لرمضان في بلد الألف مأذنة مذاق خاص وفريد، روحانيات قاهرة المعز، تلك المساجد العتيقة، رائحة البخور، والتوابل المنبعثة، في المكان، في القاهرة الفاطمية.
المساجد والأضرحة، التي يفضل المصريين الصلاة فيها، مسجد الحسين والسيدة زينب، والسيدة عائشة، السيدة نفيسة، شارع المعز، المقاهي والطرقات، والحواري، والضواحي، جزء من روحانيات الشهر الكريم وبركاته، التي تظل عالقة بالوجدان، الأدعية والابتهالات البركة والطمأنينة التي تسكن في النفوس.
الفطار في الحسين
الإفطار على مقاهي الحسين له طابع خاص، إلا أن المطاعم المجاورة للمسجد مباشرة، تتميز بأسعارها مرتفعة، ولذلك فإن أكثر زوارها من السياح الذين يحرصون على انتظار أذان المغرب للأكل مع المسلمين.
يقول الحاج محمد أحمد الدهان، وجبة الإفطار للمصريين تكون عبارة عن كباب كفتة أو حمام إلى جانب طبق أرز مع السلطة والمشروب سعرها 75 جنيها للفرد الواحد.
أما الحلو عند "المالكي"، " أم على" و"الأرز باللبن"، يحتوي على مكسرات وقشطة بـ 13 جنيهًا، وطبق أم على بـ 8 جنيهات، أما الآيس كريم فقد يتجاوز 10 جنيهات، من الممكن أن تتجاوز بأسرتك الحرم الحسيني إلى داخله، لتجد مجموعة من المحال الصغيرة المتراصة لبيع الحلوي مثل البقلاوة، والكنافة، والقطايف، والجلاش، والبسبوسة، فقد تكون في متناول الأسر المصرية.
وتسبب ارتفاع الأسعار الجنونية للمأكولات والحلويات والمشروبات، في أن يكون المسجد وضواحيه مزار للمصريين العابرين بالمنطقة، للاستمتاع بروحانيات المكان وعطره فقط، دون المأكل أو المشرب بمقاهيه.
السحور في السيدة زينب
السحور في محيط مسجد "السيدة" له مذاق متميز، والأسعار في متناول الجميع، وتحتضن مقاهي السيدة مختلف الطبقات، وعادة ما يكون السحور هو طبق الفول الأساسي، والجبن، والزبادي، والبطاطس، والسلطة الخضراء، وتتراوح الوجبة مابين 4 جنيهات وحتى 10 جنيهات، كما هو الحال بالنسبة للمشروبات، فأغلب الصائمين يتناولون الشاي بعد السحور، وبعدها يتجهون لصلاة الفجر، ثم يعودون لمنازلهم، وسط أجواء من البهجة والسعادة بالشهر الكريم، ووسط التواشيح والأدعية والأذكار.
