الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا إيطاليا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
■■ جاء التفجير الأخير والذي استهدف مبنى القنصلية الإيطالية على أرض قاهرة المعز ردًا خسيسًا على إيطاليا من الإرهاب الفاشى، وأخذًا بالثأر منها لأساب كثيرة. 
- أولها: ما يخص موقف إيطاليا القوى الواضح ضد الإرهاب وضد حروبه الخسيسة، سواء في ليبيا أو في مصر.
- ثانيها: انتقام من إيطاليا لدعمها القوى لمصر في معركتها الاقتصادية، وتأكيدها المستمر على قوة وتاريخية وخصوصية العلاقات بين البلدين. 
■■ كان طبيعيًا أن يتجه الإرهاب بضرباته الخسيسة إلى صرح من الصروح الإيطالية على أرض مصر كنوع من الأخذ بالثأر، فإيطاليا منذ البداية وعلى عكس بلدان أوربية أخرى لم تتخذ الموقف الضعيف ولا المتذبذب ولا المبنى على حسابات خاصة. 
لكنه كان موقفًا مبدئيًا غير قابل لفصال.. ولم تنتظر إيطاليا كى تتخذ هذا الموقف أن يضربها الإرهاب في عقر دارها، كما فعلت فرنسا مثلًا.. 
■■ فعلى صعيد الحرب الدائرة في ليبيا والتي تقودها المجموعات الإرهابية المتطرفة هناك، لم تتوان إيطاليا منذ اللحظات الأولى عن إعلان وقوفها ضد مايحدث في ليبيا، بل وهددت بالتدخل العسكري لحسم ما يحدث، وأعلنت بحثها عن دعم إقليمى لخيار التدخل العسكري ضد التنظيمات الإرهابية المتشددة التي باتت تهدد أمن روما ومصالحها. 
ومازالت الذاكرة تحمل منذ بدايات اشتعال الأزمة في ليبيا، حديث (ماتيو رينزى) رئيس وزراء إيطاليا في القمة الأوربية وإعرابه عن غضبه من مواقف الاتحاد الأوربي تجاه ما يجرى في ليبيا.. وما أشار له حول الدور الذي يجب أن يقوم به الرئيس الأمريكى باراك أوباما، في التركيز على محاربة تنظيم داعش في ليبيا، وليس في سوريا والعراق فقط.. والمعنى واضح جدًا فيما وجهه رئيس وزراء إيطاليا لأوباما من قول. 
■■ وعلى صعيد الحرب ضد الإرهاب الغاشم التي تخوضها مصر، أعلنت إيطاليا موقفها بصراحة ووضوح على لسان رئيس وزرائها ماثيو رينزى قائلا.. (إن إيطاليا تدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، وأن حرب مصر ضد الإرهاب هي حرب ايطاليا والعالم كله).. موضحًا (إن هناك مشاكل ومصاعب كثيرة تواجه مصر بما فيها التهديد المتضخم والمتضاعف الذي يمثله الإرهاب) مؤكدًا على ثقة إيطاليا المطلقة من أن مصر ستواجه هذه التحديات.
وللمزيد من تأكيد أهمية الوقوف مع مصر في حربها المشتعلة ضد الإرهاب، لم ينس رئيس وزراء إيطاليا أن يضع العالم كله في موقف حرج عندما قالها بوضوح.. (إن استقرار مصر استقرار للعالم، وما نخوضه حاليًا هو حرب بين عالم التحضر ومجموعة من المتطرفين..). 
مضيفًا ورابطًا بين ما يحدث في ليبيا وانعكاسه على مصر.. (أننا نعرف أن هناك مشكلات كثيرة بمصر بما فيها التهديد المتضاعف من الإرهاب في لبيبا..). 
■■ عبارات واضحة محددة وغيرها من كثير قيل على لسان رئيس الوزراء الإيطالى في المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، وكلمات أتت كقول فصل لما قررته إيطاليا بشأن وقوفها الداعم في مواجهة تفشى خطر الإرهاب في المنطقة، وتصديها لحرب مستعرة بين عالمين مختلفين، عالم التحضر ومجموعة من المتطرفين كما وصف الأمر رئيس وزراء إيطاليا.. 
■■ وكان لا بد للإرهاب أيضا للأخذ بالثأر من إيطاليا، لموقفها الواضح وتأكيدها على عمق وتاريخية وخصوصية العلاقات الثنائية مع مصر، حيث بادر رئيس وزراء إيطاليا بزيارة مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو، ليكون أول وزير أوربي يزورها بعد الثورة.. كما اختار الرئيس السيسى إيطاليا لتكون المحطة الأولى في زياراته الأوربية بعد توليه السلطة.. 
■■ ثم نأتى للأهم وهو الدعم القوى من إيطاليا لمصر في معركتها الاقتصادية للنهوض من جديد بعد سنوات طويلة من التعثر والتقهقر والوصول إلى مرحلة مايسمى بالتجريف. 
والدعم الإيطالى جاء واضحًا أيضا في كلمة رئيس الوزراء الإيطالى أمام المؤتمر الاقتصادى في شرم الشيخ حيث تحدث حديث الشريك وليس حديث الضيف أو المراقب أو اللاعب لدور المطمئن، قائلًا.. (إننا نواجه تحديات كبيرة تتمثل في الإرهاب، فبدلًا من أن نبنى الأسوار ويشلنا الخوف فإن المجتمع الدولى ملتزم بإقرار التواصل الاقتصادى بيننا، وأن يحقق تنمية مستدامة واستقرارًا..).
موضحًا (أن بلاده قررت ألا تفوتها هذه اللحظة التاريخية لتحقيق التكامل بين أوربا وهذه المنطقة الكبيرة وأن تعمل من أجل تحقيق هذا الحلم).
مشيرًا إلى (ثقته بشكل كامل لمصر وقيادتها، ودعم بلاده بشكل قوى لأهدافها والجهود الدءوبة التي تقومون بها من أجل تحقيق الازدهار لكل المصريين).
منبهًا إلى (أن هناك مشاكل وتحديات كثيرة تواجه مصر بما فيها التهديد المتضخم والمتضاعف الذي يمثله الإرهاب، ولكننا على ثقة مطلقة من أن مصر ستواجه هذه التحديات).. ولم ينس أن يشير إلى (أن إيطاليا هي الشريك الرابع لمصر وهى واحدة من أكبر الشركاء، لافتًا إلى أن بلاده أيضا تلعب دورًا كبيرًا في كل القطاعات، وأن هذه الشراكة في مجال الاقتصاد مهمة للغاية للطرفين). 
خاتما بـ(أن دولتى مصر وإيطاليا غنيتان بالحضارة والتاريخ، وليس من السهل أبدا أن نبنى مستقبلًا في منطقة غنية بالماضى، ولكن بناء المستقبل مهم جدًا ويحتاج جهدًا كبيرًا).
■■ ثم والأهم والذي يمثل اللطمة الكبرى للإرهاب والذي كان لا بد له من الأخذ بالثأر، هو ما قاله بوضوح: (إن حرب مصر ضد الإرهاب هي حرب إيطاليا والعالم كله).
■■ واقتص الإرهاب من إيطاليا على أرض مصر وضرب ضربته الخسيسة مفجرًا القنصلية الإيطالية في محاولة لزعزعة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين دولتين تتمتعان بأعظم حضارتين وتاريخين يعودان لآلاف السنين.
لكن العلاقات بقيت ولم تتأثر وخاب ظن الإرهاب الخسيس وسريعًا وصل إلى أرض مصر وزير خارجية إيطاليا بأولو جينتيلونى ليقول قوله المتحضر (إن الإيطاليين لن يكونوا قضاة على الشئون الداخلية لمصر، معربًا عن التزام مصر بالعمل على استقرار المنطقة) مؤكدًا.. (نحن على قناعة أن مكافحة الإرهاب تتطلب مكافحته عسكريًا وأمنيًا، ولكن من ناحية أخرى هي حرب ثقافية ودينية ليتم تجفيف منابع الإرهاب..). 
كان هذا قول فصل آخر قاله وزير الخارجية الإيطالى.. وهو قول في غاية الأهمية كنت أتوقع من الإعلام المصرى أن يتوقف عنده وأن يعطى من وقته الثمين بعض الوقت له.. لكن هيهات وهيهات يا إعلام مصر !!
■■ ثم ولمزيد من خيبة الأمل للإرهاب.. تعلن إيطاليا على لسان سفيرها في مصر أن رئيس الوزراء المصرى إبراهيم محلب سوف يحتفل بذكرى عيد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ المجيد، في ميلانو، حيث يتواجد في معرض اكسبو ميلان.. 
و (VIVA مصر إيطاليا) 
■■ خبر الساعة والدقيقة والثانية:
يا وزيرنا يا قدوة!! 
السيد الأستاذ الدكتور وزير التربية في المؤتمر الصحفى للإعلان عن نتائج الثانوية العامة وقف قائلًا: "لا فض فوه": (... نسبة النجاح للبنون...).. آه والله وزير التربية والتعليم بيقولك لـ(البنون) وحياة الرسول قال كده..
ووحياة ربنا يا وزير (التربية والتعليم) طيلة حياتنا علمونا أن حرف اللام يجر ما بعده، حتى لو كان ما بعده جبال الهملايا شخصيًا.. ومعلهش يا دكتور طه حسين حقك عليه والله!