رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مكافحة الإرهاب تبدأ من الأسرة.. صادق: التطرف قد ينتقل بالوراثة ويحتاج لثقافة مجتمعية لمواجهته..هارون: الأم هي المسئول الأول عن ظهور الأفكار الشاذة للطفل..السعيد: الوعظ الديني للأسرة مقصور على خطبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.مكافحة الإرهاب تبدأ من الأسرة. هارون: الأم مسئولة عن ظهور الأفكار الشاذة ودور الأب غائب في التربية. السعيد: لا يوجد مواعظ أو خطب في المساجد إلا يوم الجمعة. صادق: التطرف ينتقل بالوراثة.
هاجس عودة الإرهاب الداعشي إلى قلب بريطانيا على يد البريطانيين الذين اضموا إلى التنظيم، أضحى هاجسا يضفي حالة من الكآبة على ضباب لندن، ما دفع البريطانيون إلى محاولة سد منابع الإرهاب بعمحاولة اكتشاف الأطفال الذين لديهم ميول عدوانية في الصغر ةوالذي يسهل تشكيلهم ليكونوا إرهابيين في المستقبل.. الفكرة ليست مجنونة لكنها واقعية للغاية، فالتنشئة الاجتماعية قد تكون منبرا من منابر تكوين الفكر التكفيري والجهادي إلى الحد الذي يسفر عنه نمو الفرد الذي يري الجميع مرتدين وجب قتلهم؟.


ماذا لو كانت الأم تلقن الطفل منذ نعومة أظافره مشاعر الكراهية والحقد التي تجعله يكبر ليقتل إنسانا بريئا في النهاية في الوقت الذي لا يُغفل دور للتنشئة الاجتماعية في الترويج للأفكار الإيجابية التي تنشر السلام وتحقق التنمية في المجتمع الأمر الذي يطرح تساؤلات حول غياب دور التنشئة الاجتماعية في المجتمع. 
"إنهم يعتبرون السياح كفارا يجوز قتلهم" هكذا بدأ الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية،حديثه مشيرا إلى كم الفتاوي الغريبة والسلبية التي تعتنقها تيارات الإسلام السياسي والتي من بينها أيضا إباحة قتل القائمين على شرب الخمر داخل الكباريهات وغيرها من الأفكار الأخرى المتطرفة التي لا تمت بصلة للإسلام على الإطلاق، لافتا إلى أن أكبر دور يقع بالطبع على الأسرة التي من المفترض أن تعرف البيئة التي يعيش فيها أبنائهم وما يقابلونه من أشخاص داخل المجتمع، ولاسيما أنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تجنيدهم لصالح أهداف معينة وإعطاء مبررات لا أساس لها من الصحة فنجد أن من يحرم السينما ويشيع أن قتل الأبرياء منفذ للجنة.


موضحا أن الجماعات المتطرفة والإرهابية من الممكن أن تجند الفرد من خلال الإيحاء له بفتاوي خادعة وكاذبة وهو أمر يصدقه الشخص البسيط الذي لا يوجد علم عما يقال له مضيفا أنه من الممكن أيضا استخدام لغة الإغراء التي يتوق لها الأشخاص السطحيين في المجتمع كما يمكن أن تكون التطرف داخل العائلة بالتوارث وهو أمر شائع الوقوع ويساعد على انتشار كل ذلك غياب الرد الحاسم.
مشيرا إلى وجود أربعة عوامل أخرى تؤثر على نشر وظهور الفكر المتطرف تتضمن دور الإعلام والمؤسسات الدينية والمؤسسات التعليمية ودور المنظومة الأمنية والقضائية حيث إذا ظهر خلل في تلك المنظومات يؤدي ذلك إلى ظهور ذلك الفكر مؤكدا أن تلك المنظومات في مصر منهارة فلا يوجد ردود أو خطابات إعلامية ناجحة للقضاء على الإرهاب ولا يوجد تفعيل لدور الخطاب الديني المؤثر الذي يصحح المفاهيم المغلوطة وينهي حالة الإرهاب المتطرف.


من جانبه يشير الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية، إلى أن الأم تعد من العناصر الرئيسية والمكونات الرئيسية التي تعمل على إنماء وظهور الفكر المتطرف لدى الأبناء في حالة عدم تربيتهم على المنهج الصحيح الذي من المفترض إتباعه من بداية مرحلة الطفولة التي يتكون خلالها عقلية الطفل منذ بداية نشأته إلى المراحل العمرية الأخرى، لافتا إلى أن أغلب الدراسات النفسية تؤكد على أن الأب لا يربي وإنما يستخدم في التربية من قبل الأم من خلال المتابعة والإشراف على الأطفال فالأب لا يكون داخل المنزل لطبيعة عمله التي تقتضي ذلك أما الأم هي التي يكون لها علاقة أكبر مع أطفالها وهو الأمر الذي يوجه سلوكهم نحو الصواب أو الخطأ
مؤكدا على أهمية مرحلة الطفولة في تكوين شخصية الطفل بحسب ما أكدته الدراسات والبحوث النفسية حول ذلك الشأن والتي تؤكد على أن أول 6 سنوات هي المؤثرة على سلوك الطفل وتكوين سلوكه حيث تقسم تلك الدراسات مرحلة الطفولة المؤثرة على الطفل إلى 3 عقد يمر بها لابد من الانتباه لها، وأولهها بداية من الولادة إلى عامين وهي مرحلة الفطام ومن الممكن أن يكون الطفل ميال للعدوانية وحدة المشاعر إذا لم يتم فطامه ومعاملته بصورة صحيحة ثم بعد ذلك من عامان إلى 4 أعوام وإذا لم تدار تلك المرحلة بدقة أيضا ينشأ طفل شكاك ومتربص وكذلك من 4 إلى 6 أعوام وهي مرحلة هامة يميل خلالها الطفل إلى اكتشاف الهوية الجنسية الخاصة به وجميع من يدير تلك المراحل هي الأم، مضيفا أنه في الساق ذاته نجد الجمعية الأمريكية للطب النفسي تؤكد على أن 60% من الأطفال ترتبط نفسيتهم بعلاقاتهم مع أمهم.


تقول انتصار السعيد، مديرة مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، على إنه حينما تدخل مسجد من المساجد ولا تجد فيه دروس أو مواعظ دينية إلا ما رحم ربي فلا بد أن يكون هناك خلل ما في ذلك النظام ولاسيما أن الأفكار المتطرفة لها علاقة بالأكاذيب التي يتناولها تلك التنظيمات التكفيرية، متابعة أنه كذلك لا يمكن أن يكون مجتمع به نسبة مرتفعة من التعليم بلا أمية ونجد أفكار هدامة تنتشر فيه حيث أن غياب التعليم والأمية يقضي على الأفكار الهدامة التي تترعرع داخل الأسرة بسبب ضف تعليمهم الأمر الذي يؤثر على الأطفال الناشئين فيما بعد ولا يوجد لديهم ما يصد تلك الأفكار من التغلغل في عقولهم. 
مؤكدة أنه لأجل تلك الأسباب لا يمكن ولا يصح اختزال دور الأسرة كلها في الأم باعتبارها المسئولة الوحيدة عن الأفكار المتشددة لدى الأبناء التي تخرج منهم لافتة إلى إنه رغم أنه يقع على الأم دور كبير في تربية أطفالها وتوجيههم إلا إن هناك دور أيضا للأب ودور للمدرسة التي تخرج المناهج التعليمية للطلاب كما أن هناك كذلك دور للمؤسسات الدينية المتمثلة في وزارة الأوقاف والأزهر، لافتة إلى أنه لكي يتم علاج النقص داخل فالأمر يرتبط بسلسلة من الإجراءات التي يشترك فيها مختلف الفئات المجتمعية من أسرة ومؤسسات تربوية ودينية وتعليمية على وجه السرعة.