الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اليسار اليوناني يتصدى لشروط الدائنين في استفتاء الإنقاذ.. الاتحاد الأوروبي: التصويت بـ "لا" يمثل كارثة على الأسواق والشركاء.. البورصة والعملة الأوروبية تواجهان خسائر فادحة بعد النتيجة

ئيس الوزراء ألكسيس
ئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 "المجد لمن قالوا لا في وجه من قالوا نعم"..هكذا قال أمل دنقل وهكذا كانت مطالب اليسار، والتي سار على خطاها اليونانيون أيضا حيث رفضوا خطة الإنقاذ في الاستفتاء الذي جرى أمس الأحد.

وفاز تيار "لا" بنسبة 61.31 % مقابل 38.94% لمؤيديها، ربما لأنهم فقدوا الأمل في تحسين أوضاعهم، أو لأن مازال بعضهم يعيش على أحلام مثالية للسيادة الوطنية.

وحسبما توقع رئيس البرلمان الأوروبي "مارتن شولز" أنه إذا فاز "لا" فإن القرار سيكون بمثابة كارثة بالنسبة للدائنين والشركاء والأسواق الأوروبية، فقد تلقت أسواق النفط والأسهم العالمية صدمة في تعاملات اليوم الإثنين، حيث هبطت أسعار تعاقدات خام "برنت" القياسي بقيمة 3.16 دولار إلى 58.91 دولار للبرميل، موسعا من تراجعه بالسوق الأوروبية، ومواصلا خسائره لليوم الرابع على التوالي ليتداول دون 59 دولارا للمرة الأولى في ثلاثة أشهر.

وتراجعت أسعار تعاقدات الخام الأمريكي إلى 54.41 دولار للبرميل هابطة نحو 2.53 دولار منذ آخر تعامل لها قبل عطلة 4 يوليو العامة.

ويعني هذا الهبوط أن أسعار التعاقدات الآجلة لكلى الخامين في أدنى مستوى لها منذ منتصف أبريل.

كما هبطت الأسهم في منطقة اليورو وسطيا بنسبة 1.7% في التعاملات المبكرة يوم الإثنين.

وكانت أسهم البنوك الأكثر تضررا ونزل مؤشره "يوروستوكس" للبنوك 2.3% ونزلت البنوك الإيطالية ومن بينها "أوني كريديت" ما بين 3% و4% بينما هوى بنك البرتغال التجاري 3%، حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم".

 وتري صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن اليوم الإثنين هو اليوم المصيري وليس أمس الأحد يوم الاستفتاء، لأن اليوم هو الذي سيظهر موقف الدائنين هل سيقبلون إقراض اليونان بعد التصويت بـ"لا"، خاصة وأن النقد سوف ينضب تماما من المصارف اليونانية في أيام قلائل. وفي حالة رفض البنك المركزي الأوروبي منح المصارف اليونانية بما تحتاجه من النقد، فإن القطاع المالي اليوناني سيصبح أمام خيارين إما استخدام أموال المودعين أوإعادة طبع العملة اليونانية "دراخما" قبل دخول منطقة اليورو.

وفي محاولة للتوصل لأسباب انزلاق اليونان لهذه الأزمة، عقدت الصحيفة مقارنة بين اليونان وألمانيا حيث قالت إن الدين الضريبي في ألمانيا في أدنى مستوياته في أوروبا بينما هو في أعلى مستوياته في اليونان، مع اعتبار أن الوضع المالي في ألمانيا أفضل بكثير من اليونان، حيث تتميز حكومة الأولى بالانضباط بينما الثانية اعتادت على عدم الانضباط.

بينما قالت صحيفة فايننشال تايمز إن اليونانيين يستحقون أكثر من التهديدات بمزيد من المعاناة، موضحا أن الشعب بحاجة لشيء أكثر فائدة من مجرد الحديث عن الاقتطاعات والزيادات الضريبية، وتعتقد الصحيفة أن اليونانيين صوتوا لاحتمال الخروج من منطقة اليورو لأنهم شعروا بأن طاقتهم استنفدت وتخلى عنهم قادتهم وصناع القرار الأوربيون.

 وفي افتتاحيتها وصفت صحيفة التايمز الاستفتاء بالحماقة والاحتيال، وقالت إن أوربا تنظر إلى المعاناة التي تجتاح اليونان الآن بتعاطف مع شعبها لكن الخطر هو أن التصويت بلا قد سبب ضررا دائما لمنطقة اليورو، وتري الصحيفة أن الاتحاد الأوربي تضرر بشدة لأن الأعضاء الجدد يرغبون في الابقاء على عملاتهم.

وأكدت الصحيفة أن الرفض الشعبي الساحق لشروط الاتحاد الأوروبي لمزيد من المساعدة المالية يلقي كل الحسابات السياسية تقريبا في حالة من الفوضى.

وبعد يوم من رفض غالبية اليونانيين في الاستفتاء الشروط المجحفة بحقهم التي اقترحها المقرضون مقابل الاستمرار في تقديم الدعم المالي، قدم منذ قليل وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس استقالته، وأوضح فاروفاكيس سبب استقالته على مدونته الإلكترونية أنه " بعيد إعلان نتائج الاستفتاء علم أن بعض أعضاء مجموعة اليورو والشركاء يفضلون غيابه عن الاجتماعات، وهي فكرة رأى رئيس الوزراء (ألكسيس تسيبراس) إنها قد تكون مفيدة من أجل التوصل إلى اتفاق، ولهذا السبب أغادر وزارة المالية اليوم".

ورأى الوزير المستقيل أن نتيجة الاستفتاء الذي فاز به المعارضون لشروط المقرضين بنسبة 61.31% لها "قيمة مهمة.. مثل كل المعارك من أجل الحقوق الديموقراطية".