السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الهجمات الإرهابية.. والدروس المستفادة لمواجهة الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت أود أن أكتب لسيادتكم في هذه المناسبة عن ثورتى الشعب المصرى العظيم، ٢٥ يناير عام ٢٠١١ و٣٠ يونيو عام ٢٠١٣، ولكن موجة الإرهاب التي عصفت بالبلاد وببلدان أخرى من قبل تنظيمات إرهابية تنضوى تحت راية الإسلام السياسي وتدينه فكريا للفكر الوهابى وأفكار حسن البنا الإخوانية أن هذه الموجة الإرهابية أجبرتنى على إعادة قراءة الموقف مرة أخرى ومرارًا وتكرارًا، وقد أكدت في جملة ما كتبته عن الإرهاب أن هنالك تقاعسا وعجزا شديدا عالميا وإقليميا ومحليا في مواجهة الإرهاب لأسباب أغلبها عن قصد أو عن إهمال أو عن عدم فهم لآليات التعامل مع الإرهاب أمنيا وفكريا وأكثر ما أثارنى أن تكون محاربة الإرهاب هي ردود فعل لجرائم ترتكبها التنظيمات التكفيرية على الرغم من اكتساب خبرة التوقع في آليات عمل هذه التنظيمات على سبيل المثال، وقبل شهر رمضان بثلاثة أيام أعلن الناطق الرئيسى باسم تنظيم داعش أبو محمد العقافى ما سماه بنزوات بدر الرمضانية قائلًا (العاقل الذي من حرص على دوام الجهاد والغزو في رمضان فاغتنموه يا عباد الله وبادروا لصالح الأعمال.
وبادروا يا أيها المسلمون وسارعوا إلى الجهاد وهبوا أيها المجاهدون من كل مكان وأقدموا من كل مكان لتجعلوا رمضان بإذن الله وبالا على الكافرين) إذًا هذه دعوة صريحة لتنفيذ هجمات إرهابية في كل مكان، وقد جاءت هجمات يوم الجمعة ٢٦/٦/٢٠١٥ في كل من تونس والكويت وفرنسا، ثم أعقبها يوم ٢٩/٦/٢٠١٥ اغتيال النائب العام، المستشار هشام بركات، وأخيرا يوم ١/٧/٢٠١٥ الهجمات الشرسة على القوات المسلحة المصرية في سيناء، أما عن أعداد تونس فقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن حصيلة الهجوم الإرهابى الذي استهدف فندق (أمبريال مرحبا) في مدينة سوسة شرقى البلاد بلغ نحو ٢٧ قتيلًا وعددًا من الجرحى أغلبهم من السياح الأجانب، من جنسيات ألمانية وإنجليزية وبينهم أيضا أحد الإرهابيين منفذى الاعتداء، حيث إن عنصرا إرهابيًا هاجم فندق (إمبريال مرحبا) بمنطقة القطاوى في سوسة، وأطلق النار على المتواجدين من سياح بمساعدة عنصر آخر وقد تم قتل مطلق النار، وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى بمسئوليته عن الهجوم دون أن يوضح تفاصيل العملية، وهنا نؤكد أن هذا الحادث متكرر في تونس، وأن القصور الأمنى في تأمين السائحين هو إهمال جسيم للغاية، حيث علق الناطق الرسمى باسم المحكمة الابتدائية بتونس، سفيان السبيطى، أنه تم تحديد هوية منفذ العملية الإرهابية وهو سيف الدين الرزقى، من مواليد ١٩٩٢ من ولاية سليانة، وأكد أن النيابة العامة ستجرى تحقيقات من أجل الوصول لمرتكبى الجرائم الإرهابية والقتل العمد.
أما في فرنسا فقد قتل شخص وجرح آخرون نتيجة تفجير في أحد مصانع الغاز في مدينة ليون قام به إرهابى كان يحمل علم تنظيم الدولة الإسلامية، وعثرت بعدها السلطات الفرنسية على رأس مقطوع لشخص فرنسى مكتوب عليه كتابات عربية، ومعلق على باب المصنع، وقد تمكنت السلطات الفرنسية من خلال بحثها العثور على أحد الأشخاص يعتقد بأنه من منفذى العملية وهو، بحسب الاستخبارات الفرنسية، لديه سجل سوابق وكانت السلطات تراقبه.
وفى الكويت حيث هاجم انتحارى مسجد الإمام الصادق الذي يرتاده الشيعة بمنطقة الصواير شرق مدينة الكويت، وذلك أثناء صلاة الجمعة وقد خلف ٢٧ قتيلًا و٢٢ جريحًا، هذا وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن مسئوليته عن التفجير، وقد أعلنت الداخلية الكويتية يوم الأحد ٢٨/٦ عن هوية الانتحارى الذي يدعى فهد سليمان وهو سعودى الجنسية، وقد دخل البلاد فجر الجمعة عن طريق المطار، وهو نفس اليوم الذي نفذ فيه الجريمة.
أما عن حادثة اغتيال الشهيد هشام بركات، المحامى العام عن الشعب المصرى، وقد استهدف موكب الشهيد أثناء خروجه من منزله بمصر الجديدة بتفجير سيارة مفخخة، حيث وقع الانفجار في شارع عمار بن ياسر، خارج مبنى الكلية الحربية، وقد أسفر الانفجار أيضا عن إصابة ٩ أشخاص بينهم مدنى وضابط شرطة ورقيب من حراس النائب العام، وهذه الحادثة بالذات تشير إلى إهمال وقصور أمنى شديد، وذلك حسب آراء جميع الخبراء الأمنيين الذين قاموا بالتعليق على الحادث الأليم، وأول هذا القصور أن سيارة النائب العام غير مجهزة ضد المتفجرات على الرغم من التأكد أن الشهيد كان مستهدفًا لدوره البطولى في محاربة الإرهاب، وقد أحال جميع القضايا التي تتعلق بالإخوان المسلمين وداعميهم من التنظيمات الإرهابية إلى المحاكمة الجنائية، فضلا عن أنه أصدر قرارات لتجميد أرصدة قيادات الإخوان وآخرين، وأخيرا موقفه البطولى لكشف تجاوزات بعض عناصر الشرطة وتحويلهم لمحاكمات جنائية خاصة في حادثة مقتل الشهيدة شيماء الصباغ، وأخيرا جاءت الهجمات الإرهابية في صباح الأربعاء ١ يوليو على عدد من كمائن القوات المسلحة، وبحسب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة (إن الهجوم بدأ من الساعة ٦:٥٥ ق صباح الأربعاء بأن قامت مجموعة إرهابية بالهجوم على عدد من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة في الشيخ زويد/ رفح بتوقيتات متزامنة وباستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة، وقد قامت عناصر القوات المسلحة بشمال سيناء وبمعاونة القوات الجوية بمطاردتهم وتدمير مناطق تجمعاتهم وقتل ما لا يقل عن مائة فرد من العناصر الإرهابية، وإصابة أعداد كبيرة منهم وتدمير ٢٠ عربة كانت تستخدمها تلك العناصر، وقد أسفرت هذه العملية عن استشهاد ١٧ من أبطال القوات المسلحة وإصابة ١٣ آخرين) ولنراقب جيدا أداء هذه الهجمة الإرهابية نجد أنها تحاكى ما يفعله تنظيم داعش أو جبهة النصرة في (العراق وسوريا) في محاولة لاحتلال أي جزء من الأرض يكون نقطة انطلاق فيما بعد، ولكن تمكن القوات المسلحة المصرية وتفوقها الميدانى سيقف دون تحقيق هذا الحلم مهما كانت التضحيات، إذًا نحن أمام محاولة إقامة دولة سيناء الإسلامية على مساحات من أرض الشيخ زويد أو رفح، لكن رسالة القوات المسلحة المصرية كانت قوية وشديدة وصارمة، ويراجع القادم من هؤلاء الإرهابيين مخططاتهم في هذا الشأن مرة أخرى، مع التأكيد على أننا نحتاج لدعم مخابراتى أقوى من مواجهة الدعم المخابراتى الخارجى الذي تتلقاه هذه المجموعات الإرهابية مع الاعتماد على المزيد من التوقع، قياسًا لما تم التعارف عليه من أسلوب هذه التنظيمات، فمثلًا معروف مسبقًا أن شهر رمضان بالنسبة لهم يعرف بشهر الغزوات، وأن موعدى ٣٠ يونيو و٣ يوليو هما ميعادان مرشحان للهجوم، وأنه عقب فتح معبر رفح تتم عملية إرهابية ما وأنه يجب الاستعانة بأهالي سيناء لمعرفة أوكار هذه المجموعات وأماكن تدريبها، فمن غير المعقول أن يتم التدريب على مدافع مضادة للطائرات عمليًا، ويجب التأكيد على أن حماس تلعب دورًا مهمًا لصالح التنظيم الدولى للإخوان، لدعم هذه المجموعات الإرهابية في سيناء.