الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تمرد الجماعة الإسلامية تواصل كشف إرهاصات مبادرة وقف العنف عام 1997

 وليد البرش منسق
وليد البرش منسق حركة تمرد الجماعة الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
*الشيخ الشعراوي طرح مبادرتين لتسوية الأزمة بين الدولة والجماعة والتنظيم رد: "من علماء السلطان!"
*مبارك رحب بمبادرة الشعراوي: "لو نجحت في اقناع قيادات الجماعة والجهاد بوجهة نظرك خذهم في إديك، وأخرجهم من السجن".
*الجهاديون رفضوا مبادرة الشعراوي وقالوا: "لا لقاء بين الحق والباطل"
*"الهروب الكبير" سددت رصاصة الرحمة على جهود الشعراوي وخلافات الجهاد دفع الزمر للارتماء في أحضان الجماعة
*أدبيات الجماعة الإسلامية ظلت تتبني نهجا معاديا للشعراوي رغم محاولات إنهاء مأساتهم

تطرقت دراسة إرهاصات مبادرة الجماعة الإسلامية لوقف العنف1997 والتي أعدها وليد البرش منسق حركة تمرد الجماعة الإسلامية لمرحل مهمة سبقت التسوية النهائية بين الجماعة والدولة إبان اشتعال المواجهات المسلحة في بداية حقبة التسعينيات من القرن الماضي.. خصوصا داخل الداعية الإسلامية الكبير الشيخ محمد متولي الشعراوي على خط الأزمة، وحاول بدعم عدد من كبار المفكرين الإسلاميين حلحلة الأزمة بين الجماعة والدولة. 
وتعود علاقة الشيح الشعراوي بالجماعة الإسلامية لأحداث 1981 بحسب تأكيدات المهندس حمدي عبدالرحمن عضو مجلس شوري الجماعة، حيث ذهبت مجموعة من أعضاء الجماعة لاستطلاع رأيه في محاولاتهم للخروج على السادات فبادرهم الشعراوي بالقول: ماهي عدد الدبابات والطائرات التي تملكونها؟ قالوا: لا شيء فرد عليهم لا تخرجوا
فلم يعجب هذا القول قيادات الجماعة، رأوا أنه يخذِّلهم عن الجهاد في سبيل الله، ما هي عدد ويظهر موقف الجماعة من جهود الشعراوي بحسب الدراسة أنهم كانوا يسيرون في طريق العنف، نهايته معروفة، لا يريدون سماع سوى أقوال من يوافقهم فقط
روي محمود شعيب أحد قيادات الجماعة أن عددا منهم جلس مع المرحوم عمر التلمساني قبل سنة 1981م، وفي نهاية حواره معهم قال لهم: إن سـرتم وراء أفكار كرم زهدي سيكون مصيركم ليمان طره وقد تحققت نبوءته، هكذا كان تعليق الدكتور محمود شعيب على هذه القصة التي ذكرها لي..
اتخذت الجماعة من الشيخ الشعراوي موقفًا عدائيًا، استغلت الجماعة فترة محاكمتها التي استمرت ثلاث سنوات كاملة، في التأصيل الشـرعي لانتهاجها العنف، واستغلوا جلسات المحاكمة وإجراءاتها في تقديم مذكرات توضح فكرهم لهيئة المحكمة، وكان الهدف من وراء هذه المذكرات هو حفظ هذا الفكر من الضياع، فقد كانوا متيقنين أنهم سينالون أحكامًا بالإعدام، وأنهم ينتظرون معجزة لإفلاتهم من حبل المشنقة، وحدثت المعجزة، وتكررت في قضية اغتيال الدكتور المحجوب رحمه الله..
ويؤكد هذا النهج أن الجماعة الإسلامية وأدت 3 محاولات لتحقيق المصالحة مع الدولة أولاها عام 1983م عندما رفضت قيادات جماعة الجهاد مقابلة ضباط أمن الدولة، وباءت المحاولة الأولى بالفشل.
وجاءت الثانية برفضها مبادرة الشيخ الشعراوي عام 1987لتسوية الأزمة مع الدولة 1987.
وسارت الجماعة غفي نهجها المعادي للشيخ الشعراوي بل تضمن كتابها "حتمية المواجهة، وقد حمل هذا الكتاب هجومًا صـريحًا على الشيخ الشعراوي، كان أبسطه اتهامه بالنفاق، لقوله تحت قبة مجلس الشعب عن الرئيس السادات: «إنه لا يسأل عما يفعل».
وأشعل البيان الثلاثي الصادر من الشيوخ: الشعراوي والغزالي والطيب النجار ضد ممارسات الجماعة وأفكارها غضبا الجماعة التي شنت هجوما شديدا من الجماعة ومن عمر عبدالرحمن تجاه الشيخ الشعراوي، وترسخ في ذهن أفراد الجماعة أن الشيخ الشعراوي رحمه الله من علماء السلطان المنافقين.
وفي المقابل واجه الشيخ الشعراوي هجوم الجماعة باستمرار محاولاته الشيخ الشعراوي، بإنهاء الأزمة، ورد هذا الشباب إلى جادة الطريق فتدخل عام 1987م، وذهب إلى الرئيس مبارك، الذي وافق على وساطة الشيخ، وقال له: «لو اتفقت معهم، خذهم في إيدك، وأخرجهم من السجن».
فأرسل رسالة إلى من كانوا في ليمان طرة بأنه يريد مقابلتهم للإسهام في حل أزمتهم، وذكر في رسالته موافقة الرئيس على وساطته.
وكان أغلب الموجودين في ليمان طرة من المحاكمين في قضية اغتيال السادات، وقضية أحداث أسيوط المسماة «قضية الجهاد الكبرى وكانوا قبل عام 1981م مجموعتين».
الأولى مجموعة محمد عبد السلام فرج صاحب كتاب «الفريضة الغائبة»، الكتاب العمدة الذي منه أخرجت الجماعة كل كتبها، وهم من القاهرة والجيزة، ومنهم عبود وطارق الزمر وعصام القمري ونبيل المغربي وصالح جاهين وأسامة قاسم وغيرهم.
بينما هيمن أبناء الصعيد على المجموعة الثانية بقيادة كرم زهدي، وكانت المجموعتان قد اتحدتا معًا تحت أمرة الدكتور عمر عبدالرحمن، وبعد تنفيذ حكم الإعدام في محمد عبد السلام فرج في 17/4/1982م انفرط عقد هذا التحالف، وانفصلت المجموعة الأولى تحت مسمى جماعة الجهاد بقيادة عبود الزمر، وأصدروا بحثًا لبطلان ولاية الدكتور عمر، سموه «لا ولاية لضـرير»، وكان الدكتور عمر خارج السجن، وتمسكت الجماعة الإسلامية مجموعة الصعيد بهذا الاسم، وردت على بحث الجهاد ببحث «لا ولاية لأسير» يطعنون فيه على ولاية عبود الزمر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بحسب الدراسة بل أن الخلافات امتدت حتى للموقف من مبادرة ووساطة الشخ الشعراوي ما بين مرحب بالمبادرة ووساطة الشيخ ولقائه، وهم تنظيم الجماعة بقيادة كرم زهدي، والثاني: رافض لها، لأنه لا التقاء بين الحق والباطل في أنصاف طريق، وإذا حدث التقاء بين أهل الحق وأهل الباطل سوى بتنازل أهل الحق عن حقهم، وتزعم هذا الفريق تنظيم الجهاد
ورغم محاولات الشيخ الشعراوي رحمه الله إخراج الجماعة من أزمتها، لم يتغير خطاب الجماعة تجاه الشيخ، فظل في نظر قواعد وأعضاء الجماعة الذين يدرسون كتاب «حتمية المواجهة» العالم المنافق الذي يخدم السلطان ويحارب أهل الحق.