الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تحية للشهداء.. لقد بدأت نهاية الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما جرى يوم الأربعاء الماضى في سيناء فاق كل التوقعات لقد حدث من قبل أن هاجم الجبناء من التكفيريين، الإرهابيين كمائن ومواقع عسكرية ولاذوا بالفرار أكثر من مرة. ولم تكن الردود كافية ولم نعرف عدد قتلاهم، بدا الأمر غريبا على أي مصرى. كيف حقا يفعل هؤلاء ذلك أكثر من مرة ولا عقاب يشفى غليلنا؟
يوم الأربعاء الماضى اختلف الوضع. اصطبحنا على الإذاعات العربية والأجنبية تتحدث عن هجوم كبير على أكثر من عشرة كمائن. وعن ضحايا كثيرين من جنودنا. وانشغلت مواقع الفضاء الافتراضى بما ينشر وما كانت تنقله بوابات صحفنا عن المصادر الأجنبية. لم يكن هناك بيان واحد من قواتنا المسلحة يفسر الأمر أو يشرح ما جرى، إلا بشكل عام يتحدث عن هجوم وتصد للمهاجمين. ارتبك كل من يحب هذا الوطن. عدد الكمائن كبير وعدد القتلى كما يقال كبير، ووصل الأمر إلى القول بخطف وأسر جنود من جنودنا.
ثم في الساعة الثانية عشرة تقريبًا تغير الحال. بدأنا نسمع عن طائرات مصرية تشارك في المعركة. وعن قوات تفك الحصار عن قسم شرطة الشيخ زويد الذي لم يستسلم. وظل كثير من الإذاعات والقنوات الأجنبية تتابع لكن لم تتوقف عن القول بأعداد كبيرة من الضحايا من جنودنا. على مواقع الفضاء الافتراضى بدأ الحال يتغير. وبدأ مراسلون من سيناء يذيعون الحقائق الجديدة. الهجوم كبير وضار على الإرهابيين. والمعركة القائمة من الصباح لم تكن قد انتهت. ولا زال أبطال من جنودنا وضباطنا في الكمائن يقاومون. نحو الساعة الرابعة هدأت الأحوال. اختفى الإرهابيون من الشيخ زويد ومن حول الكمائن. هرب من هرب وأصيب وقتل من قتل. لم يعد لهم ظهور على الأرض. قوات الطيران حسمت الأمر حقا. وقوات الصاعقة وغيرها أيضا. وبدأ الحديث يتغير ويتحدث عن قتلى كثيرين من الإرهابيين الأوساخ. ونسينا الكلام عن أعداد الشهداء من جنودنا حتى صدر بيان المتحدث العسكري الذي حددهم بسبعة عشر. وحدد جثث الإرهابيين بنحو مائة. ولم تنته المعركة. ظلت قواتنا تطارد المجرمين ولا تزال. وفى اليوم التالى صدر تقرير المجلس العسكري المصور، فاكتشفنا أن لنا وطنا عظيما ما قاله الضباط عن الجنود كان من أعظم ما قيل. اعترفوا لهم بالبطولة فعرفنا من قتل اثنى عشر إرهابيا من تكفيريين، ما يسمونه الجهاد، وهناك من قتل عشرينا وهناك من فجر سيارة الإرهابيين قبل أن تصل إلى الكمين. يا إلهى. ما الذي تغير في المصريين؟ لا شيء. هم هكذا المصريون وما جرى في الأعوام السابقة كان أمرًا استثنائيًا. أستطيع أن أجزم أن هذه المعركة صارت عند قادة القوات المسلحة حياة أو موتا.. بل رهان على قوتنا وعلى تاريخنا وعلى أرضنا. لم يكن كمين واحد هو الذي تم الهجوم عليه، وهكذا طمع الإرهابيون فيما يسمونه ولاية سيناء. ففتحوا معركة حقيقية مع الجيش كله كقيمة ورمز. وهنا فتحوا باب النهاية عليهم.
لم تعد المسألة مجرد عمليات إرهابية، بل صارت المسألة الوطنية كاملة. ولا يفرط مصرى في تضامنه، بل وتضحيته من أجل المسألة الوطنية حتى لو اختلف مع النظام الحاكم. الاختلاف سياسة والأرض وطن. لا يستطيع أن يفرط في الوطن إلا خائن؟ السياسة تتغير لكن الأرض إذا ضاعت ضاع الوطن بالمعنى الحقيقى والمجازى أيضًا. وهكذا ننحنى احتراما لشهدائنا ولقادتهم ونشد من أزرهم ونقول نحن خلفكم ونرجوهم ألا يتركونا بعد ذلك للإذاعات والقنوات الأجنبية. اخبرونا بقدر الإمكان بما يحدث فالعالم صار صغيرا، وبقدر ما تصل فيه المعلومات بسرعة فائقة بقدر ما صارت قوة التضليل والتشويه تصل أيضا بنفس السرعة. وكما يحدث الآن تظل المطاردة لهؤلاء المجرمين قائمة.
ويجب أن تظل قائمة. إن الإجابة على سؤال أين يذهب هؤلاء الضالون بعد عملياتهم تكون حاسمة للأمر كله. ليس هناك أنفاق كما كان من قبل، وشمال سيناء أرض مسطحة ليس فيها سوى طرق وصحراء ومزارع وأشجار.
هل يقيمون لهم خنادق في الأماكن البعيدة في الصحراء ويزرعون فوقها أشجارا أو يضعون فوقها أسقفا أو أكشاكا لتختفى عن عين الناظرين أو حتى الطائرات. يمكن أن يحدث هذا. لكن أيضًا يمكن للأقمار الصناعية أن تكتشفهم.
لست مع القائلين أبدًا أن أهلنا في سيناء يخفونهم في بويتهم. هذه قد تكون حالات نادرة لكن هذه الأعداد تعرف أين تذهب ومن أين تأتى.
كيف يحدث هذا في زمن الأقمار الصناعية. وحتى يتم اكتشاف أوكارهم الكبيرة يجب ألا تتوقف قواتنا الباسلة عن مطاردتهم كل يوم حتى ييأسون ويخرجون من كل الجحور. قلبى على من استشهد وقلبى مع من يستعد للشهادة، ومصر بدأت رحلة العالم الحقيقية في القضاء على الإرهاب. المهم ألا تتوقف عن مطاردة أصحابه صباح مساء.