الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تفجيرات "الشماتة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قذائف «حرب الشماتة» التي مازالت تشنها قراصنة «الموت»، أقوى وأمضى من قذائف «حرب التفجيرات» التي شنتها ميليشيات تجارة الأوطان والدين والعرض، وأوقعت بالنائب العام المستشار هشام بركات أثناء توجهه إلى عمله، وأكثر من 17 جنديا في شمال سيناء، وكأن جماعة «الشماتين» ليسوا بمصريين يأكلون ويشربون ويتعلمون، بل ويعملون بمرتبات من قوت هذا الشعب الذي أرادوا إن لم يحكموه يقتلوه!!
إن لشىء مقزز أن نرى على صفحات التواصل الاجتماعى ومقالات "الصراصير"التى تخرج من مخابىء القذارة .. هذا الكم من الشماتة والتشفى والغل في موت مجندين كل ذنبهم أنهم باتوا يحرسون أمن بلدهم من شرور وخداع المتربصين "أعداء الدين"!!
إن الشماتة بالمصائب والقتل تتنافى مع الرحمة التي يفترض أنها تسود بين المسلمين والنبى صلى الله عليه وسلم -على الرغم من إيذاء أهل الطائف له - لم يشأ أن يدعو عليهم بالهلاك وقد خيره جبريل في ذلك، ولكن قال في نبل وسمو خلق «لا، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا» ثم تسامى في النبل والكرم فدعا لهم بالهداية والمغفرة.
ولما منع «ثمامة بن أثال» عن قريش إمدادهم بالطعام، وقد كانوا في قحط، لم يظهر الرسول بهم شماتة ولم يفرح لما أصابهم، بل أمر بإمدادهم بما كان معتادا، عندما ناشدوه الله والرحم وسألوه بأخلاقه السمحة المعهودة فيه.. وقد قال في صفات المنافقين «وإذا خاصم فجر ومن الفجور الشماتة».
وكما- تؤكد دار الإفتاء المصرية -إن الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال اللّه فيهم "إن تمسسكم حسنة تسؤهم. وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا».
وليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول: فقل للشامتين بنا أفيقوا.. سيلقى الشامتون كما لقينا.
وقال الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد: «إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس».
ونقول لـ«الشامتين».. إن تاريخ البشرية بكل عصوره، شهد هلاك الملايين من الناس الذين لا يحملون من الإنسانية سوى «اللقب» فقط.. ولا يأتى ذكرهم إلا مع المذابح والمجازر، وإراقة دماء الصائمين الموحدين الذين يصلون الليل بالنهار في حراسة أمن واستقرار الوطن!!
إن هؤلاء القتلة هم أهل العدوانية والشيطانية والظلامية والبطش والقمع والكره للحق، ولا تعرف لهم الحضارات القديمة والحديثة فضلا، إلا بحثهم عن المجد لذواتهم، والثراء لأنفسهم؛ فذاق بنى جلدتهم من أفعالهم الإرهابية الويلات والخراب وزوال النعم.
وكما شهد تاريخ البشرية وحاضرها ظهور طغاة عتاة ظلمة، سواء من الأمة المسلمة أو من الأمم الكافرة، شهد كذلك هلاكهم وزوالهم بنهايات مأساوية هي أقل ما يستحقونه.
ويحفل التاريخ بشخوص وجماعات مظلمة من هؤلاء، وأسماء منكرة يعرفها شعوب كل زمان، ورواد كل حضارة، ودعاة كل عصر، ومصلحو كل جيل؛ لأنهم الأكثر معاناة من نار هؤلاء الظلمة.
ومن أسف أن الأكثر تعاسة من أفعال هؤلاء القتلة الذين ارتدوا ملابس الضلالة في أشكال وصور وأجناس وميليشيات متعددة فرأينا «داعش، وسرايا القدس وأجناد الأرض والجيش الحر،،، الخ، هي دولنا العربية والإسلامية، يعيثون فيها الفساد والانقسام لصالح أعداء الدين في «حرب الوكالة» عن الآخر.
ولا يمكن أن يكون توقيت «حرب التفجيرات» التي تمت في مصر الجديدة في «أسبوع الحزن»، مجرد مصادفة، وإنما هو رسالة قوية في الاحتفال بذكرى انقشاع حكم ظلامى، تزامن معه ذكرى انتصار العاشر من رمضان ٧٣ الذي مازالت كبريات الأكاديميات العسكرية تدرسه كنموذج لحروب الانتصارات التاريخية التي هزمت العدو الذي لا يقهر.. «يعنى بالبلدى إنها عملية تعاون بين تل أبيب وحماس وداعش والإخوان»، علاوة على تأخر اتخاذ الاحتياطات والحذر من جانبنا لأن العمليات التي تمت، تتكرر بنفس السيناريو، وكالعادة ننتفض عند وقوعها ثم نعود إلى «سباتنا» التام. 
ولعل زيارة "الرئيس المشير" السيسى بزيه العسكرى للقوات المسلحة بشمال سيناء يبعث برسالة مهمة أن مصر ماضية فى اقتلاع الإرهاب ,وانه لا مكان لخوارج العصر على أرضها . 
إننا على يقين بأن منفذى التفجيرات وذيولهم من الشامتين سيتم –بإذن الله -تدمير ملكهم، وتنكيس رايتهم، والله على ذلك قدير.