الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن الصرصار والإعلام المضلل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بقدر ما كان الأربعاء الماضى الأول من يوليو الجارى يومًا من الأيام المشهودة للعسكرية المصرية، كان أيضا كاشفًا لحجم التضليل الذي يمارسه بعض الإعلام المصرى الخاص عن جهل أو ضلوع في مخططات حروب الجيل الرابع.
لم يكن مستغربًا أن تبادر قناة الجزيرة وأخواتها المرتبطة بأجهزة المخابرات من وكالات الأنباء والمحطات التليفزيونية ببث بيانات مكذوبة بشأن أعداد الضحايا من جنود الجيش المصرى لتعلن عن سقوط ٦٠ شهيدًا بعد ثلاث ساعات من بدء الهجوم الإرهابى، ليصبح العدد مع حلول الواحدة ظهرا ٦٤ وتصل الحصيلة النهائية في عصر نفس اليوم إلى ٧٠.
لكن عجب العجاب أن يلهث معظم الإعلام المصرى الخاص، لاسيما المواقع الصحفية، وراء تلك البيانات ليظل يرددها طوال الوقت متجاهلا ما يصدره المتحدث العسكري من بيانات مبدئية، والتي قدرت أعداد الضحايا بـ١٠ جنود، ووحده التزم التليفزيون المصرى ببيانات الجيش، ومع فقدان المصداقية للإعلام الرسمى أصيب المصريون بنوع من الإحباط أمام حجم الأرقام والخسائر التي يبثها الإعلام الخاص ناهيك عن شائعة سقوط بعض الجنود المصريين أسرى بين أيدى الإرهابيين.
عزيزى القارئ كيف تصف بعض رموز الإعلام الخاص الذين يسبون قناة الجزيرة ويصفونها تارة بالعميلة وأخرى بالخنزيرة وثالثة بالحقيرة ثم يلهثون من بعد ذلك وراء ما تنشره من أكاذيب وسموم تحاول النيل من ثقتك في جيشك؟! وكيف تقيم من وصف دويلة قطر في يوم من الأيام بالصرصار بين الدول العربية الكبيرة ثم يعترف بأنه وقع ضحية مخطط إعلامي تواكب مع الهجوم الإرهابى على جنودنا في سيناء؟! الزميل مجدى الجلاد هو من شبّه دويلة قطر بالصرصار، واعترف أمام أحد الخبراء الاستراتيجيين، بعد بث القوات المسلحة فيديو وثائقى لبطولات الجيش المصرى، سقوطه في شرك تلك المؤامرة على شاشة «سى بى سي» في برنامجه «لازم نفهم»، وجاء مقاله في اليوم التالى بصحيفة «الوطن» والمعنون بـ«أنا صرصار وأنت أيضًا» ليجعل منه نموذجًا للإعلام المضلل وحالة تستحق الدراسة والتحليل من جانب أساتذتنا في كلية الإعلام.
الأستاذ الجلاد نعت نفسه بمثل ما نعت الدوحة «صرصار»، وهذا أمر لا يعنينا في شيء، لكنه بدا لى معبرًا وبدقة عن إعلام الصراصير المضلل، ذلك أن الصراصير الصغار وحدهم من يقعون في شرك المؤامرة ويستنشقون المبيد الحشرى عن جهل وانعدام وعى ليهلكوا وتهلك مصداقيتهم.
فمنذ متى نتجاهل بيانات الجيش عن الحروب وننشر أكاذيب العدو؟! أليس في ذلك جريمة نشر أخبار كاذبة تضر بالأمن القومى وتماسك الجبهة الداخلية؟! الكارثة أن الصحفى الكبير مجدى الجلاد وصف في مقاله الحرب الدائرة بين الدولة المصرية والإرهاب بأنها «خناقة على السلطة بين الدولة والإخوان» وجعل منهما طرفين متساويين متوازيين، واتهم الدولة بممارسة القتل البارد غير المسئول وشكك في روايتها بشأن قيام مجموعة إرهابية من عناصر الإخوان بإطلاق النار على رجال الشرطة أثناء مداهمة أحد أوكارهم في مدينة ٦ أكتوبر وراح يطالب الدولة بإعلان أدلة تورط الإخوان في أعمال الإرهاب والعنف متجاهلًا أحكام القضاء والتحقيقات التي تباشرها السلطات المختصة.
تحليل مضمون المقال يؤشر إلى أن صاحبه استخدم أخطر معاول هدم الدولة، وذلك بالتشكيك في مصداقيتها في مواجهة روايات الإخوان الكاذبة التي طفق يرددها، وكأنه أراد تكريس فكرة كذب بيانات الدولة أو ضعفها وأن جماعة الإخوان ليست مجرد تنظيم إرهابى فاقد لأى شرعية سياسية وانما هي معادل سياسي للدولة المصرية دخل في صراع معها من أجل السلطة.
أسأل الصحفى والإعلامي مجدى الجلاد: هل إلى هذا الحد تبدو مختلفا عندما تكتب مقالا في صحيفتك عن أسلوبك الذي تطل به عبر الشاشة الفضية؟! في رأيك من نصدق، هذا الحياد المدعى في مقالك عن الصراصير أم انحيازك للدولة وعداءك للإخوان في «لازم نفهم»؟!