الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

شهادة "ليلت".. أصغر شاهدة على اغتيال النائب العام

دعت: قاتل الله الخونة المجرمين أعداء الوطن والدين

إنفجار موكب النائب
إنفجار موكب النائب العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جريت شوفت موتوسيكل ماشي قدام ووراه 3 عربيات «ومرة واحدة» انفجرت عربيتين وطاروا لفوق وعملوا انفجار جامد
من قلب الحدث كانت «البوابة» متواجدة، بحى النزهة بمصر الجديدة، جيران الشهيد المستشار الجليل «هشام بركات» النائب العام يتحدثون لـ «البوابة».. أردنا معرفة المزيد عن حياته وتفاصيل أكثر عن واقعة استشهاده، توجهنا إلى هناك لنسمع منهم من هو «هشام بركات» الإنسان.. والسطور التالية تروي شهاداتهم.
«ليلت» كانت تلعب مع قطتها والانفجار تسبب في «طيرانها»
قالت الصغيرة «ليلت» بالصف السادس الابتدائى، التى تسكن فى أحد العقارات التى حدث أمامها الهجوم الإرهابى على موكب النائب العام الشهيد «هشام بركات»:«كنت نائمة وصحيت عشان أشوف المسلسل بتاع كل يوم فى نفس الميعاد، وألعب مع قطتى، ولما بسمع صوت عربية الشرطة بجرى أتفرج على الموتوسيكلات والعربيات، بحب أشوف الموكب بتاع النائب العام، المرة دى جريت شوفت موتوسيكل ماشى قدام ووراه ٣ عربيات، ومرة واحدة، انفجرت عربيتين وطاروا لفوق وعملوا انفجار جامد جدا.. بشع، لدرجة إنى طرت بعيد وكل شيء من حولى وقع الشبابيك والتليفزيون، حتى إنى حسيت الحيطان بتقع والبيت كله هيقع، جريت على ماما أخذتنى وخرجنا من الشقة جرى.. بس.. مش هخرج تانى أتفرج من الشباك بعد اللى حصل شيء بجد مخيف جدا».
وبالتحدث مع والدة «ليلت» قالت: «كنت نائمة داخل غرفتى، واستيقظت على دوى انفجار، ظننت معه أن العمارة تسقط من جراء زلزال، فالزجاج تحطم والجدران تشققت، والدخان يملأ المكان، اصطحبت ابنتى «ليلت» وخرجت أجرى إلى الشارع، فقابلنا جارنا قال لا تخافى إنه ليس زلزالا ده الكلاب فجروا موكب النائب العام منهم لله الخونة.
وأضافت والدة «ليلت»: «خطأ كبير ارتكبته القوات الخاصة بتأمين موكب النائب العام، فهم كل يوم يخرجون من نفس الشارع، مع أنه توجد ثلاث طرق أخرى يمكن الخروج منها، لذا كان لابد أن يغيروا الطريق كل يوم، حتى لا يسهل استهدافه، وهذا ما حدث بالفعل، الأمر ليس عشوائيا وليس وليد اللحظة، لكنه مخطط جيدا، فشارعنا من الصعب أن تجد فيه مكانا لتركن سيارتك، هؤلاء تابعوا الأمر جيدا حتى تمكنوا من ركن سياراتهم المفخخة دون أن يلفتوا النظر، حسبى الله ونعم الوكيل فى هؤلاء الخونة المجرمين».
الحاجة زينب: لم أترك منزلى وقلت هروح فين من قضاء ربنا
الحاجة «زينب يحيى» جارة النائب العام، قالت: «كنت نائمة وابنى فى المنزل، استيقظنا على صوت الانفجار، قال لى ابنى إنه زلزال يا أمى.. والمنزل بيتحطم هيا بنا ننزل، قلت له: هموت فى بيتى يا ابنى، أنا هفر من قضاء الله لقضاء الله، بعد ذلك عرفت منه أن أيادى القتلة المجرمين الذين لا يراعون حرمة الدم ولا حرمة الشهر اغتالوا سيادة النائب العام.. اغتالوه وهو صائم.. ليحرقهم الله فى نار جهنم.. وليرحم النائب العام.. ليقاتلهم الله أينما يكونون وليحرق قلوبهم وأجسادهم هؤلاء الخونة المجرمين».
أكثر المتضررين امرأة
أكثر المتضررين امرأة، ليس فقط فى أثاث منزلها الأقرب إلى الانفجار.. لكن فى نفسها التى لم تستوعب ما حدث، ذهول انتابها من لحظة وقوع الانفجار وحالة نفسية سيئة وبكاء مستمر منعنا من الحديث معها. 
الأضرار لم تصب الأشخاص والمنازل المتواجدة فى شارع عمار بن ياسر بمنطقة مصر الجديدة، بل ضمت إلى قائمتها المحلات التجارية المتواجدة هناك، فكان لها النصيب الأكبر من التحطيم وخاصة التى وقعت بمنطقة الانفجار. 
البداية كانت مع «جمال عبد المجيد» مالك محلات «اللانجيرى» بالمنطقة، الذى أكد أن حارس العقار اتصل به وأخبره أن محله تحطم من جراء انفجار موكب سيادة النائب العام، ويؤكد جمال أن الخسائر التى لحقت به قدرت بمبلغ ٥٠٠ ألف جنيه. 
وبسؤاله عن حياة المستشار هشام بركات، أكد أنه «كان يتعامل بشكل طبيعى لم يعتد أحد على سماع شيء عنه، حياته عادية كغيره من أفراد المجتمع، كان دائما يصطحب زوجته وأفراد عائلته داخل سيارته الخاصة، ومنذ عام ونصف العام تقريبا تم تعيينه فى منصب النائب العام ففرضت بعض الحراسات لكنه لم يتغير».
واختتم حديثه قائلا «حسبى الله ونعم الوكيل فيمن قام بارتكاب هذا العمل الذى تسبب فى إصابة أفراد المنطقة بالخوف، مطالبا رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسى بضرورة التصدى لجميع أنواع الإرهاب والسعى لتوفير الأمن بأنحاء الجهورية حتى يشعر الجميع بالأمان». 
محمود عبد اللطيف حارس العقار رقم ٣٤ بشارع عمار، والذى يسير يضرب كفًا بكف على حجم الدمار الذى حل بالمنطقة، يبكى كلما تذكر ما حدث، ويؤكد أنه يعمل منذ عدة سنوات فى المنطقة، لم يجد أى شىء غير مألوف يوما ما، فى لحظة قامت القيامة، انفجار وحرائق سيارات إسعاف ومطافى، النائب العام خرج فى موكبه ولم يعد، كان رجلًا طيب السمعة، حسن الطبع لا يزعج أحدا ولا يتسبب فى تعطيل شىء، ولا يستغل سلطته.
حارس العقار المصاب خرج من المستشفى على بلده
الشظايا المتطايرة أصابت رأسه فسقط بجوار زوجته التى كانت تمسح معه السيارات، إبراهيم محمد توفيق حارس العقار الذى استيقظ صباحا على باب الله، لم يدر فى حسبانه أن هذا الصبح يحمل له ولأسرته وجعا كبيرا، كان ينظف السيارات ولا يدرى ما حدث بعد ذلك ولا تدرى زوجته ما حدث سوى أنه سقط فحملوه فى سيارة الإسعاف إلى مستشفى هليوبوليس لتجرى له عدة عمليات بالصدر والرأس، تم إخراج شظايا من رأسه بالقرب من المخ وخمس غرز بذراعه اليمني وسبع فى الظهر، بالإضافة إلى عدة جلطات بالجسد والقدم جراء الحادث، وخرج من المستشفى وغادر المنطقة متجهًا إلى بلدته محافظة الشرقية خوفا على حياته.
أحمد الشناوى أحد جيران النائب العام والمدير التنفيذى لشركة الإخوان العرب، قال «النائب العام كان شخصا هادئا جدا، وكنا لا نشعر بوجوده كما لو كان لا يسكن فى المنطقة». 
ويؤكد الشناوى، «كنت نائما عندما حدث الانفجار واعتقدت أنه انفجار أنبوبة غاز، حتى فوجئت بما حدث، وأنه انفجار أصاب موكب النائب العام».
وأشار سيد عبد العاطى بواب العمارة رقم ١١ «إلي أنه كان نائما أثناء الواقعة وصحي على صوت انفجار ولم ينم من لحظتها من هول ما رأي».
وقال سيد عن المتسببين فى هذا الانفجار «دول كفرة.. استحالة يكونوا بنى آدمين.. والله لو أطولهم أقطعهم».