الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الخراب الذي جرّه علينا حسن البنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تستمع بل لا تعر اهتماما لهؤلاء المحللين والكتاب الذين يطلون عليك بابتسامة باهتة وثقة زائفة وعمق مصطنع، ليخبروك أن صعود وسيطرة التيار القطبى على جماعة الإخوان الإرهابية هو المسئول عن دماء النائب العام الشهيد هشام بركات، وقبله وبعده دماء جنودنا الزكية فى سيناء.
لا تتوقف قليلا أو كثيرا أمام من يقول لك إن سيد قطب وكتابيه «معالم فى الطريق» و«فى ظلال القرآن» هما المسئولان عن الإرهاب واستحلال الدماء وتفجير أبراج الكهرباء،- رغم ضلال قطب وكتابيه- فهذا الكلام لا قيمة له واقعيا ونظريا، فضلا عنه أنه يوجهنا إلى الوجهة الخاطئة، إذا كانت له فائدة توجيهية من الأساس.
كذلك لا تبالغ فى الفرح عند سماعك عن كشف مخازن الذخيرة والسلاح وأوراق تنظيم الإخوان المسلمين، ومن والاهم من التنظيمات، معتقدا أن ذلك سيوقف هذه الدماء الطاهرة التى تنهمر انهمارا، منذ عزل الشعب المصرى للجاسوس الخائن محمد مرسى. إذا أردت أن تعرف من المسئول عن الخراب الذى حل بنا واستباح دماءنا منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣؟ فالإجابة أنه حسن البنا الداعية الدموى مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية.
لا يجادل شخص -كائنا من كان- فى أن جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها تسعى للوصول إلى الحكم، بل إن البنا ذاته قال: «لن نصل إلى الحكم إلا عندما يطلبنا الناس»، فالحكم إذن هدفهم ومبتغاهم وغايتهم
أيضا، لا يجادل أحد -كائنا من كان- أن أدبيات وكتابات وفكر الإخوان تريد الوصول للحكم بهدف- ما يسمونه- إقامة نظام إسلامى بديل بعد سقوط الدولة العثمانية التى يصفها البعض -وهما- بدولة الخلافة.
يترتب على ما سبق أن تولى محمد مرسى للرئاسة كان بالنسبة للجماعة تأسيسا لدولتهم «الإسلامية» التى حلموا بها منذ ١٩٢٨م، تاريخ تأسيس الجماعة.
كل ما سبق يتفق عليه الجميع، ويصعب أن تجد أحدا يجادلك فى ذلك، لكن المشكلة تكمن فى أن من يقول هذه المقدمات ويتفق معها لا يمد الخط على استقامته، ولا يحاول معرفة ماذا يعنى ما سبق بالنسبة لحسن البنا وللإخوان،
الوقوف على تصور البنا لعلاقة الإسلام بالسياسة والحكم واستعادة نصوصه فى هذا السياق قادر على تفسير وإجابة السؤال الذى يتخبط فى إجابته المتخبطون، وهو: لماذا أصبحت دماؤنا تسيل على أيادى الإخوان بعد عزل مرسى، دون أن يغمض لهم جفن، بل تحتفل صفحات الإخوان بكل قطرة دم تراق وشهيد يسقط.
فى ويكيبيديا الإخوان الإلكترونية، وتحت عنوان: «الإخوان المسلمون ومفهوم الحكومة الإسلامية» ينقل كاتب المادة نصوص حسن البنا التى تصور فهمه للحكومة الإسلامية التى يسعى لتحقيقها، وفيما يلى نصوص البنا الواردة فى الويكيبيديا:
«إن الإسلام الذى يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنًا من أركانه، فلقد جعل النبى الحكم عروةً من عرى الإسلام.
ويقول البنا: الحكم معدود فى كتبنا الفقهية من العقائد والأصول، لا من الفقهيات والفروع، فالإسلام حكمٌ وتنفيذٌ كما هو تشريعٌ وتعليمٌ وقانونٌ وقضاءٌ، ولا تنفكُ واحدة منها عن الأخرى.
ويقول: الإخوان المسلمون يرفضون مبدأ فصل الدين عن الدولة أو السياسة؛ لأن الإسلام عقيدة، وتأسيس الحكومة الإسلامية عقيدة وفريضة».
هذه إذن، ثلاثة نصوص لـ«البنا»، لكن التوقف عندها يجيب عن السؤال السابق: لماذا يقتلوننا؟ فإذا كان مؤسس الجماعة يرى -كما فى النص الأول- أن الحكومة ركن من أركان الإسلام الذى يؤمن به الإخوان، فما وجه الغرابة أن يقتل الإخوان المصريين الذى عزلوا مرسى؟ ألا يعد عزل مرسى من وجهة نظر البنا والإخوان رفضا لركن من أركان الإسلام؟ ثم ألم تقل نصوص الفقه القديمة إن إنكار الفرائض يستوجب إهدار دم الحاكم، فبمنتهى البساطة أضاف حسن البنا ركنا جديا للإسلام، هو «الحكومة» ومن ثم فجزاء رافضها القتل وإطلاق الرصاص.
من نافلة القول، ذكر أن كل علماء أهل السنة والجماعة قالوا إن الحكومة أو السياسة من الفروع ولا يكفر منكرها -طبعا لم يكن نظام مرسى إسلاميا بل كان يتمنى لإسرائيل الرخاء- لكن البنا الذى خرج على إجماع أهل السنة وابتدع ركنا جديدا للإسلام ليعطى أتباعه حجة وسندا شرعيا لإهدار الدماء، زاعما أن الحكومة فريضة وعقيدة، كما فى النص الثالث.
الفضيحة المدوية التى تكشف ضلال البنا وخبث طويته واستغلاله لجهل اتباعه هو النص الثانى: الحكم معدود فى كتبنا الفقهية من العقائد والأصول، لا من الفقهيات والفروع»... فمن لديه معلومات أولية بالتراث الإسلامى يعرف أن كتب الفقه غير كتب العقيدة، وأن المسائل الفقهية واردة فى كتب الفقه ومسائل العقيدة واردة فى كتب العقيدة، أما أن ترد مسائل العقيدة فى كتب الفقه فهذا جهل مضحك وغباء لا مثيل له.
بل إن علماء السنة أمثال الجوينى والغزالى والفخر الرازى الإسفرايينى وابن حزم وابن تيمية أكدوا أن اعتبار السياسة والحكم من العقائد هو قول الشيعة الذين سار البنا على نهجهم. أتمنى أن يكف المثرثرون، ويصمت الدجالون، ويسكت أنصاف المتعلمين ويخبرنا الأزهر وشيخه وهيئة كبار علمائه، ما رأيهم فى كلام البنا السابق ذكره؟ ولماذا لا تنقل المناهج التعليمية كلام أئمة أهل السنة، أمثال الجوينى والغزالى وابن حزم، ليعرف الطلاب ضلال ودموية البنا وجماعته؟