أحكمت السلطات الصينية من التدابير والإجراءات التعسفية لدفع المسلمين الأويغور إلى إفطار شهر رمضان، حيث نظمت عملية توزيع للبطيخ في نهار الشهر الكريم في كلية الطب في أورومكي في شينجيانغ، وهي منطقة يعيش فيها عدد كبير من المسلمين الأويغور بالصين.
ونقلت شبكة "فرانس 24" الفرنسية عن طالبة بكلية الطب، كتبت عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي: "عندما يحق لمسلمي العالم ومسلمي الصين القارية أن يصوموا رمضان يجبر الأويغور في كلية الطب في شينجيانغ على أكل البطيخ في نهار رمضان. وممن يرفضون يهددون بسحب شهاداتهم. وهذا انتهاك للدستور الصيني.. حرية ممارسة الشعائر الدينية غير موجودة."
وأشارت الشبكة الفرنسية في تقرير لها، أن الإسلام ليس ممنوعا في الصين ولكن السلطات في هذه المنطقة الحساسة تحد من وجوده أكثر فأكثر، بحسب مراقبين صحفيين، وتوزيع البطيخ الذي حصل ليس المثال الوحيد للضغوط التي تمارس على الأويغور أثناء رمضان.
والعديد من المواقع الرسمية الصينية وحسب تقارير اجتماعات الحزب الشيوعي في شينجيانغ، فإن هذه التدابير التقييدية تستهدف الموظفين بالخصوص. فتمنع ممارسة الشعائر الدينية التقليدية المرتبطة برمضان مثل الصوم أو الصلاة الجماعية. وعليهم أيضا "مسئولية تثبيط أقاربهم وأصدقائهم وزملائهم عن ممارسة الشعائر الدينية أو "المرتبطة بالمعتقدات"، بموازاة ذلك، أكدت العديد من المنابر الإعلامية الرسمية أن عدم الأكل قد يؤدي إلى مشكلات صحية في رمضان.
وأكدت "فرانس 24" أن هذه القيود سارية بوجه خاص في شينجيانغ وهي المنطقة الواقعة في شمال شرق الصين والتي يعيش فيها 45% من شعب الأويغور المسلم السني المتحدث باللغة التركية وعدة أقليات قومية مسلمة. منذ الخمسينات وضعت مشروعات استثمار حكومية مختلفة وكانت محفزا للشباب الصينيين من قومية هانس التي تشكل الأغلبية في البلد على الاستقرار في هذه المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي والنفط. وهم اليوم يمثلون نسبة 40% من السكان، ومنذ نحو عقد، أصبح مشروع إدخال القوميات الصينية بالقوة محل انتقاد من الأويغور وأثار توترات حادة وعدة أعمال شغب وتنفيذ هجوم في ساحة تيانانمين في أكتوبر 2013 على يد جماعة انفصالية من الأويغور وأدى إلى سقوط 5 قتلى و38 جريحا.
