رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عذر الإعلام أقبح من ذنب الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قد لا يعرف كثيرون من المشتغلين بالإعلام والصحافة في هذه الأيام قصة المثل الشائع والمعروف منذ قديم الأزل «عذر أقبح من ذنب»، وهى قصة تعود لحكم الخليفة هارون الرشيد، عندما سأل الشاعر أبونواس ما هو العذر الذي يكون أقبح من الذنب، فطلب مهلة عدة أيام حتى يجيب عن سؤاله، بعد أيام جاء أبونواس والخليفة هارون الرشيد يطل على حديقة القصر وضربه ضربة خفيفة على ظهره، فانتفض وغضب الخليفة فاعتذر أبونواس وقال له لقد تخيلت أن الواقف هو الملكة وليس أنت فقال له وهل كنت تجرؤ أن تفعل ذلك مع الملكة فقال أبونواس هذا هو العذر الأقبح من الذنب فعفا عنه الخليفة هارون الرشيد.
والعذر الأقبح من الذنب نعايشه كثيرًا هذه الأيام، منذ أن أسقط الشعب المصرى ومن خلفه الشعوب العربية جماعة الإخوان من فوق مقاعد الحكم في مصر بثورة ٣٠ يونيو، وألقوا بتلك الجماعة في سلة المهملات ومزبلة التاريخ، إلا أن الجماعة تأبى أن تصمت وتمارس أبشع الجرائم وترتكب أعظم الذنوب ضد شعب مصر وجيشه وشرطته من قتل وسفك للدماء وتخريب وتدمير للممتلكات واغتيال للرموز القضائية.
وجماعة الذنوب ليست وحدها في هذه المعركة، بل يقف معها سواء بسوء نية أو بحسن نية بعض وسائل الإعلام المصرية والمواقع الإلكترونية بنشر وترويج أكاذيب تلك الجماعة التي تستهدف إضعاف الروح المعنوية للشعب المصرى، والعمل على انهيار تماسك وصلابة شعب مصر، وبث سلسلة من الأكاذيب والأخبار الملفقة والمفبركة وتنشر تلك المواقع الإعلامية المصرية هذه الأكاذيب وكأنها حقائق.
وحادث سيناء الإرهابى الأخير، كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير الإعلامي الذي وقع في الفخ الإخوانى وروج أكاذيب عن أعداد الشهداء في صفوف قوات الجيش وأظهر بطولات للإرهابيين وهمية دون أن يدرى أن أبطال الجيش دحروا الإرهابيين وتم اصطيادهم كالفئران المذعورة وتحولت أرض سيناء إلى مقبرة لهؤلاء الإرهابيين الذين سولت لهم أنفسهم الهجوم على قوات جيش مصر وهم خير أجناد الأرض.
ولم يفكر هؤلاء الإعلاميون، ولو للحظة واحدة في مدى الأثر النفسى لنشر هذه الأكاذيب حتى لو كانت نقلا عن وكالات أجنبية ومواقع أجنبية وما الفائدة التي ستعود عليهم من إعادة نشرها مرة أخرى وإذا كانت هذه المواقع الإعلامية تعتمد على آخرين فما الداعى لوجودها وعملها وإنفاق الأموال عليها، وما الجديد الذي تقدمه للمتابعين لها وهى تعلم أن «ناقل الكفر هو أيضا كافر» وليس كما يقال ناقل الكفر ليس بكافر، فناقل الخبر الكاذب يعد كاذبا.
وانساقت هذه المواقع وراء شهوة الانفراد الوهمى والكاذب في بث أخبار كاذبة ومضللة، وتجاهلت أن الوطنية يجب أن تعلو المهنية وأن إعادة نشر هذه الأخبار مرة أخرى لا تجوز حرصا على الروح المعنوية لقوات الجيش وهى تقاتل الإرهابيين والمصريين وهم يتابعون تلك المعارك الضارية والقوية وحتى لو كانت هذه الأخبار صحيحة، فإن عدم نقلها والكذب يعد في هذه الحالة فضيلة وواجبًا وطنيًا.
والغريب أن وسائل الإعلام والمواقع التي ارتكبت هذه الخطيئة الكبرى في حق مصر وشعبها وجيشها، أعلنت اعتذارها عن هذا الخطأ وندمها عما ارتكبته دون أن تعلم أن هذا العذر أقبح من الذنب الذي ارتكبه الإرهابيون وجماعة الإخوان وحلفاؤها، والأغرب أنه بعد هذا الاعتذار ظلت الأخبار الكاذبة على المواقع دون أن يتم رفعها أو حذفها أو تصحيحها.
وأقولها بكل صدق وصراحة، لقد ضاق غالبية الشعب المصرى من استمرار أخطاء بعض رجال الإعلام والصحافة والمواقع الإلكترونية في حق الوطن في هذه الظروف الصعبة، وإنهم في كل مرة يكررون نفس الأخطاء، ويسعون إلى أن يقبل الشعب أعذارهم واعتذارهم دون أن يعلموا حجم الألم الذي يعتصر قلوب الشعب المصرى من أخطاء وممارسات هذا الإعلام.
فجماعة إخوان الذنوب أصبحت معروفة ومنبوذة من الشعب المصرى بسبب إرهابها وجرائمها، ويبدو أن استمرار هذا النهج وتلك الممارسات الخاطئة ونقل وترويج الأكاذيب من جانب بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية سيجعل الشعب المصرى مكرهًا ومرغمًا وفى سبيل حبه لمصر وطنه ولجيشه وشرطته، أن يضع هذا الإعلام مع الإخوان في خندق واحد والعاقبة ستكون وخيمة على الإعلام وقتها.
فيا رجال الإعلام والمواقع الإلكترونية اعلموا أن عذركم بعد هذه الواقعة لن يكون مقبولا واختفاءكم من الساحة الإعلامية هو الوحيد الذي سيكون مقبولا من شعب مصر وجيشه وشرطته، وأعيدوا قراءة قصة «عذر أقبح من ذنب» لكى تتعلموا الدرس وتتجنبوا الوقوع في الخطأ والخطيئة من جديد، فالشعب لا يستطيع تحمل إخوان الذنوب وإعلام الأعذار، فاللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.