الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا نصر إلا بالردع للإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قام الإرهاب ببعض مفاجآت لبعض رجال الجيش في سيناء، وقتل عددا منهم وشاهد شعبنا دماءهم وهى تسيل.
وجاءت هذه الجرائم بعد ساعات من مقتل الشهيد البطل النائب العام، الذي سالت دموع المصريين جميعا حزنا واحتجاجا على الاغتيال الغادر لرجل العدالة الحاسم الذي لم يخش في الحق لومة لائم.
وأنا واثق أن قلوب المصريين انقبضت وهى تسمع أن المستشار صاحب القلب الجرىء أحمد الزند، وزير العدل، وهو يقول «أنا أعلم أننى سأكون الضحية الثانية بعد النائب العام». وأنا ككل مصرى وطنى يدعو الله ألا يستجيب إلى ما تمناه وزير العدل العادل المنصف، وأن ندعو له بطول العمر.
ويأتى الآن الوقت المناسب لنستمع ونفهم الخطاب التاريخى الذي ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء جنازة الراحل الشهيد النائب العام وسط القضاة والمستشارين وعائلة الفقيد. لن ينسى واحد منا قوة الكلمة والمعانى التي أشار إليها في خطابة التاريخى وهو يحيى صوت مصر، صوت النائب العام، حينما يتذكره الجميع بالاحترام والتقدير.
وحينما أشار الرئيس بحزم وحسم عن ضرورة تغيير التشريعات من أجل العدالة الناجزة حتى لا ينفد صبر الرأى العام وهو يرى أحكاما ينتظر تنفيذها أعواما.
وفسر الرئيس الهدف الذي يقصده وهو احترام روح القانون بأن تتحقق العدالة الناجزة بتغيير التشريعات، فحينما يتم الحكم بالإعدام أو بالسجن المؤبد يتم التنفيذ بطريقة ناجزة فتطمئن أرواح الشهداء وقلوب أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم.
شكرا للسيد الرئيس الذي طالب بالعدالة الناجزة أمام أهل الشهيد البطل النائب العام الراحل.
وكان رد فعل الحكومة فور كلمة الرئيس أن ذهب رئيس الحكومة المهندس محلب، والوزير المحترم المستشار أحمد الزند، إلى مجلس الوزراء ليجتمعا بالمختصين ليبدأوا في تنفيذ خطة الرئيس بخصوص العدالة الناجزة.
ولعلمى بعقلية ومناورات العالم الخارجى فإننى على ثقة أنهم سيثيرون حملة نحو تفسير تغيير بعض القوانين لتحقيق العدالة الناجزة بأنها اعتداء على حقوق الإنسان وقواعد الديمقراطية.
وأمام هذا النوع من الحملات فليعلم شعبنا أن الأولىة الكبرى هي حماية الأمن القومى لأمننا.
لقد سعدت بمبادرة الرئيس عند زيارته لجنوده بسيناء وقد ارتدى الزى العسكري ليجسد انتماءه لجيش مصر وقواته المسلحة.
وأذكر القارئ أننى منذ عدة شهور اقترحت بجهد شخصى أن يحتفظ السيد الرئيس بلقب المارشال.
واستعنت بنموذج مثل الجنرال ديجول والجنرال أيزنهاور حينما توليا رئاسة الجمهورية أنهما احتفظا بلقب الجنرال، وقيل وقتها إن الجنرال ديجول أسر لصديقه الكاتب أندريه مالرو أن أهم شىء في الاحتفاظ بلقب الجنرال أنه إذا أمر أن يطاع..!!
وسجل جيش مصر نجاحا في معركة «سدرة أبو الحجاج» بسيناء حيث قامت قواته ببطولة عظيمة سيسجلها التاريخ، حيث حاولت سيارة مفخخة بالتزامن مع سيارة أخرى اقتحام منطقة أبو الرفاعى، لكن الجنود والضباط تصدوا ببسالة فائقة وتم تفجير السيارة المفخخة قبل اقتحامها الكمين بمسافة مناسبة، وتسببت الموجة الانفجارية في إصابة ضابط، لكنه تماسك واستمر في مواجهة المسلحين الإرهابيين وقاتلهم وهو وسط جنوده، واستمرت الاشتباكات لمدة ساعات ولم يتمكن الإرهابيون من الاستيلاء عليه. وبعد ذلك وصلت مروحية «أباتشى» تابعة للقوات المسلحة وتعاملت مع المهاجمين وقضت عليهم تماما.
وحينما نتابع الموقف في سيناء فسنجد أن قواتنا بطائراتها وبالأباتشى قادرة في معظم الأحوال على قهر العدو، ولكن يحاول الإرهابيون ممارسة المفاجآت كما حدث في سيناء الأيام الأخيرة، فيزرعون القنابل والمفرقعات خارج مناطق الهجوم، وحينما تترك قواتنا مواقعها تنالهم القنابل والمفرقعات.
وهنا تقيم المعركة باعتبارها معركة خاسرة، ولكن يأتى بعد ذلك معركة مثل معركة سدرة أبو الحجاج بسيناء التي سجلت قواتنا بطولة تستحق أن يسجلها التاريخ، والتي انتهت بعد هجوم مروحيات الأباتشى بأن قضت قواتنا عليهم تماما.
أقول للقارئ في علم المعارك المعروف، هناك معارك نكسبها وهناك معارك نخسرها ولكن أمام جيش وراءه تاريخ انتصارات مشرفة، سيكون النصر الأخير لجيش مصر وسيكون الخاسر هم مجرمو الإرهاب الذين كرههم شعب مصر، ودخل مع الإرهابيين في معركة حياة أو موت لا تسمح لنا بأن نخسر المعركة.