الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الرئيس وشيخ الأزهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن ملوك أسرة محمد على يحبون شيوخ الازهر ، ويحكى ان الشيخ مصطفى المراغي شيخ الازهر لم يكن على وفاق مع الملك فؤاد الذى طلب فى الخفاء ان يساعده الشيوخ على تولى الخلافة بعد سقوطها في اسطنبول ، ولم يساند الشيخ المراغي ذلك فأوغرها الملك في صدره وضايقه الى ان قدم استقالته عام 1929 من المشيخة ، ثم عاد لها مرة اخرى عام 1935 .
ويحكى ان الملك فاروق، قام بضرب الشيخ المراغي، حينما رفض إصدار فتوى تحرم الزواج من الملكة فريدة عقب تطليقها من الملك على غرار زوجات النبي المصطفى، قال "المراغي" للملك تزوجت أم لم تتزوج هي صاحبة الشأن في ذلك.. ودخل الشيخ المستشفى ومات فيها .
وبعد الجمهورية حظى الازهر بمكانه رفيعة بين مؤسسات الدولة وصلت الى معاملة شيخ الازهر بروتوكوليا معاملة نائب رئيس الوزراء ، وفى عهد الرئيس جمال عبد الناصر تم تأسيس مجمع البحوث الإسلامية عام 1961 وكان مبعث هذا الطابع الديني المحافظ للدولة المصرية ، الى ان جاءت ثورة يناير ، وكشفت جماعة الاخوان الارهابية عن نيتها فى السيطرة على المنصب الإسلامي الارفع فى العالم وصلت الى حد منع الامام الاكبر الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر من دخول مكتبه مما دفعه الى الذهاب الى المجلس العسكري وقتها وتقديم استقالته والتي رفضت ، وفى وقت الرئيس المعزول محمد مرسى كانت هناك مضايقات عديدة للشيخ الجليل وصلت الى حد تجاهله وتهييج الكوادر الاخوانية فى الازهر ضده الى ان هدأت الامور بعد تدخلات دولية حافظت على الشيخ الجليل فى منصبة بعد ان علمت ان المعزول يخطط الى الاطاحة به .
للإمام الاكبر رؤى اصلاحية للأزهر وللدين ظهرت في تصريحاته عقب تولى منصبة ، فلقد حذر من خطورة عدم وجود محققين جادين فى التراث الإسلامي. وقال: «لو استمر الأمر في هذا الطريق البائس، فلن يمر أكثر من 20 عاماً ولن تجد من يفهم فى كتبنا إلا الكاثوليك واليهود فى الغرب ، فوالله لو لم يتغير التعليم في جامعات الأزهر فوراً واليوم قبل غد، فلن يفهم تراثنا أحد، بينما هذه الكتب مدروسة وبعمق فى الغرب وفى مراكز دينية غير إسلامية فى مصر، لذا نحن نريد أن يكون هناك فريق أزهري يعيد للأزهر هذه الريادة، وإلا سيتحول الأمر إلى هذا الغثاء الذى يشكو منه الناس الآن، وهو أن أى واحد يقرأ كتابين يزعم أنه عالم وأنه مفتٍ .
وقال ايضا ، أنا من الذين يؤمنون بأنه لو التقت حكمة وفلسفة الشرق مع علم الغرب التجريبي، فيمكن أن تنتشر السعادة للإنسان شرقاً وغرباً .
وحذر الامام الاكبر : البعض يريد أن يسحبوا البساط من تحت الأزهر، وهذا هدف قديم، ويشجعهم على هذا أنهم يمتلكون القدرة المالية، ويريدون أن يكون الأزهر أمراً وانتهى، وأن يكونون المتحدثين الرسميين باسم الإسلام، ولكن هؤلاء لا يدركون طبيعة الأزهر، وكيف أنه ساد الناس بعلمه ووسطيته وتعدد مذاهبه واحتوائه للمسلمين جميعاً بكل أطيافهم، وهم غير مؤهلين لذلك لأنهم أصحاب اتجاه ومذهب واحد، فهم أصحاب أجندة طائفية.
وفي الذكرى الثالثة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 صرح لجورنال ايچيبت توداى بقوله : " ادركنا ان الخطاب الإسلامي محتاج مراجعه " .
من واقع هذه التصريحات والتعليم الرفيع الذى حصل عليه الامام الاكبر الذى يجيد الفرنسية والانجليزية بطلاقة نجد انفسنا امام عالم إسلامي لدية رؤيه وقدرة على مواجهة ما احاط بالإسلام من عفن فكرى مثلته الجماعات الضالة التي استباحت دمائهم من اجل كرسي الحكم .
ولعل تذكير الرئيس عبد الفتاح السيسي للشيخ بقضية مواجهة التطرف وتجديد الفكر الديني وشكوته الى الله من التخاذل فى حماية دينه ، تعطى زاويتين للتفكير والنظر اولها ان الرئيس لا يملك ان يعطى اوامر للإمام الاكبر كباقي مؤسسات الدولة ولا يمكنه مراقبته ومحاسبته ويعطى تأكيد واضح على ان الازهر مستقل ولا يمكن للدولة الهيمنة علية ، فلجأ الرئيس لله في شكواه واشهاده على من يتركون دينه نهبا لعصابات تسعى للتخريب والقتل باسم الدين .
الامر الثاني ان الدولة لا تفهم سبب تقاعس الازهر عن القيام بدوره ..ما الذى يقيد حركة الشيخ الاكبر عن تنفيذ رؤيته الاصلاحية والتنويرية ، من المسئول عن الانهيار في التعليم الثانوي الأزهري الذى وصلت نسبة النجاح فيه الى 28 % والجامعي الذى ينتمى اليه نسبه غير قليلة من المتهمين في قضايا الارهاب ..اين مؤسسة الازهر من كل هذا ؟!
لماذا قال الامام الاكبر عن داعش انهم من اهل القبلة ؟! ..هل دور الدين يتوقف على بيانات الإدانة والشجب امام قتل جنود الجيش من قبل تنظيمات تسعى لتأسيس الخلافة الاسلامية؟! .. ولماذا صمت الشيخ الاكبر على بيان نداء الكنانة الذى دعا الى هدم الدولة المصرية وقتال رئيسها وجيشها من اجل تحرير رموز جماعة الاخوان الارهابية من السجون ووقف محاكمتهم رغم جرائمهم التي شهد عليها وراح ضحيتها ابناء هذا الشعب ، هل يعلم فضيلة الامام ان البيان الذى يشرعن كل اعمال العنف والقتل ضد رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والاعلام ، وقع عليه كل من الدكتور جمال عبد الستار ، أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر، والأمين العام لرابطة علماء أهل السنة، و الشيخ عبد الخالق الشريف من علماء الأزهر الشريف ، والدكتور إسماعيل علي محمد أستاذ ورئيس قسم الدعوة في كلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر والدكتور أحمد محمد زايد. أستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر والدكتور ر رمضان خميس أستاذ مشارك بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ..ماذا فعل الازهر مع هؤلاء ..وماذا فعل حتى لا يظهر من بين صفوفه ارهابيون آخرون ؟! 
يا فضيلة الامام تحرك ..من اجل دين الله الذى لوثه الهمج ، واصبح الارهاب هو رمزه ، وضاعت ملامح الرحمة والانسانية من على ثوبه النقي الطاهر ..تحرك من اجل مصر ..من اجل الدولة والشعب ..تحرك قبل فوات الأوان.