الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر والسيناريو السوري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأحداث التي شهدتها سيناء الأربعاء الماضى، دفعت البعض إلى الحديث عن تكرار النموذج السورى في مصر، هللوا للمعلومات التي كانت تبثها وسائل إعلام مغرضة، تبث سمومها وأكاذيبها ضد مصر لأسباب معروفة سلفًا، غير أن الحقائق أصابتهم بصدمة عاتية، وكشفت حقدهم الدفين ضد هذا البلد، وأظهرت مجددًا أنهم جزء من المؤامرة وليسوا بعيدين عنها.
لم يكن الذين تحركوا في السادسة والنصف من صباح الأربعاء، وهاجموا العديد من الكمائن وفرضوا سيطرتهم على الشيخ زويد، يستهدفون إحداث فرقعة إعلامية أو قتل عدد من الجنود والضباط، وإنما استهدفوا إقامة دولية لداعش في رفح والشيخ زويد، تمتد بحدودها إلى قطاع غزه، وتفتح الطريق أمام كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحماس - للدخول إلى سيناء، لتشكل حائط صد جنبا إلى جنب في مواجهة الجيش المصرى.
لقد أعدت كل العناصر الإرهابية عدتها، فتحت الأبواب لتسلسل العناصر الأجنبية عبر الأنفاق وسواحل المتوسط، مجهزين بأحدث الأسلحة، ومدربين تدريبًا عاليًا في معسكر رفح الفلسطينية المجاور للحدود مع مصر وبإشراف مباشر من كتائب القسام، ولم يبق سوى التسلل إلى الأراضى المصرية. 
أعدوا البيانات، هاجموا الكمائن، لغموا المناطق، انتشروا في شوارع الشيخ زويد، اعتلوا أسطح المنازل، أعدوا البيانات، عينوا كمال علام أميرًا لولاية سيناء وانتظر بالقرب من قسم الشيخ زويد لإعلان حدث ولادة الدولة الجديدة، وتم تعيين ٢٨ أميرًا لقرى الشيخ زويد، وانتظروا، لحظة الإعلان.
في ساعات معدودة كانت طائرات الإف ١٦ تدق مواقعهم، وتقتل أكثر من مائة منهم، وبعدها اقتحمت الدبابات الأماكن المحصنة، ليهرب الخونة إلى دروب الجبال، تاركين جثث رفاقهم أشلاء في الطرقات وملتصقة بالأشجار.
تنفس أبناء الشيخ زويد الصعداء، كابوس استمر لنحو ثمانى ساعات، سيطر فيها الإرهابيون على كل مناحى الحياة، وظنوا أنهم بذلك حققوا النصر المبين. 
قاتل الجنود بكل جسارة، صمدوا، وكانت بطولة الجندى الذي قتل ١٢ إرهابيًا وهو ينزف في كمين «أبو رفاعى» حدثًا يرد على كل الشائعات والأكاذيب التي روجها الإعلام المعادى عن انهيار الجيش والشرطة أمام العصابات الإرهابية. 
إن إيمان المصريين وثقتهم في جيشهم وشرطة دولتهم، لم يتزعزع قيد أنملة، لكن هذا الحدث الجديد، كان اختبارًا أكد فيه المصريون على تلاحمهم ووحدتهم، وقدرتهم على تحدى كل المؤامرات دفاعًا عن كيان الدولة الوطنية.
إن المرحلة المقبلة تستوجب تعبئة كل إمكانات الدولة والمجتمع لمواجهة التحديات المفروضة، فالمخطط جد لاهزل فيه، والذين لا يدركون أننا في حالة حرب عليهم أن يصمتوا، ويكفوا عن التشكيك في كل شيء، وجر البلاد إلى قضايا جانبية أملًا منهم في تكرار سيناريو الفوضى التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير. 
الحدث الأخير هو جرس إنذار، علينا دراسة ماحدث ومعرفة أوجه القصور، وتوظيف كل الآليات القانونية والأمنية والاقتصادية في إطار مشروع كامل للمواجهة، دون تردد أو خوف من الخارج أو الطابور الخامس في الداخل.
أما الذين يظنون أن السيناريو السورى يمكن أن يجرى استنساخه في مصر، فهؤلاء لا يعرفون مصر ولاعلم لهم بقوتها الذاتية وجيشها العظيم.
الحالة المصرية بالتأكيد تختلف جذريًا عن الحالة السورية أو العرقية، ذلك أن فترة العام التي قضاها الإخوان في حكم مصر، أعطت الشعب المصرى درسا لن ينسى، بعد أن أيقن أنه إذا لم يتحرك سريعًا ويسقط حكمهم، فالبلد ماضية نحو التقسيم وطمس هويتها الوطنية بلاجدال. 
وينسى هؤلاء أن الرئيس السيسى يبدو نموذجًا واعيًا بأبعاد المخطط، متمتعًا بشعبية عارمة في أوساط كل فئات المجتمع المصرى، مما جعله قاسمًا مشتركًا بينهم، خاصة أنه القائد الذي أنقذ مصر من براثن الإخوان.
الرهان على السيناريو السورى هو رهان فاشل، وأعتقد أن ماحدث في الشيخ زويد كان لطمة مدوية، لكل من ظن أن مصر باتت مؤهلة لقبول مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يهزم للمرة الثانية في أقل من عامين.
- عادت الوجوه القبيحة تطل من جديد، لتشكك في كل شيء دون حياء أو خجل، أين أنت ياحمرة الخجل، أحد هذه الوجوه يحدثنا عن أن الإرهاب في مصر هو نتاج القمع، وآخر يحدثنا عن القتل خارج القانون لايختلف عن الإرهاب في أهدافه، وهو يعلق بذلك على حدث مقتل تسعة من قادة الإخوان في ٦ أكتوبر بعد أن بادروا بإطلاق الرصاص على قوات الأمن، أما الذي يطلب تدخلًا دوليًا في سيناء فهو نفسه الذي طالب بتأجيل إعدام الإرهابيين ثلاث سنوات، أنهم ثوار آخر الزمان !!!.
- استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات لايجب أن يمر مرور الكرام، لابد من محاسبة كل المقصرين ومعرفة أين موطن الخلل؟.
-نجم الفريق مهاب مميش سوف يلمع في الفترة المقبلة، خاصة بعد نجاحه جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة في إنجاز مشروع حفر قناة السويس الجديدة في موعده. 
- مسلسلات المخدرات والإدمان والبلطجه تملأ السماء والأرض ضجيجًا، هل نسى كل هؤلاء أن ينتجوا لنا ولو مسلسل واحد عن إرهاب الإخوان أو ثورة ٣٠ يونيو، عجبى !