الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إسلام.. بلا شعوب أو حكام!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أيام من خاتمة هذا الشهر المبارك، الذي يلملم ساعاته ولياليه استعدادا للرحيل، علينا أن نجدد النية وعقد العزم لاستغلال ما تبقى من العشر الأواخر منه، لعل يصيبنا عفو الله تعالى عن تقصيرنا وخذلاننا في حق ديننا ودنيانا، وأن يكتب لهذا الجيل العودة بأمتنا المسلمة «الذليلة» إلى عزها ومجدها وسابق عهدها.
فأمر أمتنا لا يحتاج إلى عبقرى ليبينه، والأدلة على ذلك تتوارد من كل اتجاه ومكان، فكلمة شعوبها غير مسموعة، وآراؤها غير منفذة، وأعداؤها قائمون على تقسيمها، وأصبحت لا تملك إلا الشكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن ولـ«ماما أمريكا» و«تيتة أوربا»، والعمة «روسيا».
فعلا من أكبر المصائب على الشخص ألا يجد من يحتكم إليه إلا عدوه!!
وليس ما يفعله بنى صهيون في فلسطين، والشيوعيون في الشيشان، وفى بورما، وما يفعله الهندوس في كشمير، والهند، وما يفعله «التبشيريون» في الفلبين، وإندونيسيا، والبوسنة والهرسك، وبلاد أخرى كثيرة، بل وما يفعله المسلمون بأنفسهم في سوريا واليمن والعراق ولبنان ومصر وليبيا، ببعيد عن حالة «المرض والوهن» الذي وصلنا إليه.
ولك أن تقارن بين مفهوم ما يتشدق به البعض الآن من أننا أمة لن تقهر، وأننا نستطيع.. ونستطيع.. ونستطيع.. في «جعجعة» لا ترى فيها طحنا، بل غرور كاذب سواء كان على مستوى بعض حكام المسلمين الذين يفتقد أكثرهم نخوة المعتصم والغيرة على دينه، ولا على مستوى الأفراد الذين يفتقدون حماس أسلافهم، وأسباب القوة التي يمتلكها أعداء الإسلام في الشرق والغرب.
فأين جيل «الفيس وتويتر ونشرالشائعات والخرافات ومقالات الصراصير والذباب»، من الأجيال السابقة التي ننقل عن أفعالها هذه العبر العظيمة الآتية تحت عنوان «عندما كنا مسلمين»:
- من قيصر الروم إلى معاوية.. علمنا بما وقع بينكم وبين على بن أبى طالب.. وإنا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة فلو أمرتنى أرسلت لك جيشا يأتون إليك برأس على بن أبى طالب.!!
فرد معاويه: من معاويه إلى هرقل، إخوان تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما.. إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندى، يأتوننى برأسك أقدمه لعلي.
عندما كنا مسلمين
■ ■ ■
أرسل خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى وقال: أسلم تسلم وإلا جئتك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة.
فلما قرأ كسرى الرسالة أرسل إلى ملك الصين يطلب المدد والنجدة..
فرد عليه ملك الصين قائلا: يا كسرى لا قوة لى بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها..
أي عز كنا فيه
عندما كنا مسلمين
■ ■ ■
في الدولة العثمانية كانت السفن العثمانية حين تمر أمام الموانئ الأوربية كانت الكنائس تتوقف عن دق أجراس الكنيسة خوفا من استفزاز المسلمين فيقومون بفتح هذه المدينة.
كم كنا مسلمين
■ ■ ■
في ليلة معركة حطين التي استعاد بها المسلمون بيت المقدس وهزم بها الصليبيون، كان القائد صلاح الدين الأيوبى يتفقد الخيام للجنود فيسمع هذه الخيمة قيام أهلها يصلون، وهذه أهلها يذكرون، وتلك الخيمة يقرأون القرآن، حتى مر بخيمة كان أهلها نائمون.. فقال لمن معه: من هذه الخيمة سنؤتى، آى من هذه الخيمة ستأتينا الهزيمة!!
عندما كنا مسلمين
■ ■ ■
حين مات القائد الحاجب المنصور فرح بخبر موته كل أوربا وبلاد الفرنج، حتى جاء القائد ألفونسو إلى قبره ونصب عليه خيمة كبيرة وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور ونام عليه.. ومعه زوجته متكئة.. يملأهم نشوة موت قائد الجيوش الإسلامية في الأندلس وهو تحت التراب.
وقال ألفونسو: أما ترونى اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب؟! وجلست على قبر أكبر قادتهم.
فقال أحد الموجودين: والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحدا على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار.
فغضب ألفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت: صدق المتحدث.. أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره! والله إن هذا ليزيده شرفا، حتى بموته لا نستطيع هزيمته.. والتاريخ يسجل انتصارا له وهو ميت.. قبحًا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك.
عندما كنا مسلمين
■ ■ ■
جاءوا إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بأموال الزكاة، فقال: أنفقوها على الفقراء.. فقالوا ما عاد في أمة الإسلام فقراء، قال: فجهزوا بها الجيوش.
قالوا: جيوش الإسلام تجوب الدنيا، قال: فزوجوا الشباب.
فقالوا من كان يريد الزواج زُوِج. وبقى مال، فقال: اقضوا الديون على المدينين.
فقضوها وبقى مال، فقال: انظروا «المسيحيين واليهود» من كان عليه دين فسددوا عنه.. ففعلوا وبقى مال، فقال: أعطوا أهل العلم.. فأعطوهم وبقى مال، فقال: اشترو بها قمحًا وانثروه على رءوس الجبال لكى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
■ ■ ■
وأختتم بهذه القصة العظيمة.. ابنة هولاكو زعيمِ التتار كانت تطوف في بغداد فرأت جمعًا من الناس يلتفـون على أحد علماء المسلمين، فأمرت بإحضاره وسألته: ألستم المؤمنين بالله؟
قال: بلى.
قالت: ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره من يشاء؟
قال: بلى.
قالت: ألم ينصرنا الله عليكم؟
قال: بلى.
قالت: أفلا يعنى ذلك أننا أحب إلى الله منكم؟
قال: لا.
قالت: لماذا؟
قال: ألا تعرفين راعى الغنم؟
قالت: بلى.
قال: ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟
قالت: بلى.
قال: ما يفعل الراعى إذا شردت بعض أغنامه، وخرجت عن سلطانه؟
قالت: يرسل عليها كلابه لتعيدها إلى سلطانه.
قال: كم تستمر في مطاردة الخراف؟
قالت: ما دامت شاردة.
قال: فأنتم أيها التتار كلاب الله في أرضه وطالما بقينا شاردين عن منهج الله وطاعته فستبقون وراءنا حتى نعود إليه عز وجل.
فاللهم اجمع شتاتنا، ووحد على كلمتك رايتنا، ولا تجعلنا غرباء في بلادنا!!