالى وأخرجونى من بيتى، فليس عندى مأكل ولا مشرب ولا ملبس ولا بيت آوى إليه، فعندما رأيت الصبيان يلعبون بسرور تجدد حزنى، فبكيت على مصيبتى.
فأخذ الرسول بيد الصبى، وقال له: «أما ترضى أن أكون لك أبا، وفاطمة أختا، وعلى عما، والحسن والحسين أخوين؟».
فوافق الصبى، وهو لا يعرف أنه رسول الله.. وأخذه النبى إلى بيته واشترى له ثوبا جديدا، وأطعمه وبعث فى قلبه السرور عندما علم أن النبى هو من فعل معه هذا.. وخرج الصبى ليلعب مع الصبيان، فقالوا له: لقد كنت تبكى فما الذى جعلك أن تكون فرحا ومسرورا؟
فقال اليتيم: كنت جائعا فشبعت، وكنت عاريا فكُسيت، وكنت يتيما فأصبح رسول لله أبى، وفاطمة الزهراء أختي، وعلى عمي، والحسن والحسين إخوتى.
وعاش هذا الطفل فى كنف وحماية رسول الله، فلما وصل إليه خبر وفاة الرسول، خرج من البيت يضج ويبكى ويهيل التراب على رأسه، وهو يقول: الآن صرت يتيما.. الآن صرت غريبا، فقام أحد الصحابة بتبنيه.
اللهم أدخل على مصرنا وشعبها فرحة تنسيهم مرارة أيام مضت.