الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ننفرد بنشر أول تقرير سيادي عن "معركة الشيخ زويد"

شقة "إخوان أكتوبر" ضمت مخططات لتنفيذ عمليات شبيهة

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العناصر المشاركة فى الهجوم صاحبة خبرات قتالية وحاربت فى سوريا والعراق
إرهابيون استغلوا فتح معبر رفح ودخلوا إلى سيناء بمعاونة من «حماس» 
خلية الهجوم تتشكل من ٤ مجموعات الأولى لـ «الرصد» والثانية لـ«الإرباك» والثالثة لـ «المهام الخاصة» والرابعة لـ «التدخل السريع»
للمرة الثانية لجأت جماعات الإرهاب والظلام إلى ما يعرف بأسلوب «تكمين الكمين»، فى عملياتها الأخيرة الفاشلة فى الشيخ زويد بسيناء، والتى نجح الجيش فى دحرها وكبدها خسائر فادحة.
أسلوب «تكمين الكمين» سبق أن اتبعه تنظيم القاعدة الإرهابى فى ضرب القوات النظامية فى أفغانستان، ونفذه الإرهاب فى مصر، للمرة الأولى، فى عملية كرم القواديس برفح، فى أكتوبر الماضى، ثم أعاد السيناريو ثانية فى عملية الشيخ زويد الأخيرة، لكن على نطاق أوسع وأكثر تنظيما، لذا يمكن وصفها بأنها أشبه بعملية عسكرية متكاملة، كما قال خبراء عسكريون. 
أسلوب «تكمين الكمين»، الذى نقل من أفغانستان إلى مصر، كان يتبعه قيادات تنظيم القاعدة عند ضرب قوات الجيش والشرطة، ويقوم على أن يهاجم الإرهابيون «الهدف»، مستخدمين كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة الثقيلة، بعدها ينصبون كمينًا على بعد مسافة محددة من الهدف الأصلى، ودور هذا الكمين ضرب القوات التى تسارع إلى منطقة الاشتباكات، لمواجهة العناصر المهاجمة ومعاونة القوات المستهدفة، ومن ثم يمطر الإرهابيون القوات المعاونة بوابل من نيران الأعيرة الثقيلة، ولا يتوقف هذا الأسلوب عند هذا الحد، بل يتم فيه إعداد كمين آخر لاستهداف عمليات إجلاء المصابين وضرب سيارات الإسعاف، وغالبا يزرع الإرهابيون عبوات ناسفة وألغاما قبل العملية بساعات وربما أيام، بهدف إيقاع أكبر عدد من المصابين فى صفوف القوات.
وتعتمد عملية «تكمين الكمين» على أكثر من مرحلة هجومية، ويشترك بها عدد كبير من العناصر الإرهابية المنفذة، إضافة إلى عناصر بديلة، تسمى «الفرق الاحتياطية»، والتى تنتظر على مسافات قريبة من العناصر المنفذة، تلك الفرق تكون على استعداد دائم للاشتراك فى الوقت المناسب.
وغالبًا فإن هذا الأسلوب، فى كثير من العمليات، ينتهى بالنجاح، إذ إن القوات المستهدفة تباغت بالمراحل الهجومية التي تجهض أى رد فعل لها، ولا تعطيها أى فرصة للمواجهة، لكن العملية الأخيرة فى الشيخ زويد فشلت فشلا ذريعا، بفضل يقظة قواتنا المسلحة وكفاءتها، وتدريبها المستمر لمواجهة أصعب الاحتمالات.
وأكد مسئول أمنى أن العناصر الإرهابية التى تنفذ مثل هذا النوع من العمليات، لها خبرات قتالية، إذ تكون قد شاركت من قبل فى حروب، وليس المشاركة فقط فى عمليات إرهابية من قبيل تفخيخ السيارات أو زرع العبوات الناسفة، وهى حروب على غرار ما يحدث فى سوريا والعراق، وعناصر هذه العمليات تشكل من ضباط أو مجندين سابقين فى جيوش مختلفة خاضت معارك وحروبًا، ويتميزون بمهارات ميدانية، كما كان يحدث فى أفغانستان، ومن ثم فإن الداعمين لقوى الإرهاب، داخليا وخارجيا، يستعينون بمثل هؤلاء لتنفيذ هذه العمليات النوعية، ولا يعتمدون كثيرا على تكفيريين أو إرهابيين مبتدئين، كونها عمليات شبه عسكرية.
وأضاف المصدر أن هذه العمليات تعتمد على مجموعة هجوم وأخرى تكون ساكنة فى الخلف، لكنها مستعدة للهجوم مثل المجموعة الأولى، بها الأعداد والأسلحة ذاتها، وهى مستعدة للهجوم عند حدوث أى مفاجأة أو تعرض المجموعة الأولى للفشل فى تنفيذ العملية، وهذا ما حدث فى عمليتى «كرم القواديس» و«الشيخ زويد»، وإن كانت العملية الأخيرة اعتمدت على زرع الألغام بصورة أكبر من المرة السابقة، وهى الألغام التى تم زرعها لتعطيل «نقط القتال الخارجية» لقوات الجيش ولتشتيت «عناصر الملاحظة»، التى تحيط بالمواقع العسكرية والكمائن عن بعد، وبرغم ذلك فإن هذه العملية، وعلى الرغم من تنظيمها ودقتها وتزامنها بضرب عدة مواقع فى وقت واحد واستخدام أسلحة لم تستخدم فى أى هجوم من قبل، فإن قوات الجيش تعقبت العناصر حتى أوكارها، وتم دكها بطائرات إف ١٦ ثم حدثت المواجهة والاشتباكات، كما أن مواقع عسكرية تصدت للهجوم، وهو ما أجهض المخطط الذى كان يستهدف إعلان مدينة الشيخ زويد «إمارة» لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
وتشير معلومات لجهات سيادية إلي أنه على مدى أسبوعين، فتح فيهما معبر رفح، دخلت مجموعة من العناصر الإرهابية، تنتمى إلى حماس، وكانت تحمل خطط الهجوم، كما أن غالبية هذه العناصر شاركت فى الهجوم. وأشارت مصادر إلى أن المجموعات التى تقوم بمثل هذه العمليات تنقسم إلى أربع.
المجموعة الأولى: «مجموعة الرصد»، التى تراقب الهدف طيلة أسابيع لتحديد تحركاته وقوام القوات، ومدى قوته وتوقعات رد الفعل، وبناء على مجموعة الرصد يتم تغيير الخطة أكثر من مرة، إلى أن يتم الوصول إلى الاختيار النهائى بأفضل سيناريو للهجوم، وتكون هذه المجموعة، عادة، من الأشخاص المقيمين فى المكان، حيث يندمجون وسط سكان المنطقة، بأسماء وكيانات على خلاف حقيقتهم، وهو ما يجعلهم على مقربة من الهدف، كما أن مهمة جمع المعلومات من المحيطين تكون غاية فى السهولة.
المجموعة الثانية: «مجموعة الإرباك»، التى عليها أن تعمل على إفقاد القوات السيطرة بعنصر المفاجأة، وهم يمثلون الدفعة الأولى من الهجوم.
المجموعة الثالثة: ويطلق عليها اسم «المجموعة المتقدمة»، ويتم اختيارهم من بين عناصر التنظيم ممن تتوافر فيهم القدرة البدنية والذكاء وحسن التصرف والشجاعة، وأيضا الكتمان والسرية، وأحيانا يكلفون بمهام لا تدرى بها المجموعات الأخرى، فهى المجموعة التى يقع على عاتقها التنفيذ الحقيقى والأهم للعملية، لأنهم يهاجمون الهدف لسرقة الأسلحة وتنفيذ عمليات الأسر، إذا توافر لهم ذلك، وهو ما يستدعى المواجهة والاصطدام مع من لم يصب من القوات.
المجموعة الرابعة: وهى «المجموعة البديلة» التى تستعد للتدخل والاشتراك فى أى لحظة، وتمد المجموعات السابقة بكل ما يلزمها من أفراد وأسلحة وقت الحاجة.
وأضاف المسئول الأمنى «من المدهش أن منشورات تم ضبطها فى مداهمات لأماكن تجمع عناصر من جماعة الإخوان فى القاهرة والمحافظات، كانت تشمل مثل هذا السيناريو، على أن يتم تطبيقه مع الدولة بشكل عام، وكان آخرها ما اكتشف عقب مداهمة العناصر الإخوانية التسعة فى شقة بمدينة ٦ أكتوبر، وقتلهم، حيث تم العثور على أوراق تشمل عمل هذه المجموعات بنفس التسلسل، وإن كانت مهمة «مجموعة الإرباك» هى إرباك الدولة وإفقادها السيطرة على النواحى «الاقتصادية والاجتماعية والحيوية»، أما مهمة «المجموعة المتقدمة» فتنفيذ الأعمال العدائية والتفجيرات، ما يدل على أن الإخوان هم أصل كل الجماعات الإرهابية، كما أن الجماعة على صلة وثيقة بهذه الجماعات وعملياتها».
وأكد المسئول الأمنى أن الأجهزة الأمنية والسيادية، كانت لديها معلومات تشير إلى حدوث هجمات إرهابية على قناة السويس، وتم تكثيف الإجراءات الأمنية والعسكرية وتحصينها جيدا لصد أى هجوم محتمل، ونشرت البوارج الحربية وطائرات الأباتشى على طول القناة، ولذلك فإن من يقترب سيحترق، كما أن المعلومات أشارت إلى استهداف جهات قضائية على رأسها المحكمة الدستورية، لذلك تم بناء أسوار تحيط بها من كل الجهات.