الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حصاد مهرجان رمضان التليفزيوني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في المحصلة النهائية لتليفزيون رمضان هذا العام، نذهب إلى أن أحسن مسلسل هو «العهد»، يليه «تحت السيطرة»، و«بين السرايات».. وأن أحسن ثلاثة مخرجين، هم مخرجو هذه المسلسلات وبنفس الترتيب: خالد مرعي، وتامر محسن، وسامح عبد العزيز.. وأن أحسن كاتب هو مؤلف «العهد» محمد أمين راضي، بينما يأتى في مرتبة متقاربة مؤلف «بين السرايات» أحمد عبد الله، ومؤلفة «تحت السيطرة» مريم نعوم.
مع تنويه واجب بجهود مميزة في مسلسلات: «بعد البداية»، و«أرض النعام»، ولا تخلو من هذه الجهود أيضا مسلسلات: «مريم»، «ألف ليلة وليلة»، «الصعلوك»، «طريقي»، والمسلسلان السياسيان «أستاذ ورئيس قسم»، و«حارة اليهود».. اللذان يستحقان أن يناقشا بعد رمضان بروية فنيا وسياسيا في آن، بعيدًا عن الانفعالات السريعة أو الانطباعات المتسرعة، المحتفية أو الغاضبة، خلال المشاهدة!
أما أحسن تمثيل نسائى فتتقاسمه: نيللى كريم (تحت السيطرة)، سيمون (بين السرايات)، منة شلبى (حارة اليهود).. بينما أحسن تمثيل رجالى يتقاسمه: صبرى فواز (العهد)، خالد النبوى (مريم)، طارق لطفى (بعد البداية)، باسم سمرة (بين السرايات).
والحق أن التمثيل في مسلسل «العهد» يمثل حالة نادرة المثال، من حيث المستوى الرفيع لمجمل الأبطال ممثلين وممثلات، والتناغم المدهش فيما بين الجميع من حيث المدرسة والروح في فن الأداء، بفضل مواهبهم من جهة وحسن اختيارهم وإدارة المخرج لهم من جهة، فهم أحسن بطولة جماعية من دون منازع في هذه الأعمال، وإلى جانب فواز، وآسر ياسين، تتصدر أيضا ممن تتقاسمن أحسن تمثيل نسائى بطلات «العهد»: (شيرين رضا، كندة علوش، صبا مبارك، غادة عادل، سلوى خطاب، صفوة، أروى جودة..)، وتتصدر كذلك الوجوه الشابة الصاعدة بثقة وبراعة أحمد مجدى في «العهد»، إلى جانب جميلة عوض في «تحت السيطرة»، وعمرو عابد ومحمد الشرنوبى في «بين السرايات»، وأحمد حاتم في «حارة اليهود». كما يتقاسم أحسن ممثل في دور ثان: سامى العدل (بين السرايات)، أحمد كمال (حارة اليهود)، أحمد وفيق (تحت السيطرة)، سيد رجب (بين السرايات).. ولا نبالغ إذا قلنا أن الممثلين الأربعة كانوا في هذه الأدوار في أحسن حالاتهم، إن لم تكن هي أحسن أدوارهم! كما يتصدر عن مسلسل «العهد» أيضا أحسن تصوير (أحمد يوسف)، وأحسن موسيقى (هشام نزيه)، وأحسن مونتاج (خالد سليم)، وأحسن مكياج (محمد أمين)، وأحسن أزياء (دنيا نديم).. ولذلك قلنا إنه عمل فنى يتكامل إلى درجة تجاوز مرتبة الإجادة أو التميز إلى قيمة التحفة الفنية. تبقى ملاحظات على مهرجان رمضان التليفزيونى (٢٠١٥).. من بينها: أنه بالنسبة للدراما التاريخية والدينية: لا يوجد!! وهو أمر يجدر أن يناقش، وبالنسبة للكوميديا وجد عدد من المسلسلات التي يمكن القول إن بها نوع من الفكاهة أكثر من انتمائها إلى الكوميديا بمعناها الدقيق (كما لم ترتق إلى مستوى الكوميديا الذي قدمته مثلًا هند صبرى في السنوات الأخيرة: خاصة «إمبراطورية مين»، ولا الأجزاء الأولى من «راجل وست ستات» لأشرف عبد الباقي، والأولى من «الكبير قوي» لأحمد مكى وغيرها).. وعلى سبيل المثال، فإن التأليف والإخراج لم يفيدا موهبة متميزة للغاية هي دنيا سمير غانم في مسلسل «لهفة»، ولم يتيحا لها تألقا متوقعا، ولعل الاكتشاف الوحيد هنا هو داليا البحيرى في أول دور كوميدى لها في مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي».. فقد أثبتت مقدرة على أداء جيد ظريف لمواقف فكاهة باسمة غير صاخبة أو «فارص»، لكن لم يسعفها كذلك هي ومواهب أخرى معها على رأسها سمير غانم ضعف أو تقليدية التأليف والإخراج على السواء..!
وأعود إلى «سامى العدل».. فسبحان الله: لقد رحل بعد أن قدم أحلى دور في مشواره، في مسلسل «بين السرايات»، وكان رحيله قرب ختام عرض المسلسل في رمضان (يوليو ٢٠١٥)، ومن أول حلقة قلنا: إنه أداء مرهف لدور مختلف.. وأنه تأكيد لذروة النضج التي وصل إليها في مرحلته الأخيرة، وقد أدى «سامي» دور العامل الحائر المضطرب في سنوات كبره وأخرياته، بمزيج راق من الأحاسيس الداخلية والإيماءات الجلية، ضمن شخوص يحفل بها حى بين السرايات في مسلسل ينتمى إلى نوعية واقعية «ليالى الحلمية».. وكأنما هذا الدور لسامى العدل في رحلته الزاخرة هو الرقصة الأخيرة الأجمل والجولة الخاتمة الأجدر بالإعجاب والتصفيق الطويل.